أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش، على أن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لن تتأخر في الرد على أي عملية اغتيال في الداخل أو الخارج لأي قائد فلسطيني.
ولفت البطش في تصريح إذاعي، إلى ضرورة الاستعداد من الآن إلى جولة القتال القادمة التي ستحدث وقتما استدعت الحاجة للدفاع عن أي ساحة أو الرد على أي اغتيال، قائلًا: "إن تصاعد خيار المقاومة في الضفة رسالة واضحة من أبناء الشعب الفلسطيني بأن المقاومة هي لاستعادة الحق الفلسطيني.
وأضاف: "إن المقاومة هي الخيار الكفيل بوقف التمدد الاستيطاني والعدوان المتصاعد في الضفة والقدس، وإن صمود أهلنا في الضفة وتصديهم للمستوطنين وجنود الاحتلال سيردع العدوان ويوقفه، الضفة الغربية اليوم هي قلب مشروع حماية القدس".
وتابع: "إن شباب الضفة والقدس أدركوا أن الطريق الى الحرية والطريق إلى الكرامة يمر عبر المقاومة والجهاد، وهذا يفسر الانتشار الكبير لسرايا القدس في جنين وطوباس ونابلس، إلى جانب حضور كافة الفصائل، إن رصاصات البطل أمير الصيداوي كانت رسالة قوية في وجه العدو"، مؤكداً على أن إبراهيم النابلسي هو أيقونة رائعة للمقاومة وأن مشهد والدته عزز الروح المعنوية لكل أبناء المقاومة.
وشدد البطش على أن محاولات دق الأسافين بين فصائل المقاومة والحاضنة الشعبية جاءت ضمن آليات "فصل الساحات"، وكذلك ضمن محاولات عزل الجهاد الإسلامي عن حاضنتها الشعبية والوطنية"، مكملَا: "العدو بات مرتبكاً وخائفاً من تحرك المقاومة في القدس والضفة استجابة لمعركة وحدة الساحات التي خاضتها المقاومة في غزة، و العدوان الأخير على غزة كان يهدف إلى فصل الساحات و"سرايا القدس" أكدت على وحدة الساحات".
وجاء في حديثه: "القدس والضفة تؤكدان على وحدة الساحات من خلال العمل المقاوم وبدماء الشهداء النابلسي ورفاقه، ورصاصات أمير صيداوي، بينما العدو الصهيوني وكل أنصار التطبيع في المنطقة يرون في المقاومة الفلسطينية على أرض فلسطين قنبلة موقوتة في مواجهه مشاريع التطويع والسلام المدنس مع هذا المحتل".
وأكمل: "إن العدو لا يميز بين الضفة وغزة أو القدس، إن الشعب الفلسطيني كله مستهدف بالعدوان"، ومشدداً على ضرورة التوحد وتصعيد من العمل المقاوم وضرب العدو في كل مكان، وأن معركة "وحدة الساحات" جاءت لحماية منجزات سيف القدس.
وأوضح أن "دماء الشهداء الجعبري ومنصور والزاملي والمدلل والنابلسي وعابد أضحت مشاعل على طريق التحرير والعودة، سرايا القدس بتضحياتها العظيمة والكبيرة وإدارتها للمعركة بحكمة واقتدار شكلت رافعة للعمل المقاوم على طريق النصر إن شاء الله.. نحن أبناء قضية واحدة وشعب واحد وتراب واحد، وأيضاً عدونا واحد وبالتالي معركتنا ومقاومتنا واحدة".
وأكمل البطش: "نحن نواجه عدواً يمتلك ترسانة كبيرة وسلاحاً نووياً، ومع ذلك نحن لدينا إرادة قوية، والمقاومة تصل تحقيق حالة الردع مع هذا العدو..العدو يضرب في غزة ويغتال الشهداء القادة ويجرم بحق الأطفال، وسرايا القدس ترد عليه بقصف القدس وتل أبيب وغيرها، وكذلك يغتال في نابلس فيرد عليه أمير الصيداوي في القدس، هذه معادلة اشتباك لتثبيت شعار وحدة الساحات".
ولفت إلى أن سرايا القدس أعلنت الاستنفار العام عندما وصلت أخبار أولية عن وجود عملية اغتيال للشيخ بسام السعدي، وليس لأنه تم اعتقاله وأن حالة الاستنفار بقيت قائمة حتى وصلت تطمينات وتأكيدات عبر مصر والأمم المتحدة بأن الشيخ بسام بخير وبات مصيره معلوماً.
واستدرك: "الجانب المصري كان يتواصل معنا بشأن إنهاء التوتر، ونحن كنا نتجاوب مع الأخوة المصريين بشكل إيجابي ونشكرهم على كل ما قاموا به من جهد، تحدثنا مع الأخوة المصريين بشأن إنهاء ملف خليل عواودة حتى ننهي كل عوامل التوتر، باعتبار أن خليل كان ولا يزال في وضع صحي صعب وهناك خطر حقيقي يتهدد حياته".
وذكر: "توصلنا إلى صيغة لإنهاء حالة الاستنفار بحيث يقوم الأخوة في مصر مشكورين بالعمل على إنهاء معاناة خليل عواودة..في هذه الأثناء حوّل العدو وبدوافع سياسية وانتخابية هذا الملف كله إلى ملف انتخابي وارتكبوا جريمة وحماقة كبيرة باغتيال الشيخ تيسير الجعبري رحمه الله، سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية وجدت نفسها أمام استحقاق لا بديل عنه وهو الرد على جريمة اغتيال الشيخ تيسير الجعبري، مضيفاً: لم يكن ممكناً أن تقع هذه الجريمة دون أن تقوم سرايا القدس بالرد وتثبيت معادلات الاشتباك التي حاول العدو كسرها بهذه الجريمة".
