مكان إقامة الإنسان لا يزال أمراً يشغل تفكير المستكشفين ورواد الفضاء وحتى المهندسين فبعد قيام رائد الفضاء يوري جاجارين باختراق الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض ، تتابعت الرحلات إلى الفضاء ليكون البحث عن أماكن أخرى للعيش بعيداً عن الأرض أحد أهدافها الرئيسية.
ما يعني أن اليابسة لم تصبح المكان الوحيد الذي يصلح لإقامة الإنسان بشكل دائم على سطحها حيث كشفت تصاميم جديدة لمهندس بلجيكي عزمه على بناء قرى بيئية وناطحات سحاب تحت الماء في تجربة جديدة وفردة من نوعها ستجذب في الدرجة الأولى محبي البحار والمحيطات.
هذه المخططات الطموحة للمهندس فينست كاليبو كشفت عن سلسلة من القرى الصديقة للبيئة تحت الماء والتي تتسع لـ 20000 شخصاً في المستقبل. المشروع المائي الضخم لكاليبو هو عبارة عن "ناطحات محيط" حلزونية تصل إلى قاع البحر من مراسي مغطاة بشجر المانغروفلى على سطح محيطات العالم.
كل ناطحة سحاب في هذه القرى التي تشبه في شكلها قنديل البحر، سيتم بناؤها من المواد البلاستيكية المعاد تدويرها من ما سمى بـ "القارة السابعة" أو "قارة البلاستيك" فيما سيكلف بناء كل قرية 1430 يورو لكل متر مربع.
وإضافة إلى كونها مصممة كي تكون مساكنا، فإن هذه القرى ستشمل مختبرات علمية ومكاتب وفنادق ومساحات رياضية ومزارع على مساحة 250 طابقاً وبعمق 1000 متراً (3280 قدم). مياه البحر سيتم تحليتها ، وسيتم إعادة تدويرها إلى نفايات عضوية فيما سيتوفر الضوء من خلال التلألؤ البيولوجي.
وبالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالقلق من آثار التيارات البحرية والعواصف والزلازل ، فإن هندسة المباني من شأنها التصدي للدوامات البحرية بينما يزيد سمك القشرة الخارجية من سطح المياه إلى الأسفل، لتعويض التوتر الناجم عن الزيادة في الضغط.
تظهر هذه الصورة مدخل أحد الأبراج تحت الماء والتي لا تتطلب استخدام الوقود الأحفوري المضر بالبيئة كونها تنتج الطاقة والحرارة بنفسها.
وبواسطة مداخن الرياح الموجودة في الأبراج أو محطات الأكسجين، يجري تجديد الهواء بشكل طبيعي عن طريق الحمل الحراري.
أما مصدر الطعام فيهو سؤال يلوح في أذهان كثيرين حيث أوضح كاليبو أنه يتم الحصول على الطعام من الشعاب المرجانية والحقول الزراعية وصيد الأسماك.
ولمحبي الخضار الطازجة، بيّن كاليبو أن زراعة الفواكه والخضراوات داخل القرى المائية الصديقة للبيئة سيكون أمرا ً ممكناً إلى جانب الصيد في المحيط.
ويقترح كاليبو أن تنتشر القرى البيئية التي ستكون بعرض 500 متراً وتضم 250 طابقاً حول محيطات العالم الرئيسية.