نظّم مناصرو التيار الصدري اعتصامهم، اليوم الثلاثاء، أمام مبنى مجلس القضاء الأعلى في المنطقة الخضراء في بغداد، وذلك في خطوة تصعيدية في الأزمة السياسية المتواصلة منذ أكثر من 10 أشهر.
وأفاد البيان الصادر عن التيار، بأن مناصري التيار "أعلنوا اعتصامهم أمام مجلس القضاء الأعلى حتى تحقيق لائحة مطالب قدّموها من بينها "حل البرلمان" و"عدم تسييس القضاء"، بحسب صور نشرها التيار على مواقع التواصل.
وأشارت وكالة الأنباء العراقية الرسمية إلى أن المعتصمين باشروا نصب الخيام أمام مبنى أعلى سلطة قضائية في البلاد.
ويأتي الاعتصام، فيما يقيم مناصرو التيار الصدري منذ ثلاثة أسابيع اعتصاما في محيط البرلمان العراقي، للمطالبة بحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
إلا أن خصوم الصدر في الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وكتلة الفتح الممثلة للحشد الشعبي، يريدون من جهتهم بتشكيل حكومة قبل الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
ويقيم مناصرو الإطار التنسيقي بدورهم اعتصاما أمام المنطقة الخضراء التي تضمّ مؤسسات حكومية ومقرات دبلوماسية غربية منذ 12 أغسطس.
يشار إلى أن مستوى التصعيد بين الطرفين ارتفع منذ أواخر يوليو، مع تبادلهما الضغط في الشارع وفي التصريحات، من دون أن تتطوّر الأمور إلى عنف، وبعد عشرة أشهر على الانتخابات التشريعية، لا تزال القوى السياسية في العراق عاجزة عن الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
وفي 10 أغسطس، طالب مقتدى الصدر القضاء بحل البرلمان خلال أسبوع، لكن القضاء اعتبر في وقت لاحق إنه لا يملك هذه الصلاحية، ومنذ ذلك الوقت لم تفضِ محاولات الحوار بين الطرفين إلى نتيجة بعد. وعقد قادة الكتل السياسية العراقية في قصر الحكومة في بغداد اجتماعا، قاطعه التيار الصدري، وكان دعا إليه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة.
وكرر التيار الصدري رفضه للحوار أكثر من مرة. وقال الصدر في تغريدة قبل يومين إنه قدّم "مقترحاً للأمم المتحدة لجلسة حوار علنية...فلم نر جوابا ملموسا".
وأضاف "لا يتوقعوا منا حوارا سريا جديدا بعد ذلك"، متابعًا "لقد تنازلت كثيرا من أجل الشعب والسلم الأهلي. وننتظر ماذا في جعبتهم من إصلاح ما فسد لإنقاذ العراق".