وكشف القيادي البطش عن توجيهات من الأمين العام للحركة القائد زياد النخالة بالتعامل مع جميع الشهداء والجرحى بشكل متساوٍ، والوقوف مع أهالي الشهداء والجرحى، داعياً الحكومة في رام الله إلى القيام بمسؤوليتها تجاه ذوي الشهداء والجرحى.
وأشار القيادي البطش إلى وجود فرق في قوة وكثافة النيران بين معركة صيحة الفجر التي أعقبت اغتيال العدو للشهيد بهاء أبو العطا وبين معركة وحدة الساحات التي أعقبت اغتيال الشهيد تيسير الجعبري والشهيد خالد منصور.
وأوضح أن كل معركة يعقبها استخلاص للدروس وتقييمات مختلفة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الوطني، وفي كل معركة المقاومة تراكم خبرات وتطور من قدراتها مردفاً بالقول: هذا الأمر نرى أثره من خلال الضغط على الاحتلال ودفعه للاستجابة لشروطنا.. المعركة مع العدو ليست بالضربة القاضية، ولا تقاس الإنجازات بحجم الشهداء، المعركة من أجل الحق، وبمدى قدرتنا على الصمود والاستمرار والدفاع عن الحق والتمسك به.
وقال نحن نخوض معركة تحرير، وهذه المعركة الآن في طور تثبيت الحق في مواجهة الباطل وتأكيد استمرارية المقاومة وبقاء الصراع...المعارك لا تدور حسب الرأي العام واستطلاعات الرأي".
كما كشف البطش عن اتصالات كثيرة تلقتها حركة الجهاد وكان ردها على الجميع بأن لا مجال للحديث في أي قضية سوى الرد على الجريمة، وإطلاق العنان للرد الذي تولت قيادته سرايا القدس، قائلا:"سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية قامت بضرب العديد من الأهداف الحيوية والاستيطانية وأحدثت صواريخ السرايا والمقاومة رعباً كبيراً ودماراً في تلك المواقع، سرايا القدس في هذه المعركة أبلت بلاءً حسناً وكل المراقبين والمتابعين شاهدوا وتابعوا آثار ضربات السرايا".
وقال: "صليات سرايا القدس كانت تتجاوز 100 صاروخ في الصلية الواحدة وهذه الصواريخ سقطت في كل مدن فلسطين المحتلة وأخضعت المستوطنين للحصار، لأول مرة في التاريخ يحدث أن تفرض حالة من حظر التجوال والإغلاق الكامل على مستوطنات كبيرة بكاملها وتغلق الشواطئ والشوارع تخلو من أي هدف ثابت أو متحرك" مؤكداً أن سرايا القدس جاهزة للرد على اي عدوان".
وأدان القيادي في الجهاد الإسلامي ما جاء في الإحاطة التي رفعها المبعوث الأممي تور وينسلاند لمجلس الأمن الدولي ولأمين عام الأمم المتحدة حول العدوان على غزة.
وبين أن هذه الإحاطة انحازت للعدو الصهيوني وشكلت لائحة اتهام للمقاومة الفلسطينية التي تقوم بالدفاع عن شعبها وعن أرضها في وجه العدوان"، مكملًا: "إن اعتراف العدو عن الإصابات المباشرة التي حدثت في كل من عسقلان وتل أبيب وغيرها من المستوطنات دليل على فعالية الصواريخ وحجم الرعب والأثر الذي أحدثته هذه المعركة في الوعي الصهيوني".
وأردف: "هذا الاعتراف بحجم الإصابات والدمار لدى العدو دليل على أن المقاومة حققت نوعاً من توزان الرعب مع الاحتلال ، وهو ما دفع العدو طوال ساعات المعركة أن يستجدي الوسطاء لوقف إطلاق النار، إن سرايا القدس أطلقت ألف صاروخ خلال ثلاثة أيام، الصواريخ أصابت 220 هدفاً في قلب الكيان".
ونوه إلى أن هذه المعركة أحدثت حالة كي وعي في العقل الصهيوني، وشكلت إنجازا كبيرا للمقاومة، وأن هذه المعركة كانت رسالة قوية، كون أن فصيلاً فلسطينياً استطاع أن يقاتل العدو الصهيوني لثلاثة أيام متواصلة، وقدّم تأكيداً للعالم العربي والإسلامي على إمكانية هزيمة "إسرائيل".
وأكد القيادي البطش أن من حق المقاومة الفلسطينية أن تتلقى الدعم العسكري والمالي من أي دولة كانت، وأن ملف الأسيرين خليل عواودة وبسام السعدي في عهدة المصريين والأمم المتحدة، مبيناً أن جهود مصر أثمرت في مرات سابقة وأنهت معاناة أسرى إداريين "ونحن نتابع مع المصريين كافة الجهود المتعلقة بإنهاء معاناة خليل عواودة وننتظر ردهم".
وأكد أن الأسير خليل عواودة وصل إلى وضع خطير، وهذا يتطلب جهداً مكثفاً لإطلاق سراحه، موضحًا ان الشعب الفلسطيني الذي أخرج من دياره في العام 1948 بغير حق وقدم التضحيات على مدار مسيرة النضال الطويلة، هو الذي أنبت المقاومة الفلسطينية وقدم كل الشهداء.
وجاء في حديث البطش: ""الشعب الفلسطيني هو صاحب القضية، والكل شريك في المقاومة ومن يقاتل ويخوض المعارك هو الشعب الفلسطيني كله، ودعم الصمود الوطني هو مسؤولية الجهات الحكومية في غزة ورام الله، ونحن علمنا وأطلعنا على جهود الأخوة في غزة للقيام بدورهم في إعادة الإعمار وهناك وعد قطري مشكور للقيام بالواجب".