طالع: رسالة الأسير محمود العارضة في الذكرى الأولى لعملية نفق الحرية

محمود عارضة
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

وجه الأسير محمود العارضة، اليوم الثلاثاء، رسالة لأبناء شعبنا ولحركتي "حماسط و"فتح" في الذكرى الأولى لعملية نفق الحرية.

وقال العارضة، في رسالته: "إنّ الشعب الفلسطيني استطاع أن يسطر ملحمة بطولية في وجه الهجمة  الإسرائيلية على أبناءه ظناً منها أنها نالت من عزيمته".

وأضاف: "أن هذه الشجرة الخبيثة التي تسمى "إسرائيل" ليس لها قرار واجتثاثها سهل المنال، وهي أوهن من بيت العنكبوت، وبقاؤها مرهون بحبل مشدود من الناس، ومنا نحن أصحاب الأرض خاصة".

وتابع الأسير العارضة: "إن توغلها في الشعب الفلسطيني ما هو إلا بسبب الخلافات والانقسامات العربية والفلسطينية، وقد توغلت في العقود الثلاثة الأخيرة بفعل الانقسام الفلسطيني والعربي، وإن استمر الحال الفلسطيني والعربي على هذا النحو فسنشهد نكبة جديدة عنوانها المسجد الأقصى وهذا ليس ببعيد".

وأكمل: "يجب القيام ثورة وانقلاب في المفاهيم والتصورات، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فمشكلتنا مع هذا العدو في هذه الأزمة التاريخية هي في الأساس إشكالية في الداخل في الوضع الفلسطيني غير المهيأ لحل أزمته التاريخية، والانهيار المعنوي والاسلامي نحو التطبيع في الأساس هو اشكالية فلسطينية، ولا يعطي ذلك أي مبرر لأي كان نحو الانهيار".

وأردف: "نحن والعرب والمسلمون مختلفون على هذا الكيان أهو عدو أم صديق، ومختلفون على اَلية التعامل معه، وإن الخطوة الأولى تبدأ بالاعتراف، على المريض أن يعترف بدائه ولا ينبغي له إلا الأخذ بالدواء الأنسب بدائه".

وأشار إلى أن إن عملية التصحر للقيم الدينية والأخلاقية من مناهجنا التعليمية في فلسطين عامة، تسلخ الفلسطيني عن قيمة الانسانية، مضيفاً "من حقنا أن نتساءل لمصلحة من يحدث ذلك، وهذه هي الأسباب الحقيقية لظاهرة التوحش في قرانا ومدننا بفلسطين التاريخية".

 

وبين العارضة أن الحركة الأسيرة ليست بخير وتلعب دورها التاريخي والانساني الذي تلعبه كل حركة أسيرة لدى الشعوب التي تتعرض للاحتلال، لافتاً إلى أنّ الانقسام زاد الحركة الأسيرة تشرذماً وهناك مأساة في السجون".

وأكد على أن الأسرى يعجزون عن وقف الهجمة بسبب الانقسام والسجان يقوم بقهر الأسرى، لأن الدارة مستمدة من عقيدة قتالية صحيحة، مشيراً إلى أنهم يعتبون عتبآ كبيرآ، وهذا العتب مرده العجز الفلسطيني عامة عن تحريرهم، فقد حطم مئات الأسرى أرقام فلكية في السجون وهذه مأساة كبرى تستدعي الوقوف وقفة تاريخية ومحاسبة للذات الفلسطينية.


كما ووجه العارضة، رسالة إلى أبناء حركتي فتح وحماس، قائلاً: "عليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم التاريخية وتتقدموا نحو خطوات جدية لإنهاء الانقسام بدءاً بوقف التراشق الإعلامي الذي لا يزيدنا إلا تشرداً وتمزقاً".

وتابع: "رسالتنا إلى أهلنا في الداخل المحتل، أن هذا العدو يعتبركم كتلة سرطانية في جسده لذلك لا يدخر وسيلة من أجل اقتلاعكم واجتثاثكم من الأرض، وهناك مؤامرة كبرى تحاك من سنوات طويلة وهي تقترب من أن يأتي أكلها. يريدون أن يكون في كل بيت فلسطيني شجار وقتل كي تقع حرب أهلية نهايتها الإبادة والترحيل".

وأردف: "أوقفوا هذا النزيف وهذا الدمار قبل الفتنة الكبرى، وأعيدوا الدين إلى مدارسكم ورياضكم ومؤسساتكم، وعلموا النشء القيم الدينية والوطنية التي يشن عليها العدو حرباً بلا هوادة".

وأضاف: "أنّ عدونا إسرائيل هي من تقتل الشعب الفلسطيني، وهي من تحتل الجولان وجيشها من يدنس الأقصى، ويمارس القتل والدمار، وليست ايران المسلمة التي تحاصر من أربعة عقود نتيجة دعمها لفلسطين والقدس".

واختتم العارضة رسالته بالقول: "إنّ التطبيع مع "إسرائيل" واستعداء إيران هو خيانة الدين والتاريخ وطعنه في صدر الأمة، وعليكم إيقاف هذا العار قبل أن يلعننا التاريخ".