23 أسيراً حياتهم مهددة بالخطر بسبب أوضاعهم الصحية الصعبة

وفاة اسير محرر.jpg
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكد مركز فلسطين لدراسات الاسرى اليوم الإثنين، أنه خلال العامين الأخيرين تصاعدت إصابة العديد من الأسرى بأمراض خطيرة كالسرطان، والجلطات القلبية وغيرها نتيجة عدم الكشف المبكر على الأسرى، وعدم تقديم علاجات مناسبة للأمراض التي تصيب الأسرى في مراحلها الأولى.

وقال مركز فلسطين في بيان صحفي، إن عدد الأسرى المصابين بأورام سرطانية بمختلف أنواعها في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وصل الى 23 أسيراً حياتهم مهددة بالخطر نظراً لأوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تلقيهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية، وبالمقابل يرفض الاحتلال إطلاق سراحهم ولا يقدم لهم سوى ما يبقيهم أحياء فقط، حتى لا يتحمل مسئولية وفاتهم داخل السجون.

وبين مركز فلسطين أن أخطر حالات الاسرى المصابين بالسرطان هي حالة الأسير "ناصر أبو حميد"، من سكان رام الله ، والذي تراجعت صحته الى حد الخطورة القصوى خلال الأيام الأخيرة، نتيجة معاناته من مرض السرطان والذي تغلغل في جسده ووصل الى العظم بعد تأخر اكتشاف السرطان بسبب سياسة الإهمال الطبي الذي يتعرض لها الاسرى؛ ولا زال الاحتلال يماطل في الإفراج عنه رغم انه على حافة الموت.

وشدد مدير المركز الباحث رياض الأشقر، على أن مرض السرطان يعتبر السبب الأول في استشهاد الأسرى داخل السجون الذين ارتقوا نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وكان آخرهم الأسير الشهيد "كمال نجيب أبو وعر" من جنين الذي عانى من مرض السرطان لسنوات دون أن يقدم له علاج مناسب، ورفض الاحتلال إطلاق سراحه حتى استشهد في سجون الاحتلال في نوفمبر من العام 2020.

وأوضح الأشقر أن الأسرى المصابين بالسرطان يعانون بشكل مضاعف، ويعيشون ما بين سندان الأسر وظروفه القاسية وانتهاكات الاحتلال وحرمانهم من كافة حقوقهم، وما بين مطرقة مرض السرطان الذي يفتك بأجسادهم في ظل استهتار الاحتلال بحياتهم، وعدم توفير العلاج اللازم لهم.

وأضاف الأشقر إن العشرات من الاسرى استشهدوا بعد تحررهم بعدة أسابيع او شهور، نتيجة إصابتهم بأمراض خطيرة خلال فترة اعتقالهم بسبب الإهمال الطبي، في مقدمتها مرض السرطان كان آخرهم الأسير المحرر الشهيد "حسين المسالمة " من بيت لحم ، والذي عانى مدة طويلة من السرطان حيث أمضى 18عاماً في سجون الاحتلال، وحين قارب على الموت قام بإطلاق سراحه ليستشهد بعد عدة شهور من الإفراج عنه.

كذلك الأسير المحرر "محمد عايد صلاح الدين"20 عاما من بلدة حزما قضاء القدس والذي استشهد بعد 4 شهور فقط من الإفراج عنه نتيجة معاناته من مرض السرطان الذي أصيب به خلال اعتقاله، وقد أمضى عامين في سجون الاحتلال.

وبين الأشقر ان الاحتلال لا يتورع عن اعتقال مواطنين مصابين بالسرطان رغم خطورة حالتهم وحاجتهم الملحة للعلاج والمتابعة وجلسات الاشعاع الكيماوي، حيث أعاد مؤخراً اعتقال الأسير المحرر المصاب بالسرطان عبد الباسط معطان (49 عاماً) من مدينة البيرة، للمرة الثانية خلال العام الجاري، وأصدرت بحقه محكمة الاحتلال قرار اعتقال إداري ، وهو يعانى من سرطان القولون والغدد وحالته الصحية صعبة وقبل اعتقاله خضع لعدة عمليات جراحية لاستئصال جزء من القولون، وخضع لجلسات علاج كيميائي أثرت على حالته وأدت إلى إصابته بديسكات في ظهره، وهناك خطورة على حياته .

وكشف الأشقر أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي الى تصاعد أصابه الاسرى بالسرطان داخل سجون الاحتلال، أبرزها قرب بعض السجون من مفاعل "ديمونا"، وهى النقب وسجن نفحة وريمون والسبع نتيجة الإشعاعات التي تصدر عنه ووجود مكبات النفايات النووية قرب المنطقة، كذلك استخدام أجهزة الفحص الالكترونية بشكل كبير خلال تنقلات الأسرى، إضافة الى وضع أجهزة التشويش بكثرة في سجون بحجة التأثير على الاتصالات من الأجهزة المهربة للسجون، وقد أكدت الأبحاث خطورتها على صحة الانسان، أيضاً تلوث مياه الشرب والاستحمام، واستخدام الأغذية المحفوظة والمعلبة والتي تشكل المصدر الأول لطعام الأسرى في سجون الاحتلال.

ودعا الأشقر كافة المهتمين والمعنيين بقضية الأسرى ووسائل الإعلام لتسليط الضوء على معاناة الأسرى المصابين بالسرطان في سجون الاحتلال، والمطالبة بالكشف عن الأسباب الحقيقية وراء إصابة الاسرى بالسرطان، والعمل على ضرورة إطلاق سراحهم دون شرط قبل أن يلاقوا حتفهم داخل السجون نتيجة إصابتهم بهذا المرض القاتل.

وطالب المؤسسات والهيئات الدولية وخاصة منظمة الصحة العالمية، ومنظمة أطباء بلا حدود، بضرورة العمل من أجل إطلاق سراح الأسرى المصابين بالسرطان، والذين يهددهم الموت في كل لحظة نظرا لخطورة أوضاعهم الصحية.