الاحتلال يحكم على طفل من غزة بالسجن 6 شهور

j5-2-jpg-24682117522423047 (1)
حجم الخط

قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبد الناصر فروانة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنِ أطفال قطاع غزة من استهدافها المتصاعد واعتقالاتها المتزايدة للأطفال خلال "الهبة الجماهيرية" في الضفة الغربية والقدس.

وأضاف فروانة في تصريح له اليوم السبت، أن قوات الاحتلال كانت قد اعتقلت في العاشر من تشرين أول/أكتوبر الماضي (13) طفلاً من قطاع غزة  خلال المواجهات، التي اندلعت شرق مخيم البريج وسط القطاع، بالقرب من السياج الفاصل، حيث أفرج عن تسعة أطفال منهم، في حين أبقت على أربعة آخرين رهن الاعتقال، وأصدرت بحقهم لوائح اتهام، أصغرهم الطفل محمد العزازي البالغ من العمر(14عاماً).

وأضاف: أن إحدى محاكم الاحتلال الإسرائيلي أصدرت قبل أيام حكما بالسجن الفعلي لمدة (6 شهور)، بحق الطفل محمد محسن رمضان العزازي(14عاماً)، وهو طالب في (الصف الثامن)، ويسكن مع أسرته في مخيم البريج وسط القطاع. 

 وأوضح فروانة بأن محاكم الاحتلال لم تكن يوماً نزيهة أو مستقلة في تعاملها مع الأطفال، فهي أداة من أدوات الاحتلال وتحتكم في اتخاذ قراراتها لأوامر وتوجيهات الأجهزة الأمنية، وأحيانا السياسية، حيث لم ترحم المحكمة طفولتهم ولم تراعِ صغر سنهم، ولم يأخذ أولئك القضاة بعين الاعتبار كيفية اعتقال العزازي وظروف احتجازه وما تعرض له من إهانة وضرب مبرح وتعذيب قاس. 

 وفي شهادته أفاد الأسير الطفل العزازي لمحامية هيئة شؤون الأسرى التي زارته والتقته في سجن "أوفيك" بتاريخ 22-12-2015، أن ثلاثة جنود هجموا عليه لحظة اعتقاله وأمسكوه وأجبروه على التعري بالكامل بعد أن رفعوا السلاح في وجهه وهددوه بإطلاق الرصاص على رأسه، ثم قيدوا يديه إلى الخلف وبشكل مؤلم، واعصبوا عيناه، ورموه أمام الجيب العسكري وهو عاري، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، بأياديهم وأقدامهم وأحذيتهم وبأعقاب البنادق في كافة أنحاء جسمه، وأن أحد الجنود ضربه بآلة حادة على كتفه تسببت له بجرح عميق سال منه الدم بكثرة، وآخر ضربه بحذائه على فمه فكسر سنه الأمامي، ومن شدة الضرب على البطن تقيأ الطفل دما. حسبما قال في شهادته.

وأضاف الطفل العزازي في شهادته: بقيت ثلاثة أيام في موقع للجيش قريب من الحدود الشرقية لقطاع غزة، وفي منطقة مفتوحة نجلس على الأرض وتحت المطر أحيانا، وليس لدينا ما يقينا من البرد سوى بنطال قصير (شورت) أعطونا إياه لنستر به عورتنا، وعانينا الجوع والعطش، حيث لم نحصل على أي نوع من أنواع الطعام أو الماء والشراب خلال الأيام الثلاثة الأولى، وكذلك لم نعرف النوم، بالإضافة إلى الضرب المتواصل والسباب والشتائم، وبعد ثلاثة أيام نقلوني إلى مركز للشرطة وبعدها إلى سجن بئر السبع ومنه إلى سجن "أوفيك"، ولازلت أعاني من البرد ومن نقص الملابس ولم أتمكن بعد من رؤية أي شخص من أفراد أسرتي. حسب ما جاء في شهادته لمحامية هيئة الأسرى.

وأعرب والده محسن العزازي عن قلقه الشديد على طفله جراء ما تعرض له من تعذيب وما مُورس بحقه من إجراءات تعسفية وحرمان من أبسط حقوقه وتغيبه عن مقاعد الدراسة، معبراً عن خشيته على مستقبله من تأثيرات السجن والتعذيب. 

ودعا فروانة المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة، لاسيما التي تُعنى بالطفولة وحقوق الإنسان، إلى التحرك العاجل لتوفير الحماية المطلوبة للأطفال الفلسطينيين، الذين يدفعون ثمنا باهظا جراء اعتقالهم في مراحل مبكرة من أعمارهم من قبل سلطات الاحتلال، والضغط من أجل وقف تلك الاعتقالات التي تطال فئة الأطفال، وضمان توفير حاضنة ورعاية لمن تعرضوا منهم للاعتقال والتعذيب. 

يذكر أن هيئة شؤون الأسرى قد رصدت خلال العام المنصرم (2179) حالة اعتقال لأطفال، غالبيتهم سُجلوا خلال "الهبة الجماهيرية"، أي في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2015، وأن جميعهم كانوا في محافظات الضفة الغربية والقدس باستثناء بعض الحالات من قطاع غزة. وأن كافة الأطفال الذين تعرضوا للاعتقال قد مورس بحقهم شكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي.