انطلقت مسيرة تشييع الشهداء الأربعة من بلدة سعير ارتقوا قبل يومين برصاص إسرائيلي في حادثين منفصلين بمفترق بيت عينون وغوش عتصيون.
من مسجد البلدة الكبير باتجاه مقبرة الشهداء، بعد إلقاء أهاليهم نظرة الوداع على جثامينهم، وسط هتافات غاضبة مطالبة بالانتقام من جريمة الاحتلال، وأخرى تمجد الشهداء وتطالب بتصعيد الانتفاضة.
ونعى ممثلون للقوى الوطنية والإسلامية الشهداء في مهرجان تأبيني بعد التشييع، مطالبين بتوسيع دائرة المواجهة مع الاحتلال، في الوقت الذي أطلقت فيه القوى اسم "عاصمة الشهداء" على بلدة سعير التي قدّمت 10 شهداء منذ بداية انتفاضة القدس.
وقال محافظ الخليل كامل حميد إنّ الاحتلال بات لا يلقي أهمية للدم الفلسطيني، ويعمد إلى إراقته وسفكه يوميا، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يريد بهذه الجرائم أن يجعل عدد من المواقع محرّمة على الفلسطينيين، وأنّ ثمن الاقتراب منها هو الموت كمفترق "عتصيون" ومحيط المسجد الإبراهيمي بقلب الخليل.
وأشار إلى أنّ الاحتلال يستهدف بلدة سعير، ويحاصرها بمستوطناته، بحكم موقعها الذي يشكل شوكة في حلق التمدد الاستيطاني لمستوطنات "جوش عتصيون" و"كريات أربع"، مشيدا في الوقت ذاته بنضالات شبّان بلدة سعير التي يعبّرون فيها عن رفض الاحتلال ومخططاته.
وكان الاحتلال أعاق دخول جثامين الشهداء عبر مدخل البلدة الرئيس، واحتجزها مدة من الوقت، قبل أن يسمح لسيارات الإسعاف التي تنقل جثامينهم فقط بالمرور من مدخل البلدة، فيما اضطر المواطنون لدخول البلدة عبر طرق ترابية ووعرة وأخرى بعيدة عبر القرى والبلدات المجاورة، بعد إعلان الاحتلال بلدة سعير منطقة عسكرية مغلقة.