نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، أهلنا في مخيم نهر البارد، ومخيم شاتيلا وطرابلس، وأهالي الضحايا الذين قضوا غرقًا، وشاطرتهم أحزانهم، مترحمةً على الأرواح البريئة التي قضت في هذه الفاجعة المؤلمة.
وعبّرت الشعبية في بيان صحفي أصدرته اليوم السبت، عن حزنها على ضحايا المركب الواحد والمصير الواحد من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين، بحثًا عن حياة أفضل، وتأمين مستقبل لأبنائهم، الذين وحدتهم جغرافيا القهر، والظلم والحرمان، وتداعيات قسوة الظروف الاقتصادية، مما جعل القلق على المستقبل، دافعاً للبحث عن طرق بديلة.
وتابعت أن هذه الطرق غير شرعية، وغير آمنة، أدّت إلى نكبات جديدة وإلى كوارث إنسانية، مشيرة إلى أنّ “شهداء النكبة الجديدة هم ضحايا للسياسات الخاطئة التي قامت على خنق المجتمع الفلسطيني بالتدريج، وعدم فتح مجالات الحياة أمامه، والحفاظ على عيش كريم له، يُمكّنه من النضال بالشكل المطلوب من أجل حفظ كرامته وحياته الإنسانية”.
وأوضحت الشعبية أن “سياسة الإهمال لمخيماتنا، تأتي في ظلّ ازمة عامة ووضعٍ سياسيّ دقيق وخطير، يستهدف تصفية قضية اللاجئين، من خلال تقليص وتجفيف موارد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، كجزء من الضغوط على حياة اللاجئ الفلسطيني، وتدعو وكالة الأونروا إلى تحمل مسؤولياتها تجاه شعبنا، والتخفيف من معاناته، كونها الشاهد الأممي على نكبات ومأساة الشعب الفلسطيني”، مؤكدة على ضرورة “حماية كرامة الانسان الفلسطيني اللاجئ في لبنان”.
وقامت بدعوة لبنان إلى عدم معاندة الواجبات الموضوعية بمنح الحقوق الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، مؤكدة على واجب القوى واللجان والهيئات والمؤسسات الوطنية الفلسطينية المختلفة.
وأردفت الشعبية: “لتكن هذه الفاجعة التي أصابتنا جميعاً حافزاً لرفع مستوى المسؤولية، ومضاعفة الجهد من أجل إعادة الاعتبار لكرامة اللاجئين، والعمل لمواجهة كل السياسات الظالمة وتخفيف معاناتهم”.
وفي ختام البيان، طالبت بإجراءات حازمة وملاحقة سماسرة الموت الذين يعبثون بأرواح الأبرياء من دون تأمين الحد الأدنى من سلامتهم طمعاً في مكاسب رخيصة، هؤلاء هم القتلة تجار البشر وبائعو الأوهام ومروجو الأحلام الوردية، وهدفهم سرقة حياة الشباب وما تبقى من مدخرات العائلات.