فرنسا

" غزوة فرنسا " بين التحليل المنطقي السياسي والعاطفي الديني

قلم مقالات
حجم الخط

كتب / جهاد محمود أبو شنب

أوروبا تجني ثمار تربيتها ، وأعتقد القادم أعظم أن لم تتنازل وتعيد النظر في الظلم الذي وقع على أحد أبنائها المتمردين عليها حالياً , هجمات فرنسا وما شابه ذلك في أوروبا ليست دينياً ، الموضوع أكبر مما نراه في الصورة ، أوروبا تخلت عن بعض الجماعات التي كانت تدعمها في الشرق الأوسط ، حاولت تلك الجماعات إعادة الثقة ولكن تعند الغرب أدي فيها لاستخدام القوة لإعادة فرض نفسها عليهم .

 

أكذوبة اللعب على وتر الدين من الطرفين هي أساس المشهد ليتم تغييب العقول عما يدور خلف الكواليس ، شارلي ليست الهدف والانتقام الديني ليس الغاية ، هناك شيء في الأفق مازال غامضاً .

 

الغرب لم يفلحوا أطلاقاً في تربية أبناء مخلصين لهم داخل الشرق الأوسط , لأن الغرب لديه مبدأ التغيير والبديل والخيانة ولذلك دوماً يتمردون عليهم هؤلاء الأبناء عندما يتم إيجاد بديل لهم في حال فشل مهمتهم التي وجدوا لأجلها , والأمثلة في التاريخ كثيرة على ذلك ....

 

أما الشق العاطفي في هذه القضية الشائكة والمعقدة هي الرسومات , الرسومات التي تسيء لرسولنا الكريم , جميعنا ضعفاء بالدفاع عنه لأننا ابتعدنا كثيراً عن ديننا وسنته , وأن عدنا لما قاله حكماء وعلماء الغرب نجد أنهم يعلمون جيداً من هو هذا الرجل الذي حول العالم من غابة كبيرة لحياة كريمة تحكمها الأخلاق الذي كان يجسدها من خلال القرآن خلال فترة نبوته , أذن المستهدف ليس محمد صلي الله عليه وسلم , بل نحن الذين أصبحنا جسد بلا عقل .

 

ومن ينتقد الرؤساء العرب الذين شاركوا في المظاهرة الفرنسية المسمية "ضد الإرهاب " من نابع وازعه الديني وحبه للنبي أود أن أقول له : " هدئ من روعك قليلا وأنتقد نفسي ونفسك فنحن أحوج للتغيير منهم , فما هم إلا أساطير هوائية نحن صنعناها بأنفسنا لتحكمنا " .

 

أعتقد أيضاً أن الصحف الغربية عرفت طريق الدعاية والخروج من الأزمات المالية , فغضبنا ضد شارلي لا يحتاج لهجوم وقتل وتشهير بل يحتاج لتغيير حقيقي داخل كل مسلم في هذا العالم , نحن مثلنا هذه الرسومات بأفعالنا قبل أن تسقط على أوراق الغرب , فكيف نغضب ممن رسمنا ولا نغضب ممن أتم لهم الصور .

 

يا كل أبناء أمتنا العربية , هذا العالم ما عاد يرانا أمامه , ولا يشعر بإنسانيتنا ومشاعرنا , ويحق لهم لأننا أصبحا أمة هزيلة , أضاعت عروبتها وإسلامها , أمة أسقطت حضارتها وكرامتها , لا نحتاج لتضامن وغضب على مواقع التواصل لمدة يومين أو أكثر وينسي الأمر , نحن بحاجة لثورة نفسية داخلية تصحيحية .