نسبة التصويت العربي ستحسم نتائج انتخابات الكنيست

38332C96-FCF9-4660-8766-5B0C078A1A8A-e1606147881363.jpeg
حجم الخط

بقلم: رفيف دروكر

 

 



في الفترة الأخيرة، بعد انقسام القائمة المشتركة، يجري رئيس التجمع "بلد"، سامي أبو شحادة، حملة إعلامية. أيمن عودة مذنب، احمد الطيبي مذنب، واليهود مذنبون. لو كان قادرا على أن يكون صادقا اكثر لكان يجب عليه القول: لقد انتحرت، تعرضت لضربة شديدة، وحصلت على اتفاق أحلامي. حزبان أقوى منا قبلا نهجنا الأيديولوجي: أن يكونا في المعارضة بأي ثمن، والصراخ حتى من المدرجات، ولا سمح الله محاولة تغيير الوضع. هكذا، هما منحانا مكانين في الأماكن الستة الأولى. "بلد" كان لها مكان، ورغم أنها ضعفت إلا أنها حصلت، الآن، على مكانين.
لماذا رمى شحادة كل هذا الخير في القمامة. على احتمالية أن فترة ولايته الثانية سيتم اختزالها من نصف ولاية إلى ثلث ولاية. بالطبع منذ 2019 لم يكن هناك لا نصف ولا ثلث، ولم يكن لذلك أي معنى، لكن أيضا في السيناريو غير المرجح لولاية كاملة فإن الحديث يدور عن فرق بضعة اشهر. صحيح أن عودة والطيبي لم يذرفا الدموع على ما حدث. تصميم "بلد" وغباؤها أنقذتهم من السير في طريق لا يؤمنون به، لكن هذا ليس فيه ما يعفي "بلد" من المسؤولية عن الانقسام.
في أعقاب الانقسام، وجه اصبع الاتهام ليائير لابيد. لماذا لم يقم بتنظيم الكتلة؟ كالعادة، الحسد الغبي لبنيامين نتنياهو رفع رأسه. انظروا إلى هذا الشخص. لقد ذهب إلى الحاخام تاو وادخل حزب "نوعم" إلى الصفقة. ولكن بالنسبة للابيد فربما يعتبر الانقسام الأمر الأفضل الذي حدث له. إذا نجحت الأحزاب العربية في الحصول على المقاعد العشرة التي كان يتوقع أن تحصل عليها قبل الانقسام، فهو سيحصل على عشرة أعضاء كنيست مريحين من اجل التوصية بالائتلاف ودعمه بشكل غير مباشر، لكن هذا السيناريو يوجد له شرط واحد حاسم وهو عشرة مقاعد للأحزاب العربية.
يلعب رئيس الحكومة في هذه الانتخابات وهو في الحصن. حملة رئيس الحكومة: ذاهبون إلى برلين، سنلقي خطابا في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة، وسنطرح برنامجا، وسنلقي خطابات أمام الجمهور. "هم يديرون انتخابات وأنا أدير الدولة". لابيد غير مستعد للمخاطرة، ولو بالحد الأدنى. وفي كل ما يتعلق بحدوث كارثة في المجتمع العربي فربما أن ما يدور الحديث عنه هو خطأ كبير.
عندما يتم قتل امرأة وابنتها في اللد فلا يوجد سبب في ألا يأتي لبيد للعزاء، ويجثو على ركبتيه كما فعل الملك حسين، ويقول، إنه سيحارب القتلة حتى آخر قطرة دم. حتى حملة "الليكود" لن تنجح في مهاجمة لابيد إذا جاء مع المفتش العام للشرطة ووزير الأمن الداخلي ونائبه من اجل تعزية عائلة نضال إغبارية، الصحافي من أم الفحم الذي قتل. لابيد ومنصور عباس يحافظان على مسافة بينهما أثناء الحملة. هما لا يريدان المس ببعضهما. مع ذلك، لا يوجد أي سبب يمنع لابيد من القدوم إلى الناصرة أو أم الفحم أو كفر قاسم وأن يعد السكان بأنه سيواصل الاهتمام بتقليص التمييز.
أيضا في الساحة الفلسطينية لا ينحرف لابيد ولو شبرا واحدا عن سياسة نتنياهو أو سياسة نفتالي بينيت. ففي القضية الإيرانية هو يطرح المواقف ذاتها، وهو لا يطلق أي إصلاحات اقتصادية كبيرة، ولا يتحدث عن إصلاح جهاز القضاء، ولا يقوم بإجراء المقابلات مع وسائل الإعلام، والشعور العام هو أنهم في كل صباح يمزقون صفحة أخرى في قائمة اليأس حتى موعد إجراء الانتخابات.
بعد فترة كهذه، تأتي في العادة نبوءة غضب. "إذا استمر الوضع هكذا فإن هذا سينتهي مثل حصن شمعون بيريس وحاييم رامون في العام 1996"، أيضا بيريس قام بحملة رئيس حكومة. أنا لست على قناعة بأن هذا التكتيك لن ينجح مع لابيد. حتى الآن يوجد لديه ادعاء واحد وقوي يبرره: "يوجد مستقبل" يرتفع، بشكل بطيء، لكنه ارتفاع. في الاستطلاعات سيحصل لابيد على 24 مقعدا، وربما اكثر. بهذه الوتيرة ربما أن الحصن سيوصله إلى 30 مقعدا. وحتى الآن أدرك لابيد بأنه إذا لم تصل نسبة التصويت في المجتمع العربي إلى 42 – 43 في المئة فسيكون من الصعب عليه أن يمنع نتنياهو من الوصول إلى 61 مقعدا. وإذا حدث ذلك فإنه لن يكون للابيد أي خيار. يجب عليه التوقف عن إضاعة الوقت والخروج أيضا إلى الهجوم والتسديد في الهدف.

عن "هآرتس"