يديعوت : حماقة الموقف الإسرائيلي من الاتفاق مع إيران

3A3C5253-C7BB-45E4-B301-A575F1A17032.jpeg
حجم الخط

بقلم: أورالي أزولاي

 

 



نظام الملالي في إيران مكوّن من أشخاص لا يمكن الثقة بهم، وبالتأكيد لا يمكن السماح له بالحصول على سلاح نووي. هذا هو السبب الذي من أجله قرر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مع الدول الكبرى توقيع اتفاق مع إيران في سنة 2015، فضمن كبح قدراتها وسمح للغرب بالدخول إلى المنشآت التي احتوت على أجهزة الطرد المركزي التي يأتي الشر منها. آرنست مونيز، الذي كان وزيراً للطاقة في إدارة أوباما ومهندس الاتفاق النووي، قال لي في مقابلة أجريتها معه: "عقدنا اتفاقاً مع إيران مثلما تعقد اتفاقاً مع كذابين- طلبنا وحصلنا على وسائل رقابة لم يشهد التاريخ مثلها".
بذل رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، كل ما في وسعه لمنع مثل هذا الاتفاق. وفي خطوة غير حكيمة سياسياً، وصل عشية توقيع الاتفاق إلى واشنطن وألقى خطاباً أمام الكونغرس من وراء ظهر أوباما. لم يكتفِ أوباما بوصفه بأنه "ناكر للجميل"، بل تعرّض نتنياهو لكل الشتائم، وطُرد من المدينة. وُقِّع الاتفاق وانطلقت القافلة.
تقيّد الإيرانيون بكل بنود الاتفاق حتى مجيء دونالد ترامب الذي مزّق الاتفاق إرباً، بتشجيع من نتنياهو، وبذلك منح الإيرانيين هدية أغلى من الذهب: فقد عادوا إلى سيرتهم الأولى. الآن، يحاول بايدن التوصل إلى توقيع اتفاق جديد - قديم، وإذا لم تحدث مفاجأة في اللحظة الأخيرة، فمن المتوقع توقيع الاتفاق في الأسابيع القادمة. بدأت الصحف في إيران بإعداد الرأي العام الإيراني لذلك، وهي تسخر من إسرائيل، ففي رأيها فإن تحرُّك نتنياهو وهوس ترامب ضد إنجازات سلفه أعطت إيران مجالاً للتنفس، واليوم أصبحت أكثر قرباً من القنبلة من أي وقت سابق.
يسير رئيس الحكومة، يائير لابيد، تحديداً، على المسار عينه: وصل مستشار الأمن القومي، إيال حولاتا، إلى واشنطن، وبدأ محادثات مع البيت الأبيض للاستماع إلى المزيد من التفاصيل عن الاتفاق، وكي يعبّر عن المعارضة الإسرائيلية له. حولاتا سيحصل على التفاصيل، لكنه لن يحصل على ما حصل عليه الإسرائيليون في أثناء المفاوضات في فترة أوباما، إذ كانوا على صلة بما يجري من الخارج كما لو أنهم موجودون في داخل الغرفة. يعارض لابيد الاتفاق، وهو لا يختلف عن نتنياهو. وذلك بعكس ما يقوله الخبراء في الولايات المتحدة وفي إسرائيل أيضاً إن الاتفاق كان ناجحاً.
عندما يتوحد العالم كله لكبح إيران بوسائل دبلوماسية، من الحماقة أن تضع إسرائيل العصي في الدواليب. لقد أعلن الطرفان أنه لن يكون هناك المزيد من المفاوضات، وأن المسودة أصبحت على الطاولة، وهم ينتظرون "نعم" أو "لا" من جانب إيران. يبقى أمر جدي: تطالب إيران بضمانات لا يمكن التشكيك فيها، أنه إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض (أو شخص مثله كرئيس) تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بالاتفاق.
هذا الاتفاق يشبه اتفاق سنة 2015: رفع العقوبات، رقابة كاملة، تنازُل إيران عن مطالبتها بإزالة الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية. كل هذا يجب أن يجري الآن. تبادُل كلمات بدلاً من تبادُل قصف بالصواريخ. أطواق تكبح الطموح الإيراني، والهدوء أفضل بكثير من قنابل ذكية في سماء الشرق الأوسط، ومن يد غير مسؤولة قريبة من زر تشغيل سلاح يوم القيامة. بايدن يعمل بإصرار من أجل إعطاء الفرصة مرة ثانية، ومن الحماقة أن تضيعها إسرائيل إذا قال الإيرانيون نعم.

عن "يديعوت"