أكّد ملتقى علماء الأمة الإسلامية، اليوم السبت، على أنّهم يتابعون باهتمام بالغ موجات التهويد المتلاحقة التي تتعرض لها القدس، وخاصة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف، في بيان ختامي للملتقى وقعت عليه 45 مؤسسة علمائية من مختلف دول العالم: "أنّ موجة الاقتحام الجديدة في ظل تخاذل عربي وإسلامي رسمي وشعبي بل يمكن القول في ظل تواطؤ كثير منها، ما جرأ الاحتلال على السماح للمنظمات الصهيونية التي تعنى بإقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى المبارك بزيادة عدد المقتحمين وبتوسيع وتنوع شكل الاقتحام والسماح لهم بما يسمى السجود الملحمي، وقد يتطور للسماح لهم بنفخ البوق".
وتابع البيان: "الآن نحن على أبواب معركة حقيقية لتثبيت سيادة المسلمين على المسجد الأقصى المبارك، فإنه يجب علينا عدم التساهل في مواجهة هذا الخطر التهويدي الجديد الذي يتزامن مع أعياد اليهود الدينية بما يسمى "رأس السنة العبرية" يومي 26 و 27 سبتمبر ويتبعه بأيام قليلة ما يسمى "بعيد الغفران" في 5 و 6 أكتوبر انتهاء بما يسمى "عيد العرش" الذي يمتد ثمانية أيام ما 10 إلى 17 أكتوبر، وستكون ذروة العدوان حسب ما دعت جماعات الهيكل المتطرفة يوم الثلاثاء 11 أكتوبر".
وأكمل البيان: "وإزاء هذه الموجة الجديدة تداعت الهيئات والمؤسسات العلمية إلى ملتقى علماء الأمة لمواجهة مخططات اقتحامات الأقصى اليوم، وخلص المجتمعون إلى ما يأتي:
أولاً: مباركة جهود أهلنا في القدس المحتلة التي ما فتئت ترابط وتجاهد نيابة عن الأمة بأسرها للحفاظ على مقدسات المسلمين في القدس ودعمها بكل ممكن، ودعوتهم للحشد والرباط المكثف في المسجد الأقصى المبارك لتفويت الفرصة على المقتحمين والحيلولة دون تغيير أي شيء على أرض الواقع يصب في مصلحة الاحتلال مهما كان صغيرًا في الظاهر، ونحن على يقين أن من انتصر في معركة البوابات الإلكترونية، وفي معركة باب الرحمة والأسباط وسيف القدس، قادر على تسجيل انتصارات جديدة بإذن الله تعالى، ونؤكد لهم أنّ الأمة معكم، والله معكم، ولن يَتِركم أعمالكم وجهادكم وثباتكم.
ثانياً: دعوة أهلنا في مناطق 48 للتحرك المكثف وشد الرحال للرباط في المسجد الأقصى في هذه الأيام الصعبة، ودعوة أهلنا في عموم فلسطين لضرورة التحرك بما يستطيعون من جهد للوصول إلى المسجد الأقصى، وبتخفيف العبء على المقدسيين بمشاغلة المحتلين والاشتباك معهم أينما تواجدوا ليعلم المحتل أنّ المسجد الأقصى خط أحمر وأن الدفاع عنه واجب عيني على كل مسلم قادر وأن أرواحنا وأموالنا وأوقاتنا فداء له.
ثالثاً: دعوة العلماء في كل مكان –مؤسسات وشخصيات- إلى قيادة التحرك الجماهيري في بلدانهم لمطالبة حكوماتهم بالتحرك السياسي والديبلوماسي الفوري لصد هذه المخاطر بشتى السبل الممكنة، ودعوتهم إلى نبذ كل علاقة قائمة أو محتملة مع هذا العدو الغاصب الذي يهدد مقدساتنا، وتجريم التطبيع معه. ولتكن خطب الجمعة الثلاث القادمة (خطبة للقدس) لتكون محركا لجماهير الأمة لممارسة واجبهم في النصرة والدعم أينما وجدوا.
