مزهر يوجّه التحية لكتائب المقاومة في الضفة خلال مهرجان إحياء ذكرى استشهاد القائد أبو علي مصطفى

الجبهة الشعبية
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

انطلقت اليوم الثلاثاء 30 أغسطس 2022، فعاليات المهرجان الوطني "تُقاوم... علا الثوابت لا تُساوم"، الذي نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، لإحياء ذكرى استشهاد القائد الوطني أبو علي مصطفى، في قاعدة مركز رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة.

ووجّه نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، خلال المهرجان، التحية إلى المقاومين البواسل المشتبكين في الميادين كافةً، المدافعين عن حقوق الفقراء والمسحوقين والكادحين المتسلّحين بالعودة والتحرير، والتحيّة لجماهيرِ شعبنا في الشتات.. في لبنان وسوريا والأردن وفي جميع أنحاء العالم، وفي الداخل المحتلّ.

وقال: "تحيّةً لكم وأنتم تجسّدون وحدة الدم والمصير أمامَ عدوٍّ يستهدفُ الهُويّة والوجود وروابط وحدة شعبنا.. وما زلتم تواجهون بكلّ عنفوانٍ وبسالةٍ ثوريّةٍ مخططاتِ الأسرلةِ والتهويدِ والاقتلاع، متجذّرين بأرضكم ومدنكم وقراكم".

وأضاف: "نخوضُ معًا معاركَ شعبِنا بالشراكةِ الميدانيّةِ وتكاملِ الفعل، وأوجهِ الكفاحِ وأدواتِ النضال في كلّ القضايا الوطنيّة الكبرى.. نقاتلُ معًا وننتصرُ معًا"، متابعًا: "جماهير شعبِنا.. نُحيّيكم جميعًا بتحيّة الشامخين كشموخِ جبالِ عيبال وجرزيم والكرمل والخليل.. تحيةً لمقاومي كتائب جنين ونابلس وطولكرم والدهيشة والمقاتلين في عموم الضفّة، التحيّة إلى أبطال معركة عين بوبين البطولية.. وكلِّ أبطالِ شعبِنا الذين يخوضون المعاركَ ضدَّ المحتلِّ على امتداد الوطن، تحيّةً إلى أبطال معركة دير ياسين الشهيدين عدي وغسان أبو جمل.. تحيةً إلى أبطالِ معركةِ انتصار 17 أكتوبر عاهد ومجدي ومحمد وباسل وحمدي.. وأبطالِ معاركِ مخيّمِ العين، ومعركةِ سيفِ القدس، ومعاركِ انتفاضةِ السكاكين، والبوّاباتِ الحديديّةِ والهبّةِ الشعبيّة، تحيّةً للمتخندقين تخليدًا ووفاءً وحفظًا لوصايا الشهيد القائد أبو علي مصطفى الذي جسّد بدمائه شعار "عدنا لنقاوم.. على الثوابت لا نساوم".

واستكمل بالقول: "نقفُ اليوم وإيّاكم إحياءً للذكرى السنويّة الحاديةِ والعشرين لاستشهاد القائد الوطني والقومي الكبير الرفيق أبو علي مصطفى، لنؤكّدَ مجدّدًا على وفائنا لما تركه لنا هذا الراحلُ الكبيرُ من إرثٍ كبير، واستلهامِ الدروسِ والعبر من هذه المدرسةِ الثوريّة التي تجسّدت فيها روحُ العطاء والانتماء للوطن".

وأوضح أنه تمثّلت في شخصيّة أبو علي صفاتُ التواضع والنقاء الثوريّ، والفكر والوعي والصلابة، والشخصيّة الصادقة الثابتة التي لا تساوم على المبادئ، مبينًا أنه في هذه الذكرى لا بدَّ لنا أن نقفَ منحازين لمبادئنا وقضايانا التي من أجلها ناضل واستشهد الرفيقُ أبو علي مصطفى.

وأشار إلى أنه ما كان يميّزُ الشهيدَ هي شخصيّتُهُ الوحدوية، ورؤيتُهُ الثاقبة، فهو الذي أعطى المقاومةَ قيمةً سامية، وتعزّزت تحت قيادتِهِ الجبهةُ في أصعب الظروف، خاصّةً عند عودته للوطن واندلاع الانتفاضة الثانية، وجهوده من أجل إعادة بناء الأوضاع التنظيميّة والعسكريّة، التي نجح من خلالها في أن يؤدّي الرفاق دورًا فاعلًا ورئيسيًّا في مجابهةِ العدوّ الصهيونيّ في هذه الانتفاضة.

