أشهر الحمل من الفترات المرهقة لكل حامل، وهو أمرٌ طبيعي تماماً حيث يحاول الجسم التعوُّد على التقلبات الكبيرة في هرمونات الحمل، وكذلك مع التغيرات الجسدية المتواصلة حتى حلول موعد الولادة، وهذا الإرهاق سيزداد وينقص على مدى مراحل الحمل؛ فقد تشعر الحامل بقدرٍ كبير من التعب في شهرٍ ما، ثم تصبح أكثر طاقةً وحيوية في الفترة التالية، وهكذا.
وتقريرنا اليوم عن أسباب إرهاق الحمل في الأشهر الأولى، ووضع طرق للتعايش معه أيضاً.
أسباب الإرهاق في الثلث الأول من الحمل
- يرتفع مستويات هرمون البروجسترون لدى الحامل في أشهر الحمل الثلاثة الأولى بصورةٍ كبيرة؛ الأمر الذي قد يجعلها تشعر بالنعاس.
- كما تتسارع لدى الحامل عمليات الأيض، ويحرق جسمها قدراً أكبر من الطاقة؛ ما يساعد في الشعور بالإرهاق في المراحل المبكرة من الحمل.
- انخفاض ضغط الدم وزيادة إنتاج الدم يسهمان في استهلاك الطاقة، بالإضافة للاضطرابات العاطفية الكبيرة التي تمر بالحامل خلال فترة الحمل.
- وإلى جانب الهرمونات، فهناك غثيان الحمل والتبول المتكرر، وكذلك اضطرابات النوم، التي تسبب للحامل عدم الحصول على كفايتها فيصيبها الإرهاق.
كيفية التعامل مع الإرهاق في أثناء الحمل
- اتباع نظامٍ غذائي صحي أمر مفيد للغاية لصحة جسم الحامل ونمو الجنين؛ إذ يمكن ربط الإرهاق بوجود نقصٍ في الحديد، وهنا عليك تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبروتين والحديد.
- الحصول على الفيتامينات من الفواكه والخضروات والبيض والمكسرات، ومجموعةٍ متنوعة من الأطعمة المتكاملة؛ يساعد في الحفاظ على مستويات طاقة عالية للحامل طوال اليوم.
- إضافة إلى المحافظة على مستوى السوائل في الجسم، بالمواظبة على شرب الكثير من الماء خلال النهار، والتقليل منه في فترة المساء؛ لتجنب التبول المتكرر ليلاً.
- الحفاظ على روتين النوم، على الحامل أن تعتاد الذهاب إلى السرير والاستيقاظ في الوقت نفسه كل مساءٍ وصباح، وإذا شعرت بحاجةٍ إلى مزيدٍ من النوم، يمكنها دائماً أخذ قيلولةٍ خلال النهار.
- مع تزايد حجم البطن ستحتاج الحامل إلى إيجاد الوضع المناسب والمريح للمساعدة في تحسين تدفق الدم للطفل والأعضاء؛ لهذا استخدمي الوسائد للدعم بين ركبتيك، وتحت بطنك، وخلف ظهرك، وإبقاء الرأس مرتفعاً.
- الرياضة بانتظام ونمط الحياة النشطة، لا تساعد على منع تشنجات عضلات الساقين فحسب، لكنها أيضاً تعطي دفقاً من الطاقة، وهذا بعد استشارة الطبيب بشأن خيارات التمارين الرياضية المناسبة للحمل.
الإرهاق علامة على وجود حالةٍ طبية أخرى!
- الشعور بالإرهاق قد يكون في بعض الأحيان أحد أعراض حالة طبية تحتاج إلى العناية والعلاج؛ إذ قد يزيد الحمل من خطر الإصابة بفقر الدم، وعندها قد يكون الإرهاق واحداً من أعراضه.
- وإذا كان الإرهاق مصحوباً بشعورٍ مستمر بالحزن وفقدان الاهتمام؛ فقد يكون ذلك علامةً على حدوث حالة اكتئاب ما قبل الولادة، التي تعاني منه قرابة 14 إلى 23% من النساء الحوامل.
خطورة حالات الإرهاق
- وفي بعض الحالات، قد يمثل الإرهاق خطورة على الحامل أو على الجنين، ولهذا تنبغي فيها للحامل استشارة الطبيب مثل:
- زيادة معدل حالات الإغماء خلال فترة الحمل؛ قد تشير إلى حالات هبوط الضغط أو سكر الدم، أو قلة معدل الأملاح في الجسم أو الأنيميا؛ لذلك يجب عمل التحاليل اللازمة وتحديد أسباب الإغماء.
- تحتاج الحامل للدعم النفسي من الزوج والأهل والمقربين، في حالات الشعور بالحزن والاكتئاب والشعور بالرغبة في الانفجار بالبكاء لأقل الأسباب الممكنة، فتلك الحالة تدل على اكتئاب الحمل.
نصائح للتخلص من إرهاق الحمل
- اهتمي بالنوم الجيد المتصل في ساعات الليل، وامتنعي عن تناول المشروبات والعصائر والماء أيضاً؛ حتى لا يزيد معدل التبول ويقلقك ذلك من النوم.
- تناولي طعاماً صحياً غنياً بالبروتين والفيتامينات، مع ضرورة الاهتمام بتناول الكربوهيدرات التي تكسبك الطاقة التي تحتاجين إليها في بناء وتكوين الجنين.
- اهتمي بزيارة الطبيب لمتابعة الحمل في الأوقات المحددة؛ حتى يكون على علم بالتغيرات التي تمرين بها، وأخبريه بأي أعراض جديدة تشعرين بها.
متى يخف تعب الحمل؟
- الأمر مختلف من امرأة إلى أخرى، ولكن غالباً ما تشعر المرأة الحامل بالتعب الشديد في الثلث الأول من الحمل، والثلث الثالث من الحمل.
- في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يكون التعب أحد الأعراض بجانب الدوار والغثيان وفقدان الشهية والقيء أحياناً.
- ويرتبط هذا بحالة تشكل الأعضاء الرئيسة للجنين، وتبدأ المشيمة بالتكون، وهي عبارة عن النظام الداعم لحياة الجنين في النمو. ومع هذا التشكيل تتغير مستويات الهرمونات وعمليات الأيض بسرعة في جسم المرأة الحامل، بينما تميل مستويات السكر وضغط الدم إلى الانخفاض.
- إذا كان التعب والمرض يصلان إلى إزعاج نوم المرأة الحامل؛ فقد تشعر بالتعب وسرعة الانفعال، لهذا حاولي الحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة.
- قد تجدين أن غثيان الحمل يخف بحلول الأسبوع الـ16، لكن مستويات مختلفة من الغثيان يمكن أن تستمر حتى الأسبوع الـ20، أو حتى لفترة أطول.
- لا تشعر معظم النساء بالتعب في الثلث الثاني من الحمل، ولكن من المحتمل أن تفقد قوتها في حوالي الأسبوع الـ28؛ حيث يكبر البطن، وقد يكون من الصعب عليكِ الاسترخاء في السرير والحصول على نوم جيد ليلاً.