رابعاً: دعوة المؤسسات العلمائية لتبني وتفعيل مشروع (دينار الأقصى) بحيث تساهم كل مؤسسة بمبلغ شهري ثابت عن كل عضو فيها لتأسيس صندوق القدس والأقصى لينفق منه على مشاريع الصمود والمرابطة وتفويت مشاريع التهويد التي تهدد مقدساتنا.
خامساً: دعوة وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي لعقد مؤتمر عاجل لدعم القدس والأقصى وبيان مخاطر التهويد على مقدسات المسلمين، يدعوا له علماء الأمة للخروج بخطط عمل عاجلة ومستدامة، فواجب الوقت الآن الدفاع عن المسجد الأقصى وتفويت خطر تهويده وتقسيمه.
سادساً: دعوة الأحزاب والمنظمات السياسية العربية والإسلامية لجعل القدس على رأس أولويات خططهم، ودعوة أحرار العالم للوقوف مع هذه القضية العادلة وعدم الاصطفاف مع الطرف المحتل.
سابعاً: دعوة الشعوب المسلمة في كل مكان من بلاد المسلمين لأخذ دورهم في الدفاع عن الأقصى من خلال الخروج في مسيرات منظمة، والتظاهر أمام سفارات الصهاينة في البلاد التي توجد فيها، والضغط على الحكام للوقوف أمام مسؤولياتهم وتشكيل دور ضاغط في المجتمع الدولي لإيقاف هذه الجرائم الصهيونية ووضع حد لها.
ثامناً: يؤكد العلماء أمام المخاطر المحدقة بالأقصى على مجموعة من الثوابت المتعلقة بالأقصى والتي لا يجوز تجاوزها بحال من الأحوال: -الثابت الأول: أن المسجد الأقصى من الناحية الشرعية هو كل ما دار عليه السور، وأن قدسيته واحدةٌ لا تتجزأ، وهو أحد أقدس مساجد الأمة الثلاثة.
- الثابت الثاني: أن المسجد الأقصى بكامل مساحته المذكورة أعلاه إسلامي خالص لا يقبل القسمة ولا المشاركة، وأن إدارته وصيانته وإعماره بما في ذلك أسواره الخارجية يجب أن تبقى لجهة إسلامية حرة الإرادة، هي اليوم الأوقاف الإسلامية في القدس.
لقد أرسلت
- الثابت الثالث: أنه ليس لأتباع أي دين من "حق" مفروض في زيارة المسجد الأقصى أو دخوله عنوة، أو ممارسة أي طقوس دينية فيه، وأن أداء الطقوس غير الإسلامية فيه هو عدوان وجودي يستحق أن يواجه بكل أشكال المقاومة الممكنة، وأن هذه المقاومة جهاد في سبيل الله.
- الثابت الرابع: أن دخول أي مسلم إلى الأقصى من بوابة اتفاق "أبراهام" سيء الذكر، الذي ينص على حصر القدسية الإسلامية في المسجد القبلي وقبة الصخرة، ويعد ساحات الأقصى مساحات مشتركة بين مختلف الأديان؛ هي عدوانٌ على الأقصى يستدعي الرد والمنع؛ بدءًا بالنصيحة والموعظة الحسنة، وانتهاء بالمنع بالقوة، وإننا ندعو إخواننا وأهلنا في شعوب الدول التي حالفت أنظمتها المحتل من بوابة اتفاق "أبراهام" أن يقاطعوا زيارة الأقصى مهما كانت مسوغاتها، لأن زيارتهم له تحت سقف الاتفاق تغيير لهوية المسجد وضربٌ لثوابت الأمة الإسلامية.
- الثابت الخامس: وجوب دعم المرابطين والمجاهدين بأدوات فاعلة ومباشرة، ماديا ومعنويا مما يمكنهم من القيام بواجبهم والثبات على أرض بيت المقدس والدفاع عن المسجد الأقصى. وفي الختام نوجه التحية والتقدير لكل من ساهم ويساهم في الذب عن مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، وليعلم الجميع أن الله تعالى منجز وعده وأن التحرير قادم، والموفق من استعمله الله في ذلك، والخائب من استبدله.