ادعى رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، أن "إسرائيل" تتطلع دائمًا وباستمرار إلى جيرة حسنة وسلام مع كافة دول وشعوب الشرق الأوسط، بمن فيهم الفلسطينيين.
وزعم قائلًا، في خطاب ألقاه أمام البرلمان الألماني اليوم الثلاثاء: إن "هذا هدف مليء بالأمل والإيمان ولم ولن نتنازل عنه".
وفيما ترفض "إسرائيل" إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وترفض حل الدولتين وتمارس سياسة تفرقة عنصرية (أبارتهايد) بحق الفلسطينيين من خلال استمرار الاحتلال، اعتبر هرتسوغ أن هذا الوضع "يلزمنا ويلزم الفلسطينيين أيضا بالنظر إلى الواقع، وبذل أي جهد من أجل تغييره إلى الأفضل. وعلى جيراننا الفلسطينيين، أولا، محاربة الإرهاب ووقفه فورا".
وأشار هرتسوغ إلى إحياء الذكرى السنوية الخمسين لعملية ميونيخ، أمس. والتي نفذتها منظمة أيلول الأسود الفلسطينية، حيث اختطفت 11 رياضيا إسرائيليا خلال مشاركته في أولمبياد ميونيخ، عام 1972، وطالبت بالإفراج عن 200 أسير في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عنهم، لكن قوات الأمن الألمانية أطلقت النار على الخاطفين والمخطوفين وقتلت معظم الرياضيين الإسرائيليين المحتجزين كرهائن.
ورغم اعتراف "إسرائيل" بهذه الحقيقة، إلا أن هرتسوغ اعتبر أن "الفلسطينيين يتحملون المسؤولية عن حملة القتل، التي استهدفت القيم الأساسية للغاية ليس فقط تلك المتعلقة بكرامة الإنسان وقدسية الحياة، وإنما قيم الرياضة عامة والأولمبياد خاصة أيضا، وهكذا أيضا يتحملون مسؤولية أعمال إرهابية ليست أقل رعبا، نُفذت منذئذ وحتى هذه الأيام".
وزعم أنه "اسمحوا لي بأن أتعهد لكم: دولة إسرائيل ستستمر في مدّ يدها للسلام، بشجاعة وإصرار، ولكن في الوقت نفسه ستحتفظ بحقها بالدفاع والأمن".
كما تطرق إلى المحرقة المزعومة، وقال مخاطبا النواب الألمان إن "هذه البلاد، بلادكم، موجودة في الدي.أن.ايه. الخاص والأعمق لشعبي. لكن، وهذا ليس سرا، هذه الأرض، ألمانيا، كانت مكانا لأكبر الفظائع التي أصابت الشعب اليهودي والبشرية كلها على مرّ الأجيال. بدءا من الهجمات المنفلتة والمجازر الوحشية، ودمار مجتمعات يهودية كاملة، حدثت مرة تلو الأخرى خلال الألف سنة الأخيرة، وانتهاء بالهاوية الأكثر ظلمة في تاريخ عائلة الإنسان: المحرقة".
وتابع هرتسوغ إنه "لم يحدث في التاريخ مثل الحملة التي نفذها النازيون من أجل إبادة الشعب اليهودي. لم تكن هناك أبدا دولة كانت مسؤولة، مثلما كانت ألمانيا النازية مسؤولة، عن فقدان المشاعر الإنسانية، محو الرأفة، التطلع إلى أن تمحو عن وجه الأرض، بوحشية رهيبة، أمة كاملة... وسأكرر أقوال والدي (الرئيس الإسرائيلي الأسبق/ حاييم هرتسوغ) هنا أمامكم، أنتهم ممثلو الشعب الألماني، من كافة الأحزاب، والقول إن الشعب اليهودي لا ينسى. وليس بسبب واجبنا تجاه أجيال الماضي، وإنما بسبب واجبنا تجاه أجيال المستقبل".
وأضاف أن مستقبل ألمانيا وإسرائيل "ينطوي على مسؤولية كبيرة، ولذلك يجب أن يكون مشتركا، من أجلنا وأجلكم. لأنه هكذا فقط، وفقط سوية، يمكننا أن نمنح معنى للذاكرة. ويربط التاريخ الشعب اليهودي ودولة إسرائيل، بعلاقة لا تنفصم مع ألمانيا. وهذه علاقة ينبغي التعبير عنها بمستويات الماضي والحاضر والمستقبل".
وانتقل هرتسوغ إلى الحديث عن إيران، على خلفية إحياء الاتفاق النووي وعودة الولايات المتحدة المحتملة إليه. واعتبر أن "إسرائيل شريكة في الجهود الدولية من أجل لجم قوى راديكالية تزرع الإرهاب، الثكل والدمار، وتسعى إلى تهديد مواطني العالم. والآن أيضا، تقود إيران قوى كراهية ظلامية ليس إسرائيل فقط، ولا الاستقرار في الشرق الأوسط فقط، وإنما النظام العالمي كله. وهنا، من هذا المنبر الهام في برلين، أدعى عائلة الشعوب إلى العمل بحزم وبشدة".
وأضاف أن "تهديدات وأنشطة للقضاء على إسرائيل هي أمر لا يقبله العقل. وحيازة سلاح دمار شامل بأيدي دولة عضو في الأمم المتحدة وتدعو يوميا إلى القضاء على دولة أخرى عضو في الأمم المتحدة، هو ببساطة أمر لا يقبله العقل" - على حد ادعاءاته-
وتابع إن "الخط الموجه يجب أن يكون واضحا: الذي ينكر المحرقة، والذي يتصرف بكراهية وعدوانية، والذي يهدد حق إسرائيل في الوجود، لا يستحق التوقيع على اتفاقيات تعزز قوته وحسب، ولا يستحق منافع أو أموال، ولا يستحق تنازلات بأي شكل من الأشكال".
واعتبر هرتسوغ أن "على المجتمع الدول أن يقف في الجانب الصحيح للتاريخ، ووضع شروط واضحة، وفرض عقوبات شديدة وضرورية، وإنشاء حاجز عازل لا يمكن تجاوزه بين إيران وبين قدرة نووية، وعدم التنازل. ودولة إسرائيل ستدافع عن نفسها وستحارب بشتى الطرق التهديدات عليها وعلى مواطنيها. وأدعو العالم كله إلى الوقوف ضد إيران" - على حد مزاعمه-