كيفيه توظيف الصراع الروسي الاسرائيلي لخدمة القضية الفلسطينية

حجم الخط

بقلم نضال خضرة

 

 

 اوكرانيا واسرائيل جيوسياسياً تمثلان امن قومي استراتيجي للمنظومة الغربية،،التي تتمثل بالولايات المتحدة الامريكية واوروبا، كما ان هناك عوامل واسباب اخرى ساهمت في تعزيز العلاقات بين اسرائيل واوكرانيا، منها وليس حصراً علاقة المنظومة الغربية في كلا البلدين فساهمت هذه العلاقة بتعزيز العلاقات بين البلدين بسبب ادعاء المظلومية ووحدة المصير،
اضافة للزعماء اليهود من ذوى الاصول الاوكرانية الذين ساهموا في تأسيس دولة اسرائيل وكان لهم اثر في تعزيز العلاقات، واضافة لعدد اليهود الموجودين في اسرائيل من اصول اوكرانية واحتفاظ غالبيتهم بالزدواجية الجنسية والاقامة بين اوكرانيا واسرائيل على حد سواء،،

حاولت اسرائيل منذ بدء الحرب على اوكرانيا ان توازن في علاقاتها مع روسيا واوكرانيا، وحاولت اخفاء دعمها لاوكرانيا، لكن الاستخبارات الروسية تمكنت من اثبات تورط اسرائيل في تقديم الدعم لاوكرانيا، من خلال رصد انشطة جهاز المخابرات الاسرائيلي الموساد في العاصمة الاوكرانية كييف، اضافة لرصد الاجهزة الامنية الروسية لنشاط الوكالة اليهودية.

الاستغلالي للحرب وقيامها بتحريض عدد كبير من العمال والمهندسين الروس لاسيما الذين يعملون في قطاع التكنولوجيا. وتقديم اغراءات لهم ليهاجروا لاسرائيل، وبحسب احد الصحف الروسية تم رصد حوالي 34000 الف مواطن روسي هاجروا لاسرائيل منذ بدء الحرب الروسية الاوكرانية، غالبيتهم يعملون في قطاع التكنلوجيا.

تصاعدت حدة التوتر بينالروس والإسرائيليين عندما بدأت إسرائيل بتقديم كل اشكال الدعم لاوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الذي بدأ سياسياً من خلال تصريحات المسؤلين السياسيين الاسرائيليين وانتهي مادياً وامنيا وعسكرياً من خلال الامدادات الانسانية والدعم الامني والاستخباري والسيبراني والتكنلوجيا العسكرية لاسيما المسيرات (الدرون).

تبع ذلك تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما تحدث للاعلام عن الأصول اليهودية للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، تباعاً تصاعدت حدة التوتر في العلاقات الروسية الإسرائيلية بعدما تقدمت وزارة العدل الروسية بدعوى قضائية تطلب فيها اغلاق مكاتب الوكالة اليهودية في روسيا، اضافة لتطور علاقات روسيا مع إيران.تحديداً بعد زيارة بوتين الاخيرة لطهران التي تزامنت مع زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن لاسرائيل،، وتعزيز التعاون الاقتصادي والامني والعسكري بين موسكو وطهران لاسيما في التكنلوجيا العسكرية والطائرات المسيرة (الدرون) هذا التعاون اصبح يقلق اسرائيل، اضافة للدعم الروسي للوجود
العسكري الايراني في سوريا، وتصاعد مواقف الروس من الضربات الجويّة التي يقوم بها الطيران الإسرائيلي على المدن السورية من حين لاخر والتي وصفتها روسيا بأنها أعمال عسكرية مرفوضة، وغير مقبولة على الاطلاق، ومطالبة اسرائيل بوقفها دون شروط.

اسرائيل تزعم بأنها ترصد اسلحة مهربة تصل للمنظمات الفلسطينية من روسيا على اثر ذلك ابلغ الرئيس الاسرائيلي هرتسوغ نظيره الروسي بوتين عن شحنات اسلحة تمر عبر روسيا تصل إلى المنظمات الفلسطينية، بشكل غير مباشر، تجرء اسرائيل على اعادة طرح مشروع انبوب الغاز من شرق المتوسط الي اوروبا بعد فشل مشروع مد انبوب الغاز القطري من الخليج العربي الي سوريا من ثم لتركيا الي اوروبا اسرائيل تلعب في النار من جديد وتعرف ان الغاز بالنسبة لروسيا امن قومي ومحاولة استبدال الغاز الروسي بالغاز الشرق اوسطي لعب بالنار وهذا ما بدأت به اسرائيل فعلياً، بيع الغاز الطبيعي للاوروبا. تمهيداً لانشاء أنبوب الغاز البحري الذي يربط حقول الغاز البحرية الاسرائيلية،، باليونان، ومنها بدول اوروبية أخرى، هذا المشروع الاسرائيلي مطروح لكنه موقوف بسبب تكلفته الباهظة واسرائيل تنتظر تمويل امريكي اوروبي،ليتم تنفيذه،، وفي حال وافقت اوروبا والولايات المتحدة علي التمويل سيتم البدء فوراً بالمشروع. وتنفيذ هذا المشروع يمثل تهديد استراتيجي لامن روسيا القومي وحتماً لن تصمت روسيا وستعمل على تهديد حقول الغاز البحرية الاسرائيلية في شرق المتوسط بطريقة مباشرة او غير مباشرة من خلال الجيش السوري او من خلال المليشيات الايرانية المتواجدة في سورية.

ومن الممكن ان تمنح روسيا دمشق النظام الصاروخي المتطور (بوك أم 3 اَي) اضافة لصواريخ الدفاع الجوي المتطورة (أس 400) وبذلك تغلق سورية اجوائها في وجه اسرائيل
المشهد يؤكد بأن التوتر بين اسرائيل وروسيا سيتصاعد في المرحلة القادمة، ولكن كيف للفلسطينيين ان يستغلوا هذا التوتر لمصلحة القضية الفلسطينية ؟؟؟