قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اليوم الاربعاء إنّ وفد حركته الذي يزور العاصمة الروسية موسكو، التقى بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وعقد اجتماعات في دوما الدولة وغيرها من الهيئات.
وناقش الطرفان بحسب هنية، القضايا الأمنية والتعاون في ملفات الشرق الأوسط، مضيفاً في تصريحات لوكالة نوفوستي الروسية، خلال زيارة لمسجد كاتدرائية موسكو، أن "وفد حماس راضٍ عن زيارة موسكو، حيث تم التوصل إلى قرارات بشأن عدد من القضايا في الشرق الأوسط".
وذكر هنية أن "الاتصالات بين روسيا وفلسطين في السنوات الأخيرة اكتسبت "طبيعة منهجية للعلاقات"، موضحاً بالقول "نتشارك في مواقف عديدة من السياسة الخارجية الروسية، وفي المقابل، فإن روسيا منتبهة لمشاكل فلسطين وعلى وجه الخصوص لحل الصراع العربي الإسرائيلي ووضع القدس مع مراعاة مطالبنا لإسرائيل".
وسابقاً، قال عضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، إن الحرب (الروسية - الأوكرانية) تشي بأن عهد أميركا كقطب متفرد بالعالم قد انتهى، لعدم قدرتها على اتخاذ قرار الحرب ضد روسيا.
وأضاف أبو مرزوق أن أمريكا بذلك لن تكون مقررًا في السياسة الدولية، مبينًا أنه هنا يمكن التحدث عن مستقبل إسرائيل.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة مماثلة قام بها قيادات من حركة حماس في مايو الماضي وبحثت التطورات في الأراضي الفلسطينية، وعلاقة حماس بالروس.
يذكر أن حماس تحافظ مع موسكو على اتصالات منذ سنوات في مسعى لتهدئة الأوضاع في الميدان والتقارب الفلسطيني-الفلسطيني، لاسيما ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
واعتبر محللون سياسيون أن حماس تنحاز إلى روسيا في قضية الصراع الروسي الاوكراني، رغم أن السياسة الخارجية الفلسطينية اكتفت بالحيادية فيما يخص هذا الملف، حذرا من الوقوع في أخطاء جديدة، تؤثر على العلاقات بين فلسطين والغرب.
ويقول المحلل السياسي أحمد عبد ربه إن حماس اختارت الانحياز إلى موسكو على حساب كييف بدعوى ان الأخيرة تتلقى الدعم من أمريكا وأوروبا الذين يدعمون إسرائيل أيضا في كل قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ويضيف عبد ربه أن ذلك يسيء إلى جوهرية القضية الفلسطينية، فمن باب أولى عدم اتخاذ موقف مؤيد والبقاء على الحياد، حتى لو كانت روسيا لها علاقات جيدة مع قيادة حماس، ويوجد تعاون في عدة قضايا، مشيرا إلى أن الروس بدأوا في تهميش القيادة الفلسطينية، لرفضها اتخاذ موقف مؤيد لموسكو في حربها بأوكرانيا.
أما المحلل السياسي محمد عبد الفتاح ذكر أن قضية الوقوف بجانب طرف على حساب الاخر، المفترض ان تكون قد انتهت بالنسبة للفلسطينيين، فمن ينسى كيف أن وقوف منظمة التحرير الفلسطينية إلى جانب صدام حسين في حربه على الكويت، أضر بالقضية الفلسطينية، وكذلك أضر بالعلاقات الفلسطينية الخليجية.
ويشير عبد الفتاح إلى أن حماس تعلم أن منظمة التحرير ارتكبت خطأ فظيعا في ذلك التوقيت، لكن الحركة لم تستفد من ذلك الخطأ وقررت الوقوف إلى جانب الروس نكاية بالولايات المتحدة، وهذا أكبر من خطأ منظمة التحرير، خاصة وأن الصراع الحالي هو صراع دولي، وليس إقليميا كما كان بين العراق والكويت.
بدوره، رأى المحلل السياسي عادل المصري إن المصلحة هي التي تتحكم بقضية الحرب في أوكرانيا، ويبدو أن حماس اذعنت إلى الضغط الروسي الذي يطلب منها التأييد في القضايا التي تؤثر على الغرب، معتبرا ان ذلك غير مفهوم ويقزم القضية الفلسطينية، والتي تريد مؤيدين لها وليس معادين جدد.
ولفت المصري إلى وجود المئات من الطلاب الفلسطينيين في أوكرانيا ويتلقون التعليم في شتى الجامعات هناك، بالتأكيد هؤلاء سيعانون من التمييز بسبب موقف حماس من الحرب الروسية، إضافة إلى ذلك فقد قتل طالب فلسطيني في قصف روسي ولم تدين حماس هذا الفعل، واكتفت بالصمت، وهذا أيضا مريب، وفق تعبيره..