وبين أنه من أجلِ الصفات التي تجسّدت في هذا الشهيد؛ أقدمَ هذا العدوُّ الصهيونيُّ الجبانُ على اغتيالِهِ جسدًا؛ فقصف مكتبَهُ في رام الله، منوهًا إلى أنه لم يدركْ هذا العدوُّ أنّ فكرَ الشهيد ومبادئَهُ ستظلُّ حاضرة، وستزيدُ الجبهةَ تصميمًا على مواصلةِ هذا الطريق، الذي سار عليه الرفيق القائد أحمد سعدات صاحبُ شعار "الرأس بالرأس" ورفاقُهُ الذين استكملوا المسيرة، وتمكّنوا من الإطاحة برأس أحدِ رموزِ الحكومةِ الصهيونيّةِ الوزير العنصري رحبعام زئيفي.

وقال: "في هذهِ الذكرى نتوجّه بالتحيّة إلى قوافلِ الشهداء، الذين رَوَوْا بدمائهم ثرى فلسطين، من عبد القادر الحسيني ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير إلى الشهداء ياسر عرفات وجورج حبش وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وأبو جهاد وعبد العزيز الرنتيسي وعمر القاسم وأبو العباس وجهاد جبريل، وحيدر عبد الشافي، وسمير غوشة، وسليمان النجاب، ودلال المغربي وباسل الأعرج وجمال أبو سمهدانة وأبو شريعة، وصولًا للشهداءِ القادة خالد منصور وتيسير الجعبري وإبراهيم النابلسي، وقافلةٌ طويلةٌ من الشهداء".

وشدد على أنه لا يمكن أن ننسى الفنان الفلسطيني المبدع المناضل الشهيد ناجي العلي ونحن في ظلال ذكراه العطرة. وهي مناسبةٌ لإطلاق الحملةِ التي دعا لها رفاقُنا في فرعِ السجونِ لاعتباِر الأيقونةِ (حنظلة) رمزًا وطنيًّا، متوجهًا بالتحيّةِ إلى مناضلينا من أجلِّ الحريّة، أسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، أحمد سعدات ومروان البرغوثي وحسن سلامة وبسام السعدي ووجدي جودة وباسم الخندقجي وإسراء الجعابيص. وإلى الأسير البطل المضرب عن الطعام خليل العواودة.. وإلى جميع الأسرى الذين يخوضون معركةَ الكرامةِ والبطولةِ والفداء، وإلى الأسير المناضل الرفيق جورج عبدالله المعتقل في السجون الفرنسية.

وذكر مزهر، أنه بعد مرور واحدٍ وعشرين عامًا على رحيل القائد أبو علي مصطفى، تأتي هذه الذكرى الأليمةُ في ظروفٍ صعبةٍ وقاسيةٍ يمرُّ بها شعبُنا الفلسطينيّ في ظلِّ هجمةٍ صهيونيةٍ شرسةٍ، وفي ظلّ تطوراتٍ عربيةٍ وإقليميةٍ ودوليةٍ كان لها تداعياتُها على الوضع الفلسطيني.

وتابع: وبهذه المناسبة العظيمةِ نودُّ الإضاءةَ على الآتي:

على الصعيد الفلسطيني: رغمَ هذهِ الإنجازات، يجب أن نقولَ الحقيقةَ بوضوحٍ لأبناءِ شعبِنا، وهنا يجبُ أن نتحدثَ بصراحةٍ عن المخاطرِ الناتجةِ من هذا الوضع، وتحميلِ المسؤوليّاتِ لأصحابِها.

أولًا: عجزُ القوى السياسيّةِ عن ترجمةِ الوحدةِ النضاليّةِ والميدانيّةِ التي صنعها شعبُنا في ميادينِ المواجهة.

