معاريف : التسامح الديني في مسجد الحسن الثاني

حجم الخط

بقلم: سام بن شطريت

 

 


مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء من أكبر وأفخر المساجد في العالم. فقد بني هذا المسجد نصفه على مياه البحر المجففة ونصفه الآخر على اليابسة. بخلاف المسجد الأقصى لا يوجد أي قيد لزيارة هذا المسجد والصلاة فيه للمسلمين، اليهود، والمسيحيين. الفكرة سخية وواسعة. بيت الصلاة معد للجميع. وعليه فاليهود أيضاً يزورون المسجد في صلاة جيرانهم انطلاقاً من التقرب من الغير ومحبة الإنسان.
استغرق بناء هذا المسجد ثماني سنوات، وشارك كل سكان المغرب دون فرق في الدين قي تمويل البناء. في ايام رمضان يصلي ملك المغرب، ابنه، ووزراء حكومته في مسجد الحسن الثاني، ويبث الحدث في شبكات التلفاز في المغرب وباقي وسائل الإعلام. الى قاعة الصلاة يمكن أن يدخل ويصلي 80 ألف مؤمن. بشكل عام، هذا حدث مبهر له حضور في الاعلام، وهو مقدر من رجال الثقافة.
في احدى زياراتي الى هذا المسجد وقف الى جانبي إسرائيلي يهودي على رأسه كيبا ويصلي بصمت. في ختام صلاته توجه اليه عربي مسلم وحياه بالمغربية: "تقبل إلهك صلاتك". هذا هو وجه التسامح في المغرب. في المغرب سُئلت غير مرة لماذا يوجد عرب مسلمون يعارضون زيارة وصلاة اليهود في الحرم، فنحن كلنا موحدون، نؤمن ونصلي لرب واحد. أجبت أنه برأيي كل هذا ذنب موشيه دايان الذي لم يقرر ترتيبات لحجيج اليهود، بل سلم مفاتيح الأقصى لرجال الأوقاف، وهنا يكادون هم من يقررون كل ما يجري في الحرم.
منذ ذلك الحين نشهد هتافات "الأقصى في خطر" ونصطدم بتوثيقات من رجال الأوقاف وهم يحاولون شطب كل ذكر اثري يشهد على "الهيكل". يوجد اليوم علماء آثار مهمتهم هي تصنيف النفايات من مواقع الحرم وتوجد مكتشفات أثرية داخل هذه النفايات.

عن "معاريف"