أدانت شخصيات فلسطينية وفصائل وطنية اليوم السبت، "حملة التحريض" التي يتعرض إليها الرئيس محمود عباس، عقب التصريحات التي أدلى بها في العاصمة الألمانية برلين.
وقال المتحدث باسم حركة فتح في أوروبا جمال نزال، إن دولة الاحتلال تسعى لضرب البرنامج التحرري الوطني للرئيس محمود عباس من خلال الحملة التحريضية التي تشنها ضده، لإدراكها القدرة الاستقطابية العالية للبرنامج على الصعيد الدولي.
وأضاف نزال في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين"، اليوم السبت، أن الاحتلال يحاول أن يعطي للعالم انطباعا بأنه لا جدية للطرف الفلسطيني في صنع السلام.
وأكد ضرورة الوقوف والالتفاف خلف موقف الرئيس ودعمه واسناده لإيصال رسالة للعالم بأن شعبنا يد واحدة في الدفاع عن أرضه ومقدساته.
بدورها، أدان رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، "حملة التحريض" التي يتعرض إليها الرئيس محمود عباس، عقب التصريحات التي أدلى بها في العاصمة الألمانية برلين، محذرًا من أن الهجوم على الرئيس عباس يعتبر تحريضا مباشرا وعلنيا لاستهداف شعبنا الفلسطيني، وقيادته المتمثلة بسيادته.
وقال في بيان صحفي أصدره اليوم السبت: "إن النهج الحاقد والأسود والتحريضي الذي تمارسه اسرائيل وقادتها السياسية والمتطرفين ووسائل إعلامهم ضد الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية، يعبر عن إفلاس وضيق أفق، للتهرب من استحقاقات السلام، ولإخفاء جرائمهم ضد شعبنا الفلسطيني".
كما وأشاد فتوح، بمواقف الرئيس الداعمة لقضيتنا العادلة، وحقوق شعبنا في كافة المحافل الدولية، مؤكدا على وقوف شعبنا، والمجلس الوطني، وجميع الفعاليات والقوي الوطنية خلف الرئيس تأييدا ودعما واسنادا لمواقفه الشجاعة.
وبدوره، رفض عضو المجلس الثوري أسامة القواسمي، حملة التحريض المشتركة من عدة جهات ضد الرئيس عباس، مؤكدًا على أن هذه الحملة لن تغير في حقيقة ما تقوم به إسرائيل من جرائم وقتل يومي وإعدامات ميدانية وجرائم ضد الإنسانية، ولن تغير من موقفنا اتجاه حقوق شعبنا الثابتة والراسخة.
وقال القواسمي في تصريح صحفي اليوم: إن على العالم أن يعرف جيدا أن إسرائيل أقدمت على مجازر وقتل جماعي ضد الشعب الفلسطيني عبر عقود طويلة منذ العام 1948، وهي ترفض الشرعية الدولية، وتواصل تحديها للعالم أجمع دون محاسبة أو عقاب.
وختم القواسمي بالقول: إن من يريد أن يحرف الأقوال، ويسوقها إلى غير مآلها ومقصدها فهذا شأنه، أما الرئيس محمود عباس قد أوضح مقصده بما يقطع الشك باليقين
وأكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، على أن حملة التحريض الألمانية ضد الرئيس عباس تهدف إلى إرضاء إسرائيل، وطمس جرائم الاحتلال ضد شعبنا.
وأضاف أبو يوسف، في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين"، اليوم السبت، أن شعبنا بفصائله الوطنية والإسلامية كافة ومنظماته الشعبية والحقوقية يقف موحدا خلف الرئيس في مواجهة تلك الحملة غير المبررة.
وأوضح أن تلك الحملة لن ترهب شعبنا ولن تؤثِّر على سعيه لاستكمال مشروعه بالتحرر من الاحتلال، ونيل الاستقلال الوطني.
كما قال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن "الرئيس أبو مازن هو حارس الرواية الوطنية والمدافع الأول عن سردية شعبنا وحكاية وجوده في البلاد".
وأضاف أبو سيف: "ما قاله الرئيس هو تعبير حقيقي عن هذه الرواية ودفاع عن عذابات كل أبناء شعبنا الذين تعرضوا للذبح والقتل خلال المجازر البشعة التي ارتكبها الغزاة بحق شعبنا طوال مائة عام".
وتابع: "لقد اختصر الرئيس بعبارات صغيرة ولكن مكثفة حقيقة الصراع الذي يعود لما تعرض له شعبنا من تهجير وتقتيل وتشريد وأن على العالم أن يفك العصبة السوداء عن عينيه ليرى الحقيقة".
وأردف أبو سيف: "فالمذابح والجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا حقيقة لا يمكن لكل العالم أن ينكرها، وحين وقف أمام العالم أجمع ليقول إن شعبنا تعرض لخمسين مجرزة أو محرقة أو نكبة أو أي صفة بشعة في قواميس اللغات، فإنما قال ذلك لأن على العالم أن يسمع جيداً أن أساس الصراع هو ما حدث في العام 1948 حين جاء الغزاة وسرقوا البلاد وذبّحوا العباد".
