ادعت الأجهزة الأمنية أن هناك تحسناً ملموسا في تعامل السلطة الفلسطينية مع ما أسمته "موجة الإرهاب الحالية".
وإن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد اتخذ مؤخرا توجها آخر حيال العنف، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها اليوم الخميس.
وأضافت الصحيفة في تحليل لها ، أن السلطة الفلسطينية ساهمت في تقليص "التحريض على الإرهاب في وسائل الإعلام الرسمية بشكل ملموس، وأنها نشرت في الأسابيع الأخيرة عناصرها الأمنية بالزي الرسمي في مواقع التماس لمنع وقوع مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وبين قوات الجيش الإسرائيلي، كما أن أجهزتها جددت الحملات الاعتقالية ضد ناشطي الذراع العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية".
ورأت أنه في اعقاب هذا التطور فإن الاجهزة الامنية أوصت المستوى السياسي الاسرائيلي بتقديم سلسلة من بوادر حسن النية تجاه الفلسطينيين ومن بينها المصادقة على مشاريع البنى التحتية في الضفة والتي كان تنفيذها قد تعثر حتى الان ."
وزعم المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، كتب أنه حصل مؤخرا تراجع في مشاركة عناصر حركة فتح في المظاهرات، كما يتبين أن هناك تواجدا دائما لأجهزة الأمن الفلسطينية في مواقع المواجهات الدائمة مثل "قبر راحيل" في بيت لحم، والمخرج الشمالي لمدينة رام الله، ومخرج مدينة طولكرم، حيث تمنع الأجهزة الأمنية للسلطة وقوع مواجهات مع الجيش الإسرائيلي.
وأضاف أن إسرائيل تعزو هذا التغيير إلى جملة الأسباب، بينها خشية السلطة من استغلال حركة حماس لتجدد المواجهات لتحويل الهبة الحالية إلى انتفاضة ثالثة يتم استخدام الأسلحة النارية فيها وربما يتم تجديد العمليات الانتحارية، أو لمحاولة تقويض حكم السلطة.
ومع ذلك فقد شكت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بقدرة نظيرتها الفلسطينية على مكافحة المقاومة الفردية السائدة بالضفة منذ بداية شهر أكتوبر من العام الماضي نظراً إلى عدم توفر معلومات مسبقة.
ولفتت إلى دعم وزير الجيش موشي يعلون لبوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين ولكن ليس من قبيل تزويدهم بالمزيد من السلاح والمركبات المصفحة حتى لا توجه مستقبلاً ضد "إسرائيل" ، في حين يعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي هكذا بوادر مشترطاً ذلك بوقف الهجمات وإدانة فلسطينية رسمية للعمليات.