في تصريح ل "جميل مزهر" عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية الأحد، اعتبرت الجبهة أن الحديث عن انفراج للأوضاع في قطاع غزة هو مجرد درب من "الوهم والخيال" ولا أساس له من الصحة.
وقال :" لا يوجد مؤشرات للتفاؤل والأمورتسير نحو انفجار قريب. "
وبنى مزهر أقواله هذه على أن الحصار لا يزال قائماً، والاشتراطات الإسرائيلية على دخول مواد الإعمار كما هي، منذ بدء الحديث عن إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل خلال حرب "الجرف الصامد" ضد قطاع غزة صيف العام الماضي ، إضافة إلى أن آلية روبرت سيرى لم تتغير. متسائلاً: على ماذا تبنى هذه التوقعات بحدوث انفراجات؟
وكانت تقارير إعلامية نشرت، اليوم الأحد، ذكر فيها أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد انفراجاً في الأوضاع الحياتية في قطاع غزة، بما فيها مباشرة فتح معبر رفح الواصل بين القطاع ومصر، إضافة إلى مباشرة عملية إعادة إعمار القطاع.
ورأى القيادي بالشعبية مزهر أنه يمكن الحديث عن توقعات بانفراج الأوضاع القائمة في قطاع غزة، في حال تغيرت آلية روبرت سيرى مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط التي تشترط (قبول ورفض) الاحتلال الإسرائيلي بشأن ملف الإعمار، أو في حال فتحت المعابر كافة دون قيود وشروط، وحذر مزهر في ذات الوقت من خطورة الأوضاع في قطاع غزة.
وكان سيري الذي أنهى اداء مهامه الرسمية هذا الشهر، قد أعلن في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، أن منظمة الأمم المتحدة توسطت في اتفاق بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس لإدخال مواد البناء إلى غزة، يشتمل آلية لمراقبة ضمان عدم استخدام مواد البناء التي سيتم توريدها إلى القطاع لأغراض أخرى بخلاف عملية الإعمار، في إشارة لاستخدامها من قبل فصائل فلسطينية في تشييد الأنفاق.
وقال مزهر:" الانفجار قادم وهناك عشرات الآلاف مشردين في مراكز الإيواء عقب تدمير منازلهم". وأضاف : "الفلسطينيون لن يستمروا بالصمت اتجاه ذلك. واعتقد أن المطلوب من الفلسطينيين التحرك بشكل جدي وعملي على الصعيد الوطني والجماهيري من أجل تغيير الواقع."
ووصف مزهر الواقع بغزة بالجريمة التي تزيد المعاناة لدى الفلسطينيين في القطاع، مؤكداً على ضرورة التحرك في مواجهة الحصار الإسرائيلي.
وكان السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، قال :" إن بلاده تعمل على توفير 70% من المواد اللازمة لإعمار القطاع"، مضيفاً أن "تلك المواد بدأت بالدخول لقطاع غزة، الذي سيشهد إنفراجة حقيقية في ملف الإعمار من خلال المشاريع التي تطلقها دولة قطر في قطاع غزة بالإضافة إلى تشغيل المواطنين الفلسطينيين العاطلين عن العمل ليتمكنوا من إعالة عائلاتهم."
وحول الحديث عن وجود عروض دولية قدمت لحركة حماس تنص على اعلان تهدئة مع اسرائيل تتراوح مدتها من ثلاث الى خمس سنوات مقابل رفع الحصار عن غزة وإعادة الإعمار وإنشاء الميناء والمطار، رأى مزهر أن الحديث عن هدنة طولية الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي مجرد "وهم"، واصفاً مشروع العروض بأنه "مشبوه".
وقال: "اعتقد بانه لا يمكن لحماس أو غيرها أن يقبل هذا المشروع." وذكر أن" حماس اعلنت رفضها لتلك العروض."
وأشار مزهر إلى أن مفاوضات تثبيت التهدئة بين المقاومة وإسرائيل برعاية مصرية والتي توقف العدوان الاخير على القطاع عقب إعلان التوصل إليها (دون استكمال مباحثاتها)، أصبحت خلفهم كجبهة شعبية.
وقال إن "الاحتلال يتعامل مع الملف بعدم جدية، والقاهرة منشغلة والأمر سيبقي متروكاً للوقت في سياق الهدوء الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة طالما أن الاحتلال لم يلتزم بشروط التهدئة وأبرزها فتح المعابر وادخال مواد الإعمار ووقف الاعتداء على الفلسطينيين.