باستشهاد القائد ابراهيم النابلسي، كأنه يرسل رسالة بأن فتح وجميع الفصائل داخل منظمة التحرير هم ايضا يقاتلون المحتل ويستشهدون يوميا بدون النظر الى هذا الانقسام البغيض.
ان من الواجب الوطني والأخلاقي ان تضعوا الأولوية لانهاء الانقسام، كي نتصدى لهذا المحتل الغادر الذي لا يهمه الا القتل وتشريد الشعب الفلسطيني، لا داعي لشرح قذارة هذا المحتل الذي هدفه التشريد والقتل من أطفال وشباب وشيوخ ونساء، اي من جميع أطياف الشعب الفلسطيني، هذا عدا عن هدم البيوت على أصحابها، ولا يفرق بين مقاتل او غير مقاتل، لذلك على قادة هذين الفصيلين ان يعيا الواقع الذي نحن فيه والسعي الجاد لانهاء الانقسام والاتجاه لتقوية جبهتنا الداخلية والسعي الى ثورة في جميع الوطن المحتل، وأقصد هنا جميع الوطن بما فيه ما يسمونه داخل الخط الاخضر، ويقاوم العدو بجميع اشكاله حسب القوانين الدولية، وزرع الخوف والرعب في داخل الاراضي المحتلة، وبدون استعمال هذه الصواريخ التي تعطي حجة قوية للعالم، خصوصا الأفعى الامريكية بالرد الاسرائيلي غير الانساني على الشعب الفلسطيني.
الشعب الفلسطيني أجمع يؤيد وبقوة القتال ضد هذا المحتل، ولكن علينا ان لا نضع له اي سبب لشن هذه الغارات التي تقتل وبالجملة الفلسطينيين حتى وهم في غرف نومهم مع اطفالهم.
ان التصدي وقتال العدو من خلال ثورة على الأرض الفلسطينية أهم وأقوى من أي صاروخ لا نعرف إذا أصاب الهدف أم فقط كي يختبئ العدو في الملاجئ، والرد يكون أكثر بكثير وخسارتنا في الأرواح والممتلكات، خصوصا وضع المستشفيات التي لم تعد تحتمل إيواء الجرحى من القصف الهمجي من طائرات من صنع امريكا التي لا تترك مناسبة الا وتؤيد أعمال هذا المحتل المجرم الذي زُرع كالسرطان في وسط العالم العربي.
صحيح القول ان الحياة اليومية عند اهلنا في غزة لا تطاق من حصار ظالم، واعتداءات يومية، حتى اخواننا الصيادين لا يستطيعون العيش والصيد حسب الاتفاق مع العدو الاسرائيلي، وحتى المستشفيات لا تسلم من هذا العدو. ومع الأسف لا نجد من أوروبا وحتى روسيا دعما حقيقيا، هذا عدا الدعم بدون حدود من امريكا للمحتل، ولذلك على الفصيلين السعي الحقيقي لإنهاء الانفصال البغيض.
ان الاخوة في حماس والجهاد يعرفون ويدركون قذارة العدو والداعم لهذه القذارة، والشعب الفلسطيني الصابر المناضل لن يركع الا لله سبحانة وتعالى، لذلك العقل يقول انه ليس لنا الا الوحدة الوطنية، كي نعطي درسا للعدو ومن يدعم العدو.
الانتفاضة الاولى نجحت بالوحدة الوطنية لان العدو لا يحتمل سياسة الدم بالدم، أما الشعب الفلسطيني يحتمل كل العذابات لأن الأرض له وليس له الا فلسطين، حتى ان العدو أصبح يملي شروطه، عندما طلب من الاخوة في حماس عدم المشاركة في آخر جولة من القتال، وكانت حصيلة هذه الجولة عشرات الشهداء بينهم سبعة عشر طفلا واربع نساء، مقابل صفر من قتلى العدو.
الشعب الفلسطيني أجمع ينعى المناضل ابراهيم النابلسي ويعزي ويهنىء والدة الشهيد، وكان عرسه في ذاك اليوم، يقدم درسا للمحتلين بان الأم الفلسطينية هي ولّادة شباب لا يهابون الاستشهاد من أجل الوطن فلسطين.
بكل الاحترام والحب نقول لحماس والجهاد ان يسعيا بكل جهد للوحدة الوطنية، كما ان على السلطة الفلسطينية وباقي الفصائل المنتمية لمنظمة التحرير ان تنفذ جميع القرارات التي أعلنها المجلسان الوطني والمركزي والتمسك بالقرارات الدولية وأولها حق العودة، وكفى صواريخ لا فائدة منها مقارنة بوحدة وطنية قتالية على الارض بدون ان يتدخل أحد بسياستنا، والذي يريد ان يساعدنا بالمال والسياسة نقول لهم شكرا، خصوصا من إخواننا العرب.
وهنا لابد من ان يحيي الشعب الفلسطيني رئيسه محمود عباس على كشفه الحقائق حول ما قام ويقوم به المحتل من مجازر بحق شعبنا، المسالم على ارضة منذ الاف السنين.
والله المستعان.