شارع أكثر ما يميزه الألوان، شارع الخيامية بمصر القديمة، أقدم الشوارع في مