التدليل المفرط أوالحماية الزائدة طريقتان تتبعهما أغلب الأسر التي لديها طفلاً وحيداً ، وكلتا الطريقتين في التربية تكون لها تداعياتها السلبية على الطفل ، فإما تدفعه للعزلة والانطواء أو تغرس فيه الأنانية والغرور .
فكيف تسطيع الأسرة أن تحقّق المعادلة الصعبة في تربية الوحيد لتحميه من الانطواء أوالغرور ؟ في هذا الإطار يقول “الدكتور مصطفى الحاروني – أستاذ على النفس التربوي : ” إنّ التربية المتوازنة البعيدة عن التدليل الزائد أو القسوة الزائدة تعد أفضل السبل التربوية المثمرة لتربية جميع الأطفال بصفة عامة وللطفل الوحيد بصفة خاصة ، موضحاً أنّ الكثير من الآباء يلجؤون إلى التدليل المفرط للطفل الوحيد وإغداق الهدايا والأموال عليه حتى لايُشعرونه بأنه ينقصه شيء .
مضيفاً أنّهم في نفس الوقت يضيّقون عليه الخناق فلا يسمحون له على سبيل المثال بالخروج للتنزّه مع أصدقائه وغير ذلك من الأمور المشابهة بدافع الخوف عليه، مؤكداً أنّ هذه الأساليب تمثّل أخطاء تربوية فادحة تنعكس بالسلب على الطفل الوحيد، وأنه يكون أحوج من غيره من الأطفال الذين لهم إخوة إلى تكوين علاقات اجتماعية مع أقرانه تملأ أي فراغ يشعر به، لافتاً إلى أنّه لامانع أن تكون هذه العلاقات تحت رقابة من الأبوين ولكنها رقابة غير ظاهرة حتى لا يشعر الطفل بتقييد حريته .
متابعاً بأنّ هناك نوعين من الطفل الوحيد ، أولهما طفل وحيد بلا إخوة أو طفل وحيد من نوعه كأن يكون ذكراً وسط فتيات أو بنت وحيدة وسط إخوة ذكور .
مؤكداً أنّه في جميع هذه الحالات لابدّ أن يحرص الآباء على توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية بالطفل من خلال أقرانه مشيراً إلى أنّ عدم الاهتمام بهذا الأمر غالباً ما يشكّل خطورة نفسية على الطفل تتجسّد في عدة صور من أبرزها اكتسابه بعض الصفات التي تتناقض مع جنسه كميل الولد للتصرّفات الأنثوية أو البنت للتصرّفات الذكورية أو للانطواء والعزلة في حال الطفل الوحيد بلا إخوة .
وشدّد على أنّ نجاح الأسرة في تحقيق التربية المتوازنة للطفل هي الفيصل في حمايته من أي مشكلات نفسية أو سلوكية . ونصح بضرورة حرص الآباء أن تربطهم بالطفل الوحيد علاقة قوية تزيد من شعوره بالأمان والحب الذي يعوّضه عن أي شعور بالنقص عن أقرانه. -