ثانيًا: العجزُ عن مواجهةِ كسرِ الحصارِ وأدواتِ الابتزازِ الماليّ والسياسيّ وأموالِ المانحين، التي يستخدمُها العدوُّ وحلفاؤهُ لإخضاعِ شعبِنا وفرضِ الهيمنة، فما زال في مخيّلة الكثيرين أنّ علينا تقديمَ المزيدِ من التنازلاتِ لأجلِ استمرارِ التمويلِ الدوليّ والأمريكيّ، إن هذا وهمٌ كبيرٌ وخطير. فالتمثيلُ الوطنيُّ ليس بالبحثِ عن خطِّ اتصالٍ مع الإدارةِ الأمريكيّةِ، لكن بالتعبيرِ عن إرادةِ أبناءِ شعبِنا في كلِّ بقاعِ وجودِهم وشتاتِهم وإخضاعِ السياسةِ والقراراتِ والمواردِ لإرادةِ هذا الشعبِ العظيم.

ثالثًا: فشلُ سياساتِ الحكمِ في توفيرِ متطلّباتِ الصمودِ لشعبِنا، بل والاستمرارُ في سياساتٍ اقتصاديّةٍ تضعُ المزيدَ من الأعباءِ على كاهلِ شعبِنا المكافح.

رابعًا: رغمَ إنجازاتِ معركةِ سيف القدس في توحيدِ ساحاتِ الوطنِ في حراكٍ ميدانيّ، إلّا أنّنا فشلنا جميعًا في إيجادِ جسمٍ نضاليٍّ موحَّدٍ على امتدادِ فلسطين، وفي مواقعِ وجودِ شعبِنا في الداخلِ والخارج.، وأمامَ كلِّ ذلك أصبحَ إجراءُ مراجعةٍ وطنيّةٍ شاملةٍ أمرًا ضروريًّا، حتّى نتخلّصَ من هذهِ الأزمةِ المزمنة، وتتوحّدَ طاقاتُنا في مواجهةِ هذه التحدّيات.

عاجل: نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر خلال مهرجان إحياء ذكرى استشهاد القائد الوطني أبو علي مصطفى الـ21 في غزة:

وشدد على أنه من أجل الوصولِ إلى ذلك فنحن بحاجةٍ إلى تطويرِ مساراتِ نضالِنا على الصعد كافةً؛ ما يُوجبُ العملَ على الآتي:

▪️ ضرورةُ الحفاظِ على المقاومة، وقدرتِها، ووحدتِها، ونسجّلُ هنا أنَّ وحدةَ المقاومةِ المسلّحة في إطارِ غرفةِ العمليّاتِ المشتركة، هي خطوةٌ ضروريةٌ حققتها إرادةُ الشعبِ الفلسطيني، يجبُ تقويمُها وتطويرُها، وتحويلُها إلى جبهةِ مقاومةٍ وطنيةٍ موحَّدة.

▪️ هذه الجبهة هي التي تحدّدُ تكتيكاتِ المقاومةِ متى وأين وكيف تقاومُ ارتباطًا بمصلحةِ شعبِنا، وواهمٌ من يظنُّ أنّنا سنفرّطُ بالمقاومةِ أو سنسمحُ بالمساسِ بها أو دقِّ الإسفين بين فصائلِ المقاومةِ المختلفة، بل سنواصلُ العملَ من أجلِ تطويرِها وصولًا لجبهةِ مقاومةٍ وطنيةٍ واسعة.

▪️ إنّ مهمةَ تحريرِ الأسرى هي التزامٌ وواجبٌ وطنيٌّ وأخلاقي، ولتحقيق هذا الالتزامِ لا خطوطَ حمراء أمامَ المقاومةِ لانتزاعِ حريّتِهم.

▪️ إنّ حقوقَ ذوي الشهداء والأسرى خطٌّ أحمر، لا يمكنُ السكوتُ أو الصمتُ أمامَ سياساتِ العبث، التي قَسّمت شهداءَنا وأسرانا زمانيًّا ومكانيًّا، وعبثتْ بحقوقِهم المعيشيّةِ والمدنيّة، التي يجبُ أن تتوقّفَ، ويتمَّ الإفراجُ عن حقوقِهم في أسرعِ وقت. باعتبارِ هذا الحقِّ غيرَ قابلٍ للمساومةِ أو التجزئة. 

▪️ نعملُ مع أبناءِ شعبِنا من القوى الوطنيّة والمجتمعيّة كافةً، من أجلِ تكاملِ ساحاتِ الفعلِ الميدانيّ والجماهيري، في إطارِ تجسيدِ مفهومِنا للمواجهةِ الشاملةِ مع العدو، وأنّ معركتَنا معَهُ هي معركةُ الشعبِ الفلسطيني جميعًا، ما يُوجبُ توحيدَ الطاقاتِ الوطنيّةِ والكفاحيّةِ في مقاومةِ الاحتلالِ والتصدّي لمخططاتِه. 

▪️ سنواصلُ النضالَ من أجلِ استعادةِ الوحدةِ الوطنيّةِ الشاملة، فقرارُ شعبِنا هو الوحدةُ والنضالُ والمقاومةُ والحريّة، ولن نفرّطَ بأيٍّ من ذلك.

▪️ نرى أنّ أيَّ قيادةٍ سياسيّةٍ لا تستطيعُ الامتثالَ لإرادة شعبِها في الوحدةِ لا تستحقُّ موقعَها، وعليها مراجعةُ ذاتِها، وعلينا محاسبتُها.

▪️ إنّ عنوانَ هذهِ الوحدةِ هو برنامجٌ وطنيٌّ لمواجهةِ الاحتلال، والتخلّي عن اتّفاقِ أوسلو الكارثي، والمضيّ تجاهَ تشكيلِ مجلسٍ وطنيٍّ فلسطينيٍّ منتخبٍ يعبّرُ عن إرادةِ شعبِنا، فلا يحقُّ لأحدٍ مصادرةَ إرادةِ هذا الشعب.

كما وبين مزهر، أن الجبهة تعدُ شعبَنا بأنّنا سنناضلُ في كلّ شارعٍ وفي كلَّ موقعٍ لتحقيقِ هذهِ الإرادة، والتصدّي لكلِّ محاولاتِ تفكيكِ منظّمةِ التحريرِ الفلسطينيّة، وإعادةِ الاعتبارِ لميثاقِها الوطنيّ المتمسّكِ ببرنامجِ التحريرِ والعودة.

وأشار إلى أن ذلك يأتي انطلاقًا من أنّنا في الجبهةِ نؤمنُ أنَّ منظمةَ التحريرِ الفلسطينيّةَ هي ممثلُنا الشرعيُّ والوحيدُ الذي سنحافظُ عليه ونحميه ونمنعُ التفرّدَ فيه أو التغوّلَ عليه أو تشكيلَ بديلٍ عنه، ما يُوجبُ إعادةَ الاعتبارِ له ولدورِهِ الوطنيّ عبرَ استعادةِ سلطةِ الشعبِ الديمقراطيّةِ عليه، والتخلّصِ من نهجِ الهيمنةِ والتفرّدِ والإقصاء.

وتوجه برسالة خاصة قائلًا: "رسالتنا لمن يسيطرُ على مقاليدِ الحكمِ والجهاتِ المسؤولة، إنّنا نريدُ منكم سياساتٍ وإجراءاتٍ لا تُشكّلُ عبئًا على شعبِنا، وتضعُ كلَّ المواردِ في خدمةِ الناسِ وصمودِهم، خاصّةً في حوزةِ أفقرِ الناسِ وأكثرِهم نضالًا".

وأكد على أنه يجبُ أن نعملَ جميعًا من أجلِ تعزيزِ صمودِ أبناءِ شعبِنا في أرضِه، ونرى أنّ توفيرَ متطلّباتِ الصمودِ لهم يتطلّبُ تَحمّلَ هذهِ الحكوماتِ ومعَها الفصائلُ والقوى المجتمعيّة مسؤوليّاتهم للوصولِ إلى هذا الهدف، متابعًا: "نقولُ لكلِّ من هو في موضعِ الحكمِ والسلطة: إنّ سياساتِكم أقلُّ ما يقالُ عنها: إنّها خاطئة، وتسهمُ في تقويضِ صمودِ شعبِنا وكشفِ ظهرِه".

وأضاف: "سنواصلُ في الجبهةِ معارضتَنا مع مطالبتِكم بإخضاعِ هذهِ السياساتِ للمحاسبةِ والمسائلةِ وطنيًّا، والمساهمةِ جميعًا في خطّةِ صمودٍ وطنيٍّ تجنّدُ كلَّ المواردِ وتعيدُ توزيعَها بعدالة"، مشددًا على أنه لا يجوزُ أن يكونَ الأكثرَ تضحيّةً وجهدًا في النضالِ والمعاناةِ هو الأقلُّ نصيبًا في مقدّراتِ الوطن، ولا يجوزُ أن يخضعَ أهلُ المقاوِمِ والشهيدِ لمتطلّباتِ جماعاتِ المصالحِ، أو أن يموتَ الطفلُ المريضُ أمامَ مكاتبِ العلاجِ بالخارج، نتيجةَ إجراءاتٍ بيروقراطيّةٍ أو مزاجيّةٍ لهذا المسؤولِ أو ذاك.

ودعا لبرنامج  اجتماعيٍّ حقيقيٍّ يحفظُ كرامةَ أُسرِ الشؤونِ الاجتماعيّةِ الفقيرة، ويصونُ حقوقَها ويُعزّزُ صمودَها، منوهًا إلى لا معنى للوحدة دون عدالةٍ اجتماعيّةٍ وتوزيعٍ عادلٍ للمواردِ ولأعباءِ الصمودِ والمواجهة". إنّ "بنت الشهيد وابن الشهيد والأسير والفقير والمناضل يجب أن تكونَ حقوقُهم مكفولة".

وأوضح أن عدمَ قدرةِ الحكوماتِ على مواجهةِ هذا الواقعِ المعيشيّ الكارثي ترك آثارًا سلبيّةً على حياةِ الناسِ الذين باتوا ينظرون لتصاريحِ العملِ عند الاحتلالِ منقذًا لهذا الوضعِ الكارثيّ، فمن يتحمّلُ مسؤوليّةَ أن يكونَ المنسّقُ هو الحلُّ للأغلبيّةِ من أبناءِ شعبِنا؟.

وتابع متسائلًا: "هل شعبٌ جائع فقير يستجدي تصريحَ عملٍ عندَ العدوِّ قادرٌ أن يُشكّلَ حاضنةً للمقاومةِ في المستقبل"؟، مؤكدًا على أن الشعبَ الذي يدفعُ من دماءِ أبنائِهِ لدعمِ المقاومةِ يجبُ حمايتُهُ والدفاعُ عنه وعدمَ تركِهِ فريسةً لمؤسّساتِ النهبِ وشركاتِ السمسرةِ من جامعاتٍ وبلديّاتٍ واتصالاتٍ وبنوكٍ تحقّقُ أرباحًا بملايين الدولارات سنويًّا.

وبين أنه آن الأوانُ لأنْ نتحرّكَ من أجلِ إنقاذِ شعبِنا من براثنِ الانقسامِ والفقرِ والجوعِ والتسوّل، فالتاريخُ لن يرحمَنا والأجيالُ ستلعنُنا جميعًا.

وأكد على أن من سيكسر الحصارَ عن شعبِنا ويوصّلُ الدعمَ لغزّةَ وأهلِها ويمنعُ استنزافَهم وإضعافِ مقوماتِ صمودِهم عبرَ الحصارِ والتجويعِ هم وحدَهم أبناءُ شعبِنا وحلفاؤه وأصدقاؤه، مضيفًا أن اليوم على الجميعِ من أبناءِ شعبِنا في الخارج وأبناءِ أمّتِنا العربيّةِ وأصدقاءِ شعبِنا في العالمِ المساهمةُ في كسرِ الحصار، وإيصالِ الإمداداتِ والدعمِ للصامدين في غزّة وجنين ونابلس والنقب.

وأضاف: "في هذا السياق نُحذّرُ من مساعٍ تستهدفُ الإجهازَ على المشروعِ الوطني، واستبدالِ الحقوقِ السياسيةِ ببعضِ الفتاتِ المالي والتعايش مع الاحتلال"، متابعًا: "سنواصلُ النضالَ من أجلِ كسرِ معاييرِ الحصارِ الماليةِ كما الجغرافيّة، وتحدّيها حتى إسقاطِها".

وشدد على أن هدفَنا ألا يُبتزَّ أهلُنا بلقمةِ عيشِهم، وألّا تُتركَ بيوتُ الفدائيين تُهدمُ دون توفيرِ بديلٍ لها، وألّا يُحرمَ طالبٌ من حقِّهِ في التعليم؛ لأنَّ الحصارَ والعدوانَ وفشلَ الحكومة، وارتهانَها اقتصاديًّا قد حرمَهُ من حقِّهِ في التعليم.

واستكمل بالقول: "لنقلها بوضوح: إنّ أولويةَ هذهِ المنحِ للمحرومين والفقراء والمناضلين وليس لجيوبِ المسؤولين أو لأبناء هذا الفصيلِ أو ذاك"، داعيًا إدارة الجامعاتِ إلى وقفِ سياسةِ التغوّل على الطلبة عبرَ فرضِ الرسومِ الباهظةِ عليهم في ظلِّ ظروفٍ اقتصاديّةٍ صعبة، وكأنّ التعليمَ بات حكرًا على أبناءِ الأغنياءِ واستثناءِ أبناءِ الفقراءِ حتى لو كانوا متميزين. ▪️ نريد جامعاتٍ وطنيّةً توفّر التعليمَ المجاني للفقراء، وهذا هو لسان حال أبناء شعبنا البطل المكافح.

وتابع: "نقولها صراحةً لا حريةَ ولا تحرّرَ وطنيّ وديمقراطيّ ولا سيادةَ لعربيٍّ على مواردِهِ الطبيعيّةِ وثرواتِهِ ولا نهضةَ حضارية ولا عدالةَ اجتماعيّة ولا أمنَ وطنيّ ولا سلمَ مجتمعيّ بالتحالفِ أو التطبيعِ مع كيانٍ يغتصبُ فلسطين ويهجّرُ أهلَها ويتّخذُها منصّةً لاعتداءاتِهِ وإرهابِهِ على شعوبِ المنطقة".

وبين مزهر أنه لا خلاصَ من الإرهاب إلا بالقضاءِ على بؤرتِهِ الأولى، ولا خلاصَ من الاستبدادِ إلا بتفكيكِ كيانِ الاستعمارِ العنصريّ والاستبدادِ القوميّ، وهو ما يتطلّب منا نحن العرب تفعيلَ مسارِ تحررِنا الوطني والديمقراطي واستعادته وتصحيحه. فلا عدوَّ لنا سوى هذا الكيان الذي يحتجز حاضرَنا ويسرق ثرواتنا ويهدّدُ أمنَنا القوميّ وسلمَنا المجتمعيّ والأهلي ويسرق مستقبلَنا ويصحّرُ حضارتنا.

وأشار إلى أنه لا حريةَ ولا تحريرَ ولا نهضةَ حضارية دون تحرير فلسطين، وإزالة هذا الكيان الغاصب وهو ما يتطلّبُ من كلّ دعاةِ الحريّةِ والتغييرِ من كلّ الحراكاتِ الجماهيريّةِ في مختلفِ ساحاتِ الوطنِ العربي وعلمائه وفنانيه وكتابه ومثقفيه الخلاصَ من أوهامِ التطبيع على طريقِ الخلاصِ من مشاكلِهم الحياتيّةِ والمعيشيّة، وتحقيقِ الديمقراطيّةِ والعدالةِ الاجتماعية. وهذا لا يتمُّ إلا بتعزيزِ الممانعة والمقاومة.

وذكر أن الجبهة الشعبية وانطلاقًا من أهمية العمقِ العربي لدعم نضالِ شعبِنا الفلسطيني فإنّنا ندعو أولاً: إلى توحيدِ الجهودِ الشعبيّةِ والحزبيّةِ والديمقراطيّةِ والبرلمانيّةِ لتجريمِ التطبيعِ ومقاومتِهِ باعتبارِهِ أحدَ أدواتِ الإرهابِ والاستيطانِ الصهيونيّ.

وأوضح أن خطر التطبيعِ الذي يداهمُ المشروعَ الوطني من خلال كي الوعي الفلسطيني والعربي بالإيهام وكأنّ الصراعَ في المنطقةِ بين العربِ وإيران، بل هو من وجهةِ نظرنا صراعٌ وهميٌّ مع إيرانِ تستخدمُهُ الإمبرياليّةُ والصهيونيّةُ فزّاعةً لتبريرِ قَبولِ اندماجِ الاحتلالِ دولةً تتمتعُ بالشرعيةِ؛ لتكونَ جزءًا من منظومةِ العملِ الأمنيّ والاقتصاديّ المشترك، وبناءِ قواعدَ لدولةِ الاحتلال في بلدانِ التطبيع.

كما توجه إلى الصعيد العربي، داعيًا لتوحيد جهودِ المقاومةِ الشعبيّةِ والرسميّةِ وتفعيلِ أدواتِها في معركة السيادة على مواردِنا وثرواتنا القوميّة، التي تعدُّ معركةَ الشعبِ اللبناني في هذا السياق أولى حلقاتِ المواجهة التي توجبُ كلَّ الدعمِ الماديّ والمعنويّ جزءًا من المعركة الجمعية القومية.

