تُبنى الرّوابط الزّوجية على الرّحمة والمودة والمحبّة المُتبادلة بين الزوجين، وكل ما يتمناه الزوجان هو استمرار سعادتهما الزوجية دائماً، لكن أي زواج قد يتعرض للمشاكل والصّعوبات عادةً، وإنّ استمرارية ذلك الزواج تعتمد على الكثير من الأمور، وأهمّها قدرة الزوجين على حل تلك المشاكل، والقدرة على ترك بعض العادات السيئة التي قد تكون موجودة عندهما أو عند أحدهما، بالإضافة إلى القدرة على تعزيز العادات الجيدة والداعمة للحياة الزوجية المشتركة على المدى الطويل، الأمر الذي يساعد على إدارة الزوجين للخلافات؛ إضافةً إلى معرفة كيفية الحفاظ على شرارة الحب مشتعلةً بينهما؛ فجميع ذلك من أهم ما يحفظ استمرارية الحياة الزوجية السّعيدة.
أية علاقة بشرية في الوجود قد تميل إلى التذبذب والفتور في بعض الأوقات، كذلك العلاقة الزوجية؛ فالملل يحدث عندما يظل الزوجان مع بعضهما فترة طويلة، ومع مرور الوقت، قد يشعران بأن هناك حاجزاً أصبح يفصل بينهما، ويشعران بحدوث نوع من تبلد المشاعر في علاقتهما، قد يسبب هذا الملل ابتعاد الزوج عن زوجته، أو يتحول الأمر إلى ملل مستمر من الحياة الزوجية والحياة كلها؛ لهذا يجب على الزوجة الاهتمام بأصغر التفاصيل في حياتها مع زوجها، والانتباه للعلامات التي توحي بأن الهوّة بينها وبين زوجها بدأت تتسع؛ فتعاملي مع الأمر بروح المبادرة.
* علامات ملل الزوج من زوجته:
- الصمت الدائم، وعدم الرد على الزوجة:
قد يلجأ الزوج إلى تفضيل الصمت المطلق خلال وجوده مع زوجته؛ فهو لا يريد أن يحدث بينهما أي نوع من الحوارات؛ حتى إن بدأت هي بالكلام؛ فلا يرد عليها، أو يتلفظ بكلمات قليلة تعبّر عن رغبته في إنهاء الحوار في أسرع وقت، وإذا حدث واتصلت به الزوجة هاتفياً؛ فيتهرب من الرد عليها، أو يرد بمختصر الكلمات حتى ينهي المكالمة في أسرع وقت ممكن؛ متحججاً بانشغالاته الكثيرة.
- عدم تقدير الأعمال التي تقوم بها الزوجة:
هناك كثير من الأعمال التي تقدمها الزوجة لأسرتها، لكن لا يكون لها صدى إيجابي لدى زوجها الذي يشعر بالملل من علاقتهما، وستجد الزوجة أنه يتفادى التعبير عن تقديره لها أو عواطفه تجاهها؛ بل إن الأمر قد يصل إلى أنه يقلل من جهودها داخل الأسرة، وينظر لما تفعله على اعتبار أنه أمر واجب أو إلزامي عليها.
- الانتقاد بشكل دائم:
قد يلجأ الزوج بسبب ملله من الحياة الزوجية ورغبته في البحث عن أي أمر يحرك ركود هذه الحياة، إلى افتعال المشاكل وتكبيرها، أو توجيه اللوم والانتقاد المستمر لزوجته، وهذه من أكبر العلامات التي تدل على وجود فتور في العلاقة؛ فهو يلومها بدلاً من أن يمدحها.
- عدم الرغبة في البقاء في المنزل، والخروج الدائم:
يفضّل الزوج الخروج كثيراً بحجة العمل وكسب العيش؛ خاصةً إذا كان يعلم أن وجوده في المنزل يعني كثرة الخلاف والمشاجرات مع زوجته، لكنه يذهب للاجتماع مع أصدقائه لقضاء فترات طويلة خارج المنزل؛ هرباً من مواجهة زوجته أو التحدث معها.
- تفضيل مشاهدة التليفزيون، أو النوم فترات طويلة، عن قضاء الوقت مع الزوجة:
يرغب الزوج قدر الإمكان في الابتعاد عن زوجته وتفادي قضاء أي وقت معها، ويكون وجوده في المنزل مرتبطاً بالنوم أو مشاهدة التليفزيون، أو إجراء المكالمات الهاتفية، من دون مراعاة لاحتياج زوجته بأن يتحدث معها ويشاركها في شؤون حياته.
- تراجع الرغبة بالتقارب الجسدي
هذه من العلامات التي تختلف من طبيعة كل زوج لآخر؛ فهناك من يتقرب من زوجته فقط عند شعوره بحاجة إلى العلاقة الزوجية، وهناك من تقل بالفعل رغبته الحميمية في جميع الأوقات، أو يفعل هذا الأمر فقط باعتباره واجباً من دون أي نوع من المشاعر أو العاطفة.
- توقف الأشياء المشتركة التي كانت تجمعهما من قبل:
هناك بعض الأزواج اعتادوا ممارسة طقوس معينة في بعض المناسبات وقضاء العطلات معاً في المنزل، أو السفر كل عام للاحتفال بعيد زواجهما، أو الذهاب إلى حفلات الأوبرا على فترات متباعدة بمفردهما؛ فإذا تغيرت هذه الأشياء؛ فالأمر أصبح يعني أن الزوج لا يرغب في مشاركة زوجته أي شيء، ولم يعد يستمتع بوقته معها.