لابيد يقتبس خطابات نتنياهو ويتبنى مواقفه !

امنون لورد.jpeg
حجم الخط

بقلم: أمنون لورد

 

 




في مقابلة صحافية منحها رئيس الوزراء المؤقت، يئير لابيد، مؤخراً، لمراسل "ذي أتلنتيك"، جيفري غولدبرغ، قال لابيد له: صف الآن المحيط الذي توجد فيه. وساعده لابيد: هذا مكتب رئيس الوزراء بالكريا في تل أبيب. وكأنه قال: ها أنا هنا. أنا أجلس في مكتب رئيس الوزراء، أنا رئيس الوزراء. قالوا إن أحدا لا يمكنه أن يزيح بنيامين نتنياهو عن رئاسة الوزراء، وها هو انظر أين أجلس أنا.
ولا بد أن هكذا أيضا يقول لنفسه لابيد اليوم. فهو سيقف بينما وجهه أساساً نحو جمهور البيت الإسرائيلي، والرسالة الأساس، حيث حائط الشايش الأخضر من خلفه، ومن وراء منصة الخطابة وأمام مندوبي دول العالم: أنا رئيس وزراء إسرائيل.
قبل سنة كرس رئيس الوزراء في حينه، نفتالي بينيت، القسم المذكور من خطابه امام الجمعية العمومية للامم المتحدة للهجوم على الاطباء في إسرائيل. ليسوا هم من يقررون سياسة مكافحة الوباء. ليس مؤكداً أن هذا ساعده لاحقاً في جهوده للابقاء على الحكومة. هذه المرة، من الصعب أن نشير الى موضوع يمكن لرئيس الوزراء ان يركز عليه. لكن الحقيقة انه يوجد موضوع كهذا، وهذه ستكون مفاجأة اذا ما هاجم لابيد عبره.
توجد إسرائيل في ذروة مواجهة مع ايران حول ترسيم الحدود البحرية بينها وبين لبنان. ما كان ينبغي أن يحصل اليوم في الجمعية العمومية للأمم المتحدة هو أن تتفجر في الساحة الدولية المساومة على الحدود البحرية وما الأصح عمله. غير أن المفاوضات مع لبنان حين يكون ظل "حزب الله" على الامواج او على الطوافة، يديرها الأميركيون الذين لسبب ما يسعون لاتخاذ سياسة تصالح واحتواء مع تحدي المعركة على الغاز في البحر المتوسط. فهل حكم الخطاب في الكونغرس، من ناحية لابيد، كحكم الخطاب في الامم المتحدة؟
في تلك المقابلة مع غولدبرغ تحدث لابيد عن السبيل لاقامة دولة فلسطينية، وركز مع الصحافي على التشهير باليمين وبنتنياهو. هذا ما فعلته في الماضي البعيد ايضا تسيبي ليفني، ويعود لابيد مرة اخرى الى الوراء سبع سنوات كي يصف الخطاب التاريخي لنتنياهو في الكونغرس في آذار 2015 بانه "الخطاب الفضائحي". إذاً، من الصعب أن نتوقع من زعيم إسرائيلي يلتصق بالسياسة الأميركية ان يهز السفينة. قال لابيد انه لا يحتمل أن تهدد دولة عضو في الامم المتحدة بإبادة دولة عضو أخرى. اي تهديدات ايران تجاه إسرائيل. وهو لا يعرف بان هذا القول القوي أطلقه الرجل الذي يندد جدا بخطاباته، نتنياهو، ليس في الكونغرس الأميركي بل في قاعة الجمعية العامة مع الخلفية الخضراء وكل ما تبقى، قبل 13 سنة. لم يخلق لابيد توقعاً متحفزاً لخطابه. هكذا حيث من المعقول ان يستقبل خطاب في المحفل الدولي الاعلى كمحطم للجمود.

عن "إسرائيل اليوم"