محظورة منذ العام 1999

تحليل: هل ترفع الأردن الحظر عن "حماس" بعد زيارات مشعل الأخيرة؟!

حماس والأردن
حجم الخط

رام الله - خاص وكالة خبر - مي أبو حسنين

أثار التقرير الصادر عن مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن بتاريخ 31 أغسطس الماضي، والذي جاء تحت عنوان "العلاقة بين الأردن وحماس الأسس والتحولات والتوجهات المستقبلية"، والذي أوصى باستعادة علاقة الأردن بحركة حماس؛ لتقارب وجهات النظر من الصراع مع الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى تناول الإعلام شبه الرسمي في الأردن التقرير، تساؤلات حول احتمالية عودة العلاقات الرسمية بين الأردن وحماس.

القطيعة مع حماس بدأت عام 1999

وبحسب جريدة "جروزليم بوست "العبرية، فقد أحيت زيارة خالد مشعل الأخير للأردن الشهر الماضي، الحديث عن عودة محتملة للعلاقات بين المملكة وحركة حماس.

وفي عام 1999، تم حظر حركة حماس، وهي فرع من جماعة الإخوان المسلمين، في الأردن بعد أنّ واجهت اتهامات بالقيام بأنشطة غير مشروعة داخل المملكة.

ثم أصدرت السلطات الأردنية مذكرات توقيف بحق خالد مشعل وخمسة من كبار مسؤولي حماس، وهم "موسى أبو مرزوق وإبراهيم غوشة وعزت الرشق وسامي خاطر ومحمد نزال"، ومنذ ذلك الحين، يعيش مسؤولو حماس المطلوبون في قطر.

وفي عام 2006، اتهم الأردن حماس بتهريب أسلحة إلى المملكة من سوريا، وفي عام 2015، حُكم على 12 أردنيًا بالسجن لمدة تصل إلى 15 عامًا لتورطهم في خلية تابعة لحركة حماس. وقد أدانتهم محكمة أمنية أردنية بتهمة تصنيع متفجرات وتنفيذ أعمال مزعجة للأمن.

وفي عام 2009 سُمح لمشعل بدخول الأردن للمشاركة في تشييع جنازة والده، وفي العام الماضي سُمح له مع اثنين من مسؤولي حماس، إسماعيل هنية وعزت الرشق، بالمشاركة في تشييع جنازة إبراهيم غوشة "يبلغ من العمر 85 عامًا ودُفن في الأردن".

كما قام مشعل الشهر الماضي، بزيارة مفاجئة إلى الأردن لمدة أسبوعين، حيث قالت مصادر أردنية وفلسطينية إنّها "زيارة خاصة" التقى خلالها زعيم حماس فقط بأفراد الأسرة والأقارب، مُشيرةً إلى أنَّ مشعل لم يكن بإمكانه زيارة الأردن لولا حصوله على إذن من "كبار صانعي القرار".

دلالات زيارة مشعل الأخيرة

ووفق موقع "عربي 21"، فقد التقى مشعل، قبل عودته إلى قطر، مع عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الأردنيين، وأكد مصدر مقرب من حماس هذه الحقيقة، ومع ذلك رفض الكشف عن هوياتهم.

وقال مسؤول في السلطة الفلسطينية أول أمس: "إنَّ رام الله "تُتابع عن كثب" التقارب الواضح بين حماس والأردن"، مُشدّداً على أنَّ علاقات السلطة الفلسطينية مع الأردن لا تزال قوية كما كانت دائماً على الرغم من الحديث عن "صلحة" محتملة بين عمان وحماس.

وبعد أيام من زيارة مشعل، دعا عدد من السياسيين والأكاديميين الأردنيين حكومتهم إلى إعادة العلاقات مع حماس، حيث جاءت هذه الدعوة خلال ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، وهو مركز فكري مستقل في عمان، تحت شعار "العلاقة بين الأردن وحماس. الأسس والتحولات والتوجهات المستقبلية".

مزيد من الوقف ..لاستعادة العلاقات بين حماس والأردن

بدوره، رأى المحلل السياسي من رام الله، خليل شاهين، أنَّ العلاقة بين حركة حماس والأردن لا تخضع لتوصيات بحثية؛ لأنّها ذات طابع استراتيجي وخاص مُنذ حدوث الفتور والتوتر في العلاقة، مُعتقداً أنَّ هناك بعض المؤشرات برغبة أردنية تتقاطع مع رغبة أكبر لدى حماس من أجل عودة العلاقات الثنائية بين الطرفين

وقال شاهين، في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنَّ الزيارات التي قام بها رئيس المكتب السياسي السابق، خالد مشعل، بشكلٍ خاص إلى العاصمة الأردنية عمان، لم يتم ترجمتها إلى علاقات ذات طابع رسمي؛ لذلك الموضوع يحتاج إلى مزيد من الوقت ليتم عودة العلاقات إلى طبيعتها".

وأضاف: "إذا ما أراد الأردن أنّ يلعب دورًا أكبر في إطار علاقاته مع الفلسطينيين عمومًا، فهو يحتاج إلى استئناف أو استعادة علاقاته مع حماس، لا سيما أنّه يعطيه دوراً أكبر في القضايا المتعلقة بقطاع غزة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وجهد أكبر في توحيد الموقف الفلسطيني، وبالتالي تعزيز الموقف في إطار العلاقة الفلسطينية والأردنية المشتركة".

وأوضح أنَّ حسابات الأردن تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الإقليمية والعلاقة مع السلطة الفلسطينية؛ لذلك ربما يحتاج تحسن العلاقات بين الجانبين مزيداً من الوقت.

تعزيز دور الأردن في ملف غزّة

وأشار إلى "حديث الكتاب الأردنيين عن استعادة العلاقة بين الأردن وحماس؛ بأنّه سيُعزز دور الأردن فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني بشكلٍ عام، خاصةً الموقف الأردني وتحديداً بشأن الانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدس وقطاع غزّة؛ لأنَّ انتهاء العلاقة بين الطرفين أدى إلى محدودية الدور الأردني على الأقل في غزّة، وحصره في الجوانب الإنسانية والطبية من خلال المستشفى الميداني الأردني بقطاع غزّة".

واستدرك: "وجود العلاقات الثنائية يُتيح للأردن أنّ يلعب دوراً أكبر؛ خاصةً أنّ يحتفظ بعلاقات مع إٍسرائيل ما سيُمكنه من الضغط على إسرائيل؛ لتخفيف الضغط على غزّة حال وجود عدوان إسرائيلي؛ وبالتالي فتح المجال أمام دور أكبر"، مُردفاً: "هذا لا يعني التنافس مع مصر؛ لكِن انضمام الجهود الأردنية إلى أدور أخرى مع مصر وقطر".

وكمل: "كما أنَّ حركة حماس كانت جزءًا من حركة الإخوان المسلمين التي لها نفوذ قوي في الأردن وكان هناك تكافل بين حماس والإخوان، وهو الأمر الذي كان أحد أسباب الخلافات ما بين الطرفين"، لافتًا إلى أنَّ حماس تنفي وجود أيّ ارتباط تنظيمي مباشر مع جماعة الإخوان في الأردن؛ الأمر الذي يُسهم في استعادة العلاقة.

الدور الأردني.. إضافة لجهود المصالحة

وقال شاهين: "إنَّ لدى حماس رغبة بالحفاظ على علاقات متوازنة مع العديد من الأطراف العربية ومن بينها الأردن بشكلٍ خاص؛ بسبب العلاقات التاريخية ما بين الشعبين الأردني والفلسطيني والدور المتعلق بالقدس، بالإضافة إلى ضرورة محافظة حماس على حرية تحرك قادتها السياسيين في أكثر من دولة ومن بينها الأردن".

وبالحديث عن تأثير استعادة علاقة الأردن وحماس على العلاقة مع السلطة الفلسطينية، بيّن شاهين، أنَّ "السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية والرئيس عباس تُعتبر الجهة الشرعية التي تمثل الفلسطينيين بالنسبة للأردن، وبالتالي سيستمر لفترة طويلة قادمة على هذا الأمر؛ لأنَّ علاقة الأردن بالسلطة ليست مع الرئيس عباس بشكلٍ خاص".

وختم شاهين حديثه، بالقول: "إنَّ الأردن يمكن أنّ يُحول علاقته مع حماس، إلى إضافة مهمة للجهود المبذولة من أجل استعادة توحيد النظام السياسي الفلسطيني؛ وتعزيز الشرعية التي لا تزال ناقصة عن النظام السياسي الفلسطيني في ظل حالة الانقسام وتأجيل الانتخابات"، مُردفاً: "الدور الأردني قد يكون مؤثراً في إقناع الطرفين وليس طرف دون الآخر من أجل التقدم في ملف المصالحة، وبالتالي بلورة موقف سياسي فلسطيني موحد اتجاه المخاطر التي تُهدد القضية وامتلاك رؤية فلسطينية موحدة اتجاه العلاقة الأردنية الفلسطينية الدافئة".