لا يعرفون لماذا يحاربنا الفلسطينيون !

ب ميخائيل.jpeg
حجم الخط

بقلم: ب. ميخائيل

 

 



رئيس الأركان غاضب جداً من محمود عباس. ما هذا العجز؟ ما الذي يفكر فيه؟ هل يعتقد أننا سنقوم من أجله بالعمل الأسود الخاص بنا؟
أيضاً رئيس "الشاباك" قلق جداً. "إن عدم الاستقرار السياسي يغذي الإرهاب"، عنوان ("هآرتس"، 12/8)، وايضا "الانقسام الداخلي" متهم بذلك. هذا ببساطة فظيع. ربما مع كل ذلك سأصوت لسموتريتش أو بيبي أو امسالم. فقط من اجل أن أقلص قليلا الانقسام الداخلي. في نهاية المطاف لا اريد أن أكون جزءا من مشروع تغذية "الارهاب".
ضباط كبار تذمروا. ضعفت السلطة الفلسطينية حقاً. وهي تسحب قدميها. فقدت الرغبة في العمل معنا. لماذا؟ ما الذي حدث؟ ببساطة سلوك مقرف. حتى أننا أرسلنا الى قطر مبعوثين كي يتحدثوا مع أبو مازن. كي يشرحوا له ما هو جيد بالنسبة لنا. وحتى يبلغوه أنه يجب عليه الاستيقاظ والعودة الى العمل.
مكتب عباس يوجد في الطرف الثاني من الشارع. رئيس الحكومة يمكنه اجتياز الشارع والتحدث معه كما يريد، لكن هذا ممنوع. سيقولون إنه يساري. وإنه يتحدث مع عرب. مسموح له التحدث مع قطريين وإماراتيين وسعوديين. هم أثرياء. هم ليسوا فلسطينيين. مسموح التحدث مع الأثرياء دائماً. ربما سينتج عن ذلك بضع اغورات للصناعات العسكرية. فقط ممنوع مع فلسطينيين. لماذا نتحدث معهم؟ ما هي علاقتهم بهذه الصفقة؟ يجب عليهم القيام بعملهم وأن يصمتوا. ولكن في هذه الأثناء يتدهور الاحتلال. لماذا؟ ما الذي حدث؟
ربما فقدت السلطة الشهية لتكون "مقاولاً من الباطن" لـ "الشاباك" بسبب الثمانين جثماناً فلسطينياً منذ بداية هذه السنة. ولكن مرة اخرى أقول هراءات يسارية. فمن يهمه إذا مات بعض العرب؟ في نهاية المطاف يشرح المتحدث بلسان الجيش بشكل مفصل بأنهم جميعاً كانوا "ارهابيين". وفي نهاية المطاف هو يعمل حسب القاعدة المعروفة وهي أن أي فلسطيني أطلقت النار عليه هو فلسطيني "إرهابي". حقيقة: أطلقوا عليه النار. ماذا، هل أطلقوا عليه النار عبثاً؟
هاكم عدداً من الحقائق كي يعرفها رئيس "الشاباك" ورئيس الأركان والعاملون الآخرون في مهنة الاحتلال: أنتم تقومون بقتلهم وكأنهم ذباب. أنتم تصادرون ممتلكاتهم وكأنها مشاع. أنتم تنكلون بهم بشكل ظالم من الصعب أن نجد مثله في كل العالم. أنتم تقيمون داخل شرايينهم بمساعدة شبكة من الجواسيس، المخبرين، والعملاء، وهي الشبكة التي لم تكن لتخجل جهاز المخابرات الألمانية. أنتم تسلبون منهم حقوقهم وحياتهم وإنسانيتهم وآمالهم، وعلى الأغلب أيضاً من أولادهم.
أنتم حتى الآن لا تعرفون لماذا يحاربونكم. أنتم ببساطة أُصبتم بالجنون. الوقاحة والغطرسة والظلم والشر كلها تظهر من كل مسامة في جلدكم السميك.
وكي لا أنسى هاكم موضوعاً بسيطاً ليعرفه رئيس الاركان: قبل أن يقدم شكواه لأبو مازن يجب عليه أن يأمر شرطة الاحتلال التي يترأسها بأن تعالج عصابات الجريمة من التلال، التي تقوم بمذابح منتظمة في البلدات الفلسطينية. أو بدلا من ذلك أن يضع هذه المهمة في يد قوات أبو مازن. أيضا هذا يمكن أن يساعد.
العفو لأنني قلت هذا بانفعال. اليساريون الساخرون أيضاً ينفد صبرهم أحياناً.

عن "هآرتس"