أفادت صحيفة "القدس العربي" الدولية، في عددها الصادر اليوم السبت 17 سبتمبر 2022، بأن العلاقات الفلسطينية الأمريكية عادت إلى مرحلة التوتر من جديد، مشيرة إلى أن الخلاف مرشح للزيادة، بعد العزم على طرح الخطة السياسية الفلسطينية الجديدة، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضحت الصحيفة، أن تلك الخطة رفض الجانب الفلسطيني تجميدها في هذا الوقت، بناء على طلب من البيت الأبيض، وهو ما كان سببا في إلغاء اللقاء الذي كان مقررا بين الرئيس محمود عباس ومساعدة وزير الخارجية الأمريكي خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة.
وبينت أن بداية الخلاف بين الجانبين، تعود إلى عدم اقتناع الجانب الفلسطيني بوجهة النظر الأمريكية التي تطالب من الفلسطينيين تجميد أي نشاط أو تحرك سياسي في المرحلة الحالية، إلى ما بعد انتهاء انتخابات الكنيست الإسرائيلي، بزعم أن أي تحرك حالي من شأنه أن يؤثر على نتائج الانتخابات، وهو أمر يرفضه الجانب الفلسطيني بشدة، مرتكزا إلى الفترة الماضية التي سبقت الدعوة الإسرائيلية للانتخابات المبكرة، والتي لم تتحرك فيها أمريكا لطرح أي مبادرة سياسية، في وقت واصلت فيه حكومة تل أبيب خططها الاستيطانية، إلى جانب التهرب من تنفيذ بنود الاتفاقيات الموقعة.
وذكرت أن التوتر الحاصل في العلاقات الأمريكية الفلسطينية، ظهر بشكل أكثر خلال الزيارة الأخيرة لبربارة ليف مساعدة وزير الخارجية الأمريكي، خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة، قبل عشرة أيام، حين أبلغت مساعدي الرئيس عباس خلال لقاءها بهما في مدينة رام الله، اعتراض واشنطن على خطة التحرك السياسية الفلسطينية، التي ينوي الفلسطينيون طرحها خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ بعد العشرين من الشهر الجاري، والتي تشمل طلب الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة بدل صفقة "مراقب".
وأشارت إلى أنه "خلال ذلك اللقاء، الذي جمع كلا من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ ومدير المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج مع المسؤولة الأمريكية، التي قدمت على عجل بعد فشل جولة هادي عمرو المبعوث الأمريكي للمنطقة، في إقناع الجانب الفلسطيني في عدم طرح تلك الخطة، أكد المسؤولان المقربان من الرئيس عباس، على المضي قدما في الخطة السياسية، وأن موعد التنفيذ العملي سيكون خلال اجتماع الجمعية العامة".
ونقلًا عن مصدر مطلع، أكدت الصحيفة، على أن "ليف، تعهدت بالعمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية أكثر لدى السلطة الفلسطينية، من خلال قيام الجانب الإسرائيلي بتقديم المزيد من التسهيلات، في المرحلة المقبلة، على أن يؤجل فتح الملف السياسي إلى ما بعد انتخابات الكنيست وهي أمور نقلتها بعد لقاءات عقدتها مع المسؤولين الإسرائيليين، وبينهم مسؤولون أمنيون وعسكريون".
وأشارت إلى أنه "تبع ذلك اللقاء اتصالات أجراها مسؤولون أمريكيون أبرزهم هادي عمرو، مع آخرين فلسطينيين، تضاعفت خلال الأيام الثلاثة الماضية، جرى خلالها تكرار الطلب بوقف طرح خطة الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بالترافق مع اتصالات أجريت في اتجاه عواصم عربية، للتدخل والطلب من الرئيس عباس وقف خطته، دون أن تؤدي إلى نتائج".