وشد على أن "الصراع الحقيقي هو صراع على الرواية التي يريد الغزاة أن يحرفوها حتى يزيلوا حق شعبنا في بلاده وأرض آبائه وأجداده ويشطبوا أي إشارة إلى ما اقترفوه بحقه من جرائم ومذابح، ومهمتنا الأساسية هو أن تظل هذه الرواية حاضرة وننقلها للأجيال اللاحقة حتى يتم تصويب مسار التاريخ وتعود لشعبنا حقوقه".
واستطرد أبو سيف: "لا ننكر ما حدث لليهود وغيرهم من مذابح ومحارق وهولوكوست، فالذي تم خلال الحرب العالمية الثانية بحق اليهود تحديداً جريمة بشعة لا يمكن نسيانها أو التساهل معها، ولكن شعبنا أيضاً وقع ضحية مجازر ومذابح بشعة وتم تهجيره من أرضه وتدمير أكثر من 530 قرية وبلدة ومدينة".
واختتم تصريحات بالقول: "على العالم أن يسأل المجرم عن جريمته لا أن يلاحق الضحية، وهي تعبر بقوة ووضوح عما جرى بحقها، فهذه روايتنا وسرديتنا الوطنية وتلك حقائق تاريخية لا يمكن تجاوزها
وأدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قيام الشرطة الألمانية بفتح تحقيق على خلفية تصريحات الرئيس عباس، والتي تحدث فيها عن المحارق والمجازر التي ارتكبها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني منذ العام 1948.
وأكدت على أن موقف الشرطة الألمانية يمثل أحد أوجه ازدواجية المعايير والنفاق والانحياز للاحتلال والتنكر لمعاناة الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن نتائج الحرب العالمية الثاني في ظل غياب العدالة الدولية.
وأشارت إلى أن تصريح الرئيس هو جزء من الرواية الوطنية الفلسطينية التي يدافع عنها شعبنا في وجه العالم بأسره لكشف جرائم الاحتلال الصهيوني، رافضين بذلك أي مجاملة المانية أو انحياز للاحتلال أو تسوية سياسية معه من قبل هذه الدولة أو تلك على حساب آلام الشعب الفلسطيني ومعاناته وعذاباته اليومية بسبب الارهاب الإسرائيلي الذي فاق في شكله وآثاره كل الأحداث الأخرى.
من جهته، قال أمين سر فصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، إن الرئيس محمود عباس عبر عن إرادة شعبنا في الخلاص من الاحتلال والدفاع عن قضيتنا.
وأضاف أبو العردات في حديث لإذاعة "صوت فلسطين"، أن شعبنا في الداخل والخارج يثمن مواقف سيادته المعبرة عن تطلعاته، مشيرا إلى أن فصائل منظمة التحرير في لبنان ستقيم عدة أنشطة خلال الفترة المقبلة في المخيمات دعما للرئيس ومواقفه.
وطالب بتوحيد جهود الفصائل والجاليات الفلسطينية في الخارج لإيصال الصوت الفلسطيني لدول العالم حول حقه بالحرية والاستقلال.
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم "أبو ليلى": "إنّ الحملة التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس وشعبنا الفلسطيني من قبل الصهاينة ومن يدعمهم بلغت مستوى غير مسبوق من الوقاحة»، واصفاً إياها بـ«العدوان ليس فقط على الشعب الفلسطيني وإنما أيضاً على الحقيقة التاريخية".
وأوضح أبو ليلى، أنّ الرئيس عبر عن الحقيقة عندما قال إنه «لا ينكر المحرقة وإنما يؤكد أن الجرائم التي ارتكبت من قبل إسرائيل من خلال النكبة المتواصلة بحق شعبنا منذ أكثر من 74 عاماً، هي لا تقل بشاعة وهذه حقيقة تاريخية لا بد من تأكيدها.»
وأضاف أبو ليلى: "أنّ شعبنا كله موحد في الوقوف خلف الرئيس عباس"، داعياً إلى البدء بحملة منسقة ومنظمة من أجل الوصول إلى اعتراف دولي من قبل الأمم المتحدة بحقيقة النكبة الفلسطينية وتجريم انكارها، لكي يصبح من ارتكب هذه الجريمة مُسائلاً أمام التاريخ والعدالة الدولية، ومن أجل أن تصبح عملية إنكار هذه النكبة جريمة مُعترف بها من قبل القانون الدولي.
وفي ذات السياق، أدان المكتب الطلابي الحركي المركزي- إقليم لبنان، حملة التحريض والتشويش التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس.
وقال المكتب في بيان له، اليوم: "إنّ تصريحات الرئيس جاءت في إطار الرد على سلوك الحكومة الإسرائيلية العنصرية وإصرارها على انتهاك قرارات الشرعية الدولية واعتبار نفسها كيان فوق القانون والمحاسبة".
وأشاد بمواقف الرئيس الثابتة والوطنية المُشرِّفة، وحرصه الدائم على المشروع الوطني الفلسطيني، وثباته ووقوفه سدّا منيعا أمام كل الضغوطات والمؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية.
وأكد المكتب الطلابي الحركي، على التفافه حول منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا، داعيًا كل أبناء شعبنا للالتفاف حول الرئيس في هذه الأوقات العصيبة التي تعصف بقضيتنا وفي ظل الحملة المسعورة ضد الرئيس والتي تستهدف النيل من شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين.