أسباب تجعد الشعر وكيفية التغلب على ذلك

تجعد الشعر
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

يتكون الشعر بغض النظر عن نوعه سواء أكان ناعمًا أو مجعدًا من مكونين رئيسيين وهما الجزء الظاهر من الشعر، وبصيلة الشعرة الموجودة داخل الجلد في فروة الرأس، وهذان المكونان هما السبب الرئيسي في شكل الشعر الكلي.

 تُحدد بصيلات الشعر نوعية الشعر، فالشعر الناعم المستقيم يكون فيه شكل بصيلة الشعر دائريًّا، أما الشعر المجعد فيكون فيه شكل بصيلة الشعر بيضاويًّا، وكلما كان البيضاوي أكثر تسطحًا كان الشعر أكثر تجعيدًا.

من ناحة أخرى،  يساهم عامل آخر في تجعيد الشعر وهو طريقة مرور بصيلات الشعر من فروة الرأس، إذ إن بصيلات الشعر الناعم والمستقيم تمر رأسيًّا من سطح الجلد إلى الأدمة، فإن كانت بصيلة الشعر في زاوية الأدمة فإن الشعر سينحني أثناء نموه مما يؤدي إلى تجعده.

كذلك يحوي الشعرعدد كبير من الخلايا الميتة الغنية بالبروتين ليفي المعروف باسم "الكيراتين"، وهذا البروتين يحتوي على نسخ من حمض أميني يسمى السيستئين، ويتميز بأنه يحتوي على الكبريت الذي يُساعده على تكوين روابط قوية مع جزيئات أخرى تحتوي على الكبريت.  ففي الشعر يمكن أن يرتبط حمض السيستئين الأميني بأجزاء أخرى منه في أسفل الشعرة مما يُساعد في تجعيد الشعر بين الروابط، والشعر المجعد يحتوي على العديد من هذه الروابط أكثر من الشعر الناعم بسبب شكل بصيلة الشعر وزاوية خروجه، إذ إن هذه الظروف تزيد من تكوين هذه الروابط. إذن فالسبب الرئيسي لتحديد شكل الشعرهي بصيلات الشعر.

من هذا المنطلق، سنُعرفك عزيزتي على أسباب تجعد الشعر بالتفصيل وكيفية التغلب على ذلك

تكوين الشعر المجعد

إن الشعر يخرج من حجيرات توجد عميقاً داخل الجلد تعرف باسم "بصيلات الشعر"، وهي حجيرات متعددة الخلايا، فالبصيلة المستقيمة تخرج شعرة مستقيمة والبصيلة المتعرجة تخرج شعرة متجعدة، ويعتقد بأن شكل كل بصيلة يتحدد لدى الجنين أثناء تطوره داخل الرحم، ولكن لم تعرف كيفية حدوث ذلك، ويكون شكل البصيلة المتعرجة على شكل الحرف S ما يعني أن بها منحنيين.

ويبقى هذا الشكل ثابتاً لا يتغير، ولكن بالرغم من ذلك فإن بصيلة الشعر تتعرض لتغيرات ببنيتها كل عدة أعوام وتنمو الشعرة على مدى 3 إلى 5 أعوام قبل أن تدخل في مرحلة راحة لعدة أشهر لتسقط بالأخير، وما يحدث أثناء فترة الراحة تلك هو تغير بنية البصيلة، ثم تبدأ دورة جديدة من نمو الشعر بعودة البصيلة إلى شكلها الأصلي وتعود البصيلة المتعرجة إلى شكلها المتعرج.

فضلاً عن ذلك، يعتقد الباحثون الذين قاموا بالدراسة الحديثة والتي نشرت بمجلة " علم الأمراض الجلدية التجريبي"، أن الجينات تتحكم بشكل الشعرة وإلى الآن الجين الرئيسي المعروف الذي يقف وراء ذلك هو الجين الذي ينتج بروتيناً يطلق عليه اختصاراً TCHH والذي يقوي الشعرة النامية ويحوي جين ذلك البروتين متغيرات متميزة ترتبط بالأشكال المختلفة للشعر لدى الأشخاص حول العالم.

كذلك وجد باحثون من جامعة برادفورد بالمملكة المتحدة بالتعاون مع جهات أخرى، أن طبيعة الشعر من ناحية التجعد أو الاستقامة أو التموج، تلعب فيه الجينات دوراً مهماً.

من ناحية أخرى، يتميز الشعر عن باقي الأنسجة في الجسم، فهو مكون من طبقات من الخلايا الميتة المرتبة كألواح القرميد والمتصلة عبر كميات كبيرة من بروتين يدعى كيراتين "Keratin".

كيراتين الشعر

الكيراتين هو بروتين يُنتَج في بصيلة الشعرة بواسطة الخلايا الكيراتينية، وهو يتكون من أحماض أمينية صغيرة جدًاً تمنحه المبنى الكثيف والمترابط. يجعله ذلك يكسِب النّسيج صلابته. الشعر الغني بالكيراتين هو أسمك وأقوى من شعر فيه الكيراتين منخفض.

شكل البصيلة

يختلف الشعر المجعد عن الشعر الناعم فيما يتعلق بكيفية نمو الشعر داخل البصيلة، فبصيلة الشعر الناعم هي مستقيمة، أما بصيلات الشعر المموج أو المجعد فهي دائرية أكثر. كذلك يتم تحديد شكل كل بصيلة خلال التطورالجيني.

 وللعوامل الوراثية تأثير كبيرعلى ذلك، ولكن ما زال العلماء لا يفهمون تمامًا كيف يحدث الأمر. كما أن البصيلة يمكن أن تختبر كل بضع سنوات تغييرات في مبناها قد تؤثرعلى شكل الشعر.

والجدير بالذكر، أن نمو الشعرة عادةً يستغرق من سنتَين إلى 6 سنوات قبل أن تنتقل إلى مرحلة "الراحة" لبضعة أشهر، ثم تسقط في النهاية. هنا تضمر بصيلة الشعرة وتتقلّص. ولبدء دورة نمو جديدة، تكبر بصيلة الشعرة من جديد وتعود إلى شكلها الأصلي لتنمو فيها شعرة جديدة. أما بالنسبة الى بصيلات الشعر الملتوية تنتِج دائمًا شعرًا مجعدًا، لكن العمليات التي تؤدي إلى تجديد الالتواء في البصيلة ما زالت غير معروفة.

أنواع خلايا الشعر

تتكون الشعرة من ثلاثة أنواع من الخلايا وهي الخلايا القشريّة الوسطى (mesocortical) الموجودة تقريبًا في مركز الشعرة، الخلايا خارج القشرة (paracortical) الموجودة حولها، والخلايا المنتصبة (orthocortical) الّموجودة أيضاً في المحيط.

في البداية تكون هذه الخلايا ناعمة، دائرية، ومليئة بالسوائل، لكن مع نمو الشعر، تصبح الخلايا أطول، أدقّ، وأصلب، بفضل الكيراتين الّذي يحيط بها.

علماً أنه على مر السنين، حاولت نظريتان مختلفتان تفسير كيفية تأثير هذه الخلايا على شكل الشّعرة. ادّعت النظرية الأولى أنّ الخلايا في أحد جانبَي الشعرة المجعدة تنقسم بشكل أسرع من تلك الموجودة في جانبها الآخر، ما ينشئ التواءً  في الجانب الّتي تنقسم فيه الخلايا ببطء أكثر. أما النظريّة الثانية فتفترض أنّ الاختلافات في طول الخلايا في كلّ من جانبَي الشعرة، والنسبة بينها، هي ما يحدّد درجة التجعد.

في المقابل قرر فريق من الباحثين في نيوزيلندا واليابان إجراء اختبار على شعر خِراف من نوع مارينو، فيه خلايا الصّوف أكثر ترتيبًا. وباستخدام المجهر، قاموا بقياس انحناء الشعرة، عدّ الخلايا على أنواعها من كل جانب، وقياس طولها.

لكن نتائج الدراسة التي قاموا بها أظهرت بشكل مفاجئ، أنّ النظريتين كلتَيهما لم تكونا صحيحتين. فعند فحص وتيرة نمو الخلايا من كل جانب، وجد الباحثون أن عدد الخلايا في الجزء الداخلي من التجعيدة ليس أقل من عدد الخلايا في الجزء الخارجي، لذا فإن النظرية الأولى خاطئة. لكن حتى عند فحص النظريّة الثانية، وجدوا أن معرفة النسبة بين الخلايا الطويلة والخلايا القصيرة الموجودة في جانبَي الشعرة لا تمكّنهم من التنبؤ بدرجة تجعّد ألياف الشعر.

أما ما تمكّن فريق البحث من اكتشافه فهو أنه في كل جانب من الشعرة تكون الخلايا المنتصبة (orthocortical) أطول دائمًا من الخلايا خارج القشرة (paracortical). يعزّز ذلك الفكرة أنّ الاختلافات بين أنواع الخلايا مرتبطة بدرجة تجعّد الشعرة.

العوامل الوراثيّة

للعوامل الوراثيّة دور مهم في تحديد شكل شعرنا، فالجين الرئيسي الذي ثبت تأثيره على شكل الشعر حتى الآن يُسَمّى TCHH، وهو مسؤول عن إنتاج بروتين يدعى تريكوهيالين (Trichohyalin). هذا البروتين موجود في جذر الشعرة، وهو يلعب دورًا مهمًّا في تقويتها. ويرتبط جين آخر، يسمى EADR، بكثافة الشعر لدى سكان شرق آسيا.

عدا هذين الجينين، حُدّد مؤخراً عدد قليل من الجينات الأخرى التي تلعب دورًا في تنظيم شكل الشعر. يفترض الباحثون أن بعضها يخضع لعوامل فوق  جينيّة، أي لعوامل غير الـ DNA تؤثر على التعبير الجيني، بحيث يتأثر أيضاً شكل شعرنا ببيئتنا في المجمل العام.

لكن يحاول العلماء فحص المزيد من الاتجاهات البحثية الّتي قد تلقي ضوءًا أكثر على كيفية تكوّن التجاعيد، مثل توزيع الكيراتين في الشعرة أو انقسام الخلايا في جذر الشّعرة. لذلك عندما تقفِ أمام المرآة وتتمنّى أن يبدو شعرك مغايرًا، تأكّدِ أن العلماء يعملون بجدّ لفهم الآليّات الدقيقة التي تحدّد شكل الشعر.

خطوات طبيعية لتحويل الشعر المجعد إلى أملس

  • اغسلي شعرك بالشامبو الخالي من الكبريت، للحفاظ على رطوبة شعرك، وحتى لا يزيل الشامبو كل الزيوت الطبيعية الموجودة به، فهذه الزيوت تحافظ على شعركِ عند تصفيفه باستخدام الحرارة.
  • استخدمي بلسمًا مرطبًا للشعر للحفاظ عليه بشكل أفضل.
  • جففي شعركِ، وحاولي عدم استخدام مجفف الشعر إلا بعدما يجف شعركِ لتقليل المشاكل التي يمكن أن تصيبه، ويُفضل تجفيفه باستخدام منشفة قطنية أومن المايكروفايبر.
  • يجب تجفيف شعرك بطريقة العصر والضغط وليس الفرك، لأن الفرك يؤدي إلى تكسر الشعر.
  • ضعي كمية صغيرةً من الكريم المخصص لفرد الشعر، إذ تحتاجين إلى كمية بحجم حبة البازيلاء تقريبًا، ولا يجب استخدام كمية أكبر لأنها ستجعل الشعر مجعدًا أكثر.
  • يُفضل استخدام مرطبات الشعر المخصصة للاستخدام قبل مجفف الشعر، أو سبراي يُقلل من تطاير الشعر، أو كريمات مُنعّمة للشعر.
  • جففي شعركِ باستخدام مجفف الشعر، واستخدمي فرشاة مجفف الشعر الدائرية المخصصة لفرد شعركِ أثناء تجفيفه بالسشوا.
  • وجهي فوهة مجفف الشعر مباشرة باتجاه الأسفل لمنع الشعر من التطاير.
  • جففي شعركِ تمامًا ثم استخدمي مكواة الشعر.
  •  إن كان شعركِ مجعدًا جدًّا، فيمكنكِ استخدام لفافات الشعر والجلوس تحت مجفف الشعر الكبير إن وجد، أو وضع لفافات الشعر قبل الخلود إلى النوم وفرد الشعر في الصباح التالي باستخدام مكواة الشعر.
  •  استخدمي مكواة الشعر لفرده، بعدما يجف شعركِ تمامًا، واربطي الجزء الأعلى من شعركِ بشكل كعكة، ثم ابدئي بفرد شعركِ بعد تقسيمه لعدة أقسام صغيرة.
  •  يمكنكِ تعديل درجة حرارة مكواة الشعر، فالشعر المجعد أو الخشن أو السميك يحتاج إلى دراجة حرارة لا تقل عن 250 إلى 300.
  •  استخدمي مشطًا لسحب الشعر بعيدًا عن رأسكِ باليد الأولى، وباستخدام اليد الثانية ضعي الشعر داخل المكواة من الجذور ثم اسحبيه حتى الأطراف.
  • كرري الخطوة على الخصلة نفسها حتى تصبح ناعمة تمامًا.
  • بعد إنهاء الطبقة السفلية من شعركِ، فكي الكعكة ثم ابدئي بفردها بعد تقسيمها لعدة أقسام صغيرة، ولا تستخدمي مكواة الشعر على الشعر المبلل أو الرطب نهائياً، ولا تنسي استخدام السيروم المخصص للشعرالمجعد.

