حقلان ودولتان: سياسياً بانتظار “المرشح الأفضل” وعسكرياً أمام نية “حزب الله”.. ماذا عن هوكشتاين؟

سمدار بيري.jpg
حجم الخط

بقلم: سمدار بيري

الوسيط الأمريكي – اليهودي عاموس هوكشتاين يعود غداً إلى بيروت لمواصلة المحادثات على توزيع حقول النفط بين إسرائيل ولبنان. حقل كاريش يذهب لإسرائيل، بينما يذهب حقل قانا للسيادة اللبنانية. هوكشتاين يبقي الأمور في الظل عن قصد. مؤخراً، يتبين أنه تحدث في أثينا مع مسؤولين إسرائيليين كبار كي يغلق تفاصيل أخيرة لتفعيل شركة تنقيب النفط “إنرجيان” اليونانية – القبرصية. وثمة خطوة مشابهة اتخذها أيضاً مع شركة “توتال” الفرنسية، لتفعيل الحقل اللبناني.

لكن كما يتبين، فإن “صفقة” تفعيل حقول النفط، والتي ستسهم إسهاماً غير قليل في اقتصاد لبنان المنهار، تأجلت إلى ما بعد الانتخابات في إسرائيل في 1 تشرين الثاني، وبعد نهاية ولاية من ست سنوات للرئيس اللبناني ميشال عون. يوم واحد فقط يفصل بين الحدثين. إسرائيل ستنشر بياناً عن جيل الحسم في موضوع حقل كاريش، بينما يصدر المسؤول اليوناني عن شركة “إنرجيان” بياناً مرتباً عن انتظار حتى إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين والتزام واضح وصريح من كل الأطراف للحفاظ على الأمن والهدوء في منطقة حقول النفط. واللبنانيون؟ سيسكتون أغلب الظن.

الشريك الإضافي في القضية، حزب الله، يتابع كل تفصيل بل ويهدد باستغلال الأيام المتبقية حتى الإعلان (إذا لم تكن مفاجأة في اللحظة الأخيرة) لتنفيذ عملية في حقل كاريش، أو لصرف الانتباه الإسرائيلي لعملية على طول الحدود المشتركة. إيران، رغم الادعاءات النشطة من نصر الله بأنها “قضية داخلية” وقفت خلف حزب الله وتعهدت بنقل السلاح والأموال.

وثمة قضية مشتركة: مثلما هو الحال عندنا؛ أي ليس معروفاً من سيكون رئيس الوزراء التالي في إسرائيل، ففي لبنان أيضاً تحتدم علامات الاستفهام في موضوع التصويت للرئاسة، والذي سيجري بعد أقل من شهرين. الرئيس الحالي ميشال عون، بدأ يلمح بأنه سيوافق على البقاء في المنصب إلى أن يتوفر “المرشح الأفضل”. العيون الإسرائيلية تنظر إلى رئيس الأركان اللبناني جوزيف عون (ليس قريب عائلة للرئيس الحالي) كالمرشح المثالي: ليس فاسداً، يتصرف بالشكل الأكثر نجاعة، بينما سيوافق “حزب الله” على صفقة مع إسرائيل، وربما يسير أبعد من ذلك، في الجانب السياسي.

يحرص سياسيون لبنانيون كبار منذ الآن على الظهور بأنهم غير راضين. من جهة، واضح لهم بأن حقل النفط قانا سيدخل عشرات ملايين الدولارات التي يحتاجها لبنان كهواء للتنفس. من جهة أخرى، يمكن التخمين إلى أين ستصل أموال المردودات في ظل طريقة الحكم المتبعة في لبنان.

80 في المئة من السكان، وربما أكثر، نزلوا إلى دون خط الفقر منذ انفجار مرفأ بيروت؛ وقف الإنتاج في المصانع، وتوقف الاستيراد والتصدير من أوروبا، والنساء يخرجن كل ما لديهن إلى الشوارع لبيعه بأسعار زهيدة، من أجل الطعام.

رسمياً وعملياً، لبنان وإسرائيل في وضع حرب. الحدود مغلقة، لكن يمكن فتحها في حالات خاصة. الدليل –تمر بين الحين والآخر طواقم المفاوضات عبر الحدود المشتركة لعقد لقاءات في منطقة راس الناقورة “روش هنكرا” أو رأس الناقورة اللبناني.

الآن السؤال هو من نصدق: نصر الله الذي يهدد بـ “مفاجأة سيئة لإسرائيل” حتى قبل التنفيذ، أم بيني غانتس الذي يحذر اللبنانيين لكنه يقصد “حزب الله”، أم عاموس هوكشتاين الذي يبقي الأوراق قريبة من الصدر ويعلن بأنه “متفائل جداً”.

 

 يديعوت أحرونوت