وتابع: "من هنا لم ولن ننسى حقوقَنا في مواردِنا الطبيعيةِ كفلسطينيين التي ينهبها الاحتلالُ كما ينهبُ أرضنا ويعتدي علينا، هذه الحقوقُ يجبُ أن نضعها على الطاولة، والعمل لأجل استعادتها، وأقلُّ واجباتنا هنا أن نذكّرَ أنّنا لن نسكتَ على النهب، ولن نتركَهُ يمرُّ، وأن شعبَنا قادرٌ على تدفيعِ العدوِّ ثمناً باهظاً"

وأكد على أنه واهمٌ مَن يظنُّ أنّ العدوَّ سينعمُ بثرواتنا فيما يُقاسي شعبُنا الحصارَ والتشريدَ والتجويع، داعيًا للمصالحةِ العربيّة الشاملة طريقًا لإزالةِ مخلّفات حروبِ الفوضى، وتجريدًا للعدو وحليفِهِ الأمريكي شريكِهِ بالعدوان من استخدامِ الديمقراطيةِ وتسليحها أداةً للعدوان والهيمنة والإرهابِ وسرقةِ الثروات.

كما توجه بالتحيّةَ للجمعيّاتِ والاتّحاداتِ العربيّةِ المقاوِمة للإرهاب والتطبيع، وندعوها للوحدة خلفَ أداةٍ نضاليةٍ قوميةٍ جامعةٍ في جبهةٍ عربيةٍ موحَّدةٍ شريكةٍ لشعبنا في معارك التحرير والعودةِ والحريةِ بكل الوسائل وكل أشكال الدعم.

وأضاف: "نحن هنا في قلبِ فلسطين قلبِ محورِ القدس محورِ فلسطين محورِ الشرفاء من أبناءِ الأمةِ العربيةِ وشعوبِ المنطقة، محورِ النضال ضدّ الاستعمار، الذي لا يغيب عنه سوى أعداءِ الأمة وأصحابِ اللوثات الطائفية المشبوهة".

وفيما يتعلق بالصعيد الدولي، أشار إلى أن الساحة الدولية تشهد تحولاتٍ دوليةً تشقُّ طريقَها نحو تحرير النظام الدوليّ من نظامِهِ الأحادي الجائر والمتوحّش على حقوق الشعوب وحريّاتها وثرواتها وأمنها وسلّمها واستقلالها، مبينًا أن الجبهةِ الشعبيّةِ نرى بعدالةٍ أيَّ نظامٍ متعددِ الأقطاب بمقدار ما يحققه من عدالة التنمية وديمقراطيتها طابعًا أساسيًّا لمعرفة طبيعة العلاقات والتحالفات، بما يؤسّسُ لمفهوم بناء مجتمعٍ ذي مصيرٍ مشتركٍ للبشرية، يؤسّس لبناء نوعٍ جديدٍ من العلاقات الدوليّة، التي تتميّز بالاحترامِ المتبادلِ والإنصافِ والعدالةِ والتعاونِ البنّاءِ الحافظِ لحقوقِ الشعوب التي يحترم تنوّعَها وخصوصيّتَها ويحفظُ استقلالَها وأمنَها وسلمَها الأهلي طريقًا للتنمية والعدالة في نظامٍ متعددِ الأقطاب بعيدًا عن اشتراطات الهيمنة والسيطرة التي تتّخذُ من البنك الدولي أداةً للهيمنة والسيطرة ودولرةِ الاقتصادات العالمية، إلى تعزيزِ بناءِ اقتصادٍ عالميّ مفتوحٍ يحتكم لديمقراطيةِ التبادلات أساسًا ومحددات الديمقراطية تحتكم لها العلاقات الدولية.

وأوضح أن الجبهة الشعبية ترى بالموقف من قضايا شعبِنا وحقِّهِ بالحريةِ والتحرير والعودة، أساسًا وجوهرًا لأي نظامٍ عالميٍّ متعددِ الأقطاب، مؤكدًا على أن هذا الكيانُ أحدُ أهمِّ أدواتِ الإرهاب والسيطرة والتوحّش الإمبريالي الأمريكي الذي عانت ويلاته كلُّ الشعوبِ والأنظمة حولَ العالم، ونحن "نقاتلُ لأجل وجودنا ولأجل العدالة ولأجل العروبة ولأجل الإنسانيّة ولأجل كرامة أهلنا ومستقبل أبنائنا".