نصائح للعناية بالشعر المجعد

  • تجنبي تمشيط شعرك المجعد باستخدام الفرشاة.
  • استخدمي المشط الخشبي ذو الأسنان الواسعة.
  • إذا كنت تعاني من قشرة الشعر أو التساقط المبالغ، فلابد أن تعتمدي على الشامبوهات الطبية وليس المتوافرة في الأسواق بصفة عامة.
  • خصصي يوماً في الأسبوع لعمل مساج لفروة رأس شعرك المجعد بشكل منتظم، وذلك باستخدام أحد زيوت الشعر الطبيعية المناسبة لنوعه.
  • تجنبي الحركة الدائرية أثناء فرك شعرك المجعد لمنع تشابكه، وينصح بتدليكه بشكلٍ خطيٍّ من الجبين حتى الرقبة.
  • يجب عليك اختيار مرطب للشعر يحوي مكونات طبيعية مثل زيت الأفوكادو، جل الصبار، زيت جوز الهند، زيد الشيا، كونهم أفضل الأنواع المناسبة لتغذية وترطيب نصيلات شعرك المجعد.
  • احمي شعرك أثناء النوم، إذ إن وسائد القطن تسحب الزيوت الطبيعية الموجودة في شعرك وتُقلل من رطوبته، لذا يُمكنك لف شعرك باستخدام وشاح حريري للحفاظ عليه وتقليل احتكاكه طوال الليل، وفي الصباح سيكون شعركِ لامعًا ومنسدلًا.

علاج طبيعي للعناية بالشعر المجعد

يُمكنك عزيزتي الاستعانة بماسكات طبيعية فعالة وآمنة للعناية بشعرك المجعد على مدار العام، لذا جربي تطبيق ماسك العسل والحليب، كونه يحوي مركبات طبيعية كفيلة بتنعيم شعركالمجعد بكفاءة وتقليل تموجاته بشكل طبيعي، فما عليك سوى مزج كوب من الحليب الكامل الدسم مع ملعقة كبيرة من العسل الأبيض، ثم وزعيه على شعرك بعد غسله وتجفيفه بشكل جزئي، ولا تنسي تدليك فروة رأسك لمدة 5 دقائق وتركه لمدة 30 دقيقة، ثم اغسليه مرة أخرى بالشامبو الخالي من الكبريت، وتكرار الماسك 3 مرات في الأسبوع بشكل منتظم.

بالإضافة إلى ذلك، استفيدي من فوائد الموز للشعر المجعد، فهو غني بالبوتاسيوم الذي يساعد على فرد الشعر وتقليل تقصفه بشكل طبيعي، لذا استفيدي مرتين في الأسبوع من حبات الموز الطازج، عن طريق هرسها حسب طول شعرك المجعد مع زيت الزيتون أو زيت جوز الهند، ثم وزعي الماسك على شعرك واتركه لمدة 30 دقيقة قبل الاستحمام، ولا تنسي تغطيته بالقناع البلاستيكي ثم غسله بالشامبو الخالي من الكبريت والماء الفاتر، وستلاحظين تحسن كبير في ملمس شعرك المجعد.