عصر يوم الاثنين 19 سبتمبر 2022، أعلنت أجهزة الأمن الاحتلالية، وبشكل غريب، عن اعتقال "خلية مسلحة" تابعة لحركة حماس في نابلس والخليل، وشرحت مهام تلك "الخلية" فيما سيكون، دون أن تذكر أي عمل كان، وبعدها مساء اعتقلت أجهزة أمن السلطة، مصعب اشتيه أحد عناصر حماس، تحت روايات مختلفة.
وبشكل مفاجئ، وبدون مسافة زمنية بين اعتقال مصعب، خرج عشرات من "مسلحي حماس"، الى شوارع نابلس ومخيم بلاطة يطلقون النار ثم يهاجمون مقر أمني، وبتعليمات مجهولة المصدر خرج مسلحي الحركة أيضا في جنين، مطلقين النار بتوقيت بدأ التنسيق واضحا، بيانا وفعلا.
خلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت حركة فعل "الغضب الشعبي العام" ضد قوات الاحتلال، وكان لحركة فتح والجهاد، الدور المركزي في تلك المواجهة، وغابت حماس شعبيا وعسكريا عن المشاركة فيها، حركة غضب أربكت دولة العدو القومي ومخططها التهويدي الاغتصابي، وأن القوة الأمنية الإرهابية لن تكسر وحدها حركة الفعل الكفاحي.
دولة العدو، وأمام تنامي "الغضب الشعبي"، وبروز دور فتح وكتائبها المسلحة، مع أبناء الأجهزة الأمنية، تفتح صندوقها القديم، لتخرج منه أمضى سلاح تمتلكه، "سلاح الفتنة والفوضى"، لحرف المسار كليا من فعل ضد العدو الوطني الى فعل ضد "الذات الوطنية"، بعدما أدركت أن ما لديها من قوة قهرية غير قادرة على وقف "قاطرة الانطلاقة الجديدة".
وعشية خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية الأمم المتحدة، وما يمكن ان يكون من "معركة سياسية" تخوضها فلسطين أمام العالم، وتخوفا من تكرار "مفاجأة" كما حدث في برلين، كان لا بد من فتح الباب" لفوضى فتنوية مسلحة، ما سيحرف الاهتمام من المركزي الى ثانوي محسوب الفعل والهدف.
دولة العدو وأجهزتها الأمنية تعتقل يوميا عشرات من أهلنا في الضفة والقدس، بينهم مسلحين وخاصة من القوى الثلاثة التي تشتبك عسكريا، فتح والجهاد والشعبية، ولكنها لم تقم بتلك الحالة الاستعراضية كما فعلت مع اعتقال مجموعة، أخرجت الاعتقال بشكل "هوليودي"، دون أن يطلقوا رصاصة واحدة، ما يشير أن تلك كانت شرارة تنفيذ ما لديها من مخطط "فوضى وفتنة"، تعتقد أنه سيكون هو "المشهد الحاضر" في الضفة الغربية، يفتح لها الباب واسعا لتغيير المعادلة بشكل جذري.
وافتراضا، ان أجهزة السلطة ارتكبت خطأ أو خطيئة ما، تجاه اعتقال شخص أي كان مكانته، رغم ان الشخص ليس سوى مسلح غائب، هل تسارع حركة حماس بإخراج مسلحيها فورا الى الشوارع في نابلس وجنين، تهدد عبر بيانات مكتوبة موحدة اللغة والمضمون، بالتوازي مع إطلاق نار ضد مقار الأجهزة الأمنية، ونشر المسلحين في الشوارع، الذين لم يكن لهم أي أثر خلال ما كان في الأيام الماضية ضد أي حضور احتلالي.
لم يكن الشخص الموقوف من قبل الأجهزة الأمنية أول عناصر حماس يعتقل، ولا أول من يدعي انه مسلح يعتقل، فهناك من فتح والجهاد، وهم من قاوموا العدو فعلا، وليس جالسين منتظرين، فلما خرجت "قوات حماس الثورية"، ثوان بعد خبر الاعتقال في نابلس وجنين، وبدأت تقرأ "بيانات التهديد والوعيد"، في مشهد يعيد للأذهان بعض ملامح أفعال "الحزيرانيون" ما قبل "الانقلاب 2007.
لو كان الأمر حقا بحثا عن قضية معتقل وخطأ، بالتأكيد هناك طرق غير نشر المسلحين في شوارع وإطلاق نار على مقار فلسطينية، فيما تسارع ذات "الكتائب" للاختباء والاختفاء فورا مع قدوم دورية لجيش الاحتلال، دون أن تطلق رصاصة واحدة، وأيضا في جنين ونابلس.
ما حدث من حماس ومسلحيها، بيانات وتهديد وإطلاق رصاص فعل يجب أن يكون موضع تساؤل وطني، وحذر قبل فوات الآوان، لقطع الطريق على دولة العدو وأجهزتها الأمنية بمختلف أذرعها بث مخطط "الفتنة والفوضى" في الضفة الغربية ولاحقا في القدس، ونقل المعركة من مكان الى آخر، وسحب البساط السياسي من منصة الأمم المتحدة الى شوارع نابلس وجنين، ومناطق أخرى تنتظر.
وكسرا لمخطط العدو وأدواته "روابط القرى المستحدثة"، على الرسمية الفلسطينية، سلطة وأجهزة، ان لا تقع في مصيدة المحتلين، بفتح الباب لأدوات الردة الوطنية لأن تشغل الشعب الفلسطيني عما هو مركزي، بممارسات ضارة غير مفيدة، لم يعد جوهرها مجهول.
ليت ملف الاعتقال السياسي في الضفة وقطاع غزة يصبح مسؤولية وطنية موحدة، وليس فعلا انتقائيا هنا أو هناك...فلا تبرير لاعتقال على آخر، فسجون حماس بها العشرات لا يعلم أحد عنهم شيئا كما في الضفة وسجونها.
ملاحظة: ما حدث من البعض بالاعتداء على مقار "الأونروا" في غزة، حماقة سياسية كاملة الأركان...تظاهروا كيفما رغبتم دون فقدان صوابكم..ماذا لو قررت الأونروا اغلاق مقارها ووقف خدماتها..وبعدين مش لحالها مسؤولة عما حدث لكم..في غيرها كمان ..طيب جربوا ترموا حجر عليهم ...فبلاش ودلنات ضارة!
تنويه خاص: يوم الاثنين 19 سبتمبر 2022، بريطانيا استعمرت العالم إعلاميا ...فرضت "هيبة جنازة ملكتهم" ذات الـ6 مليار دولار على أرجاء المعمورة، حتى رئيس أمريكا فقد كل ما له مكانة وميزة...كان واقف في الطابور 14..أنه "الاستعمار الناعم" بس لمدة يوم ويبدون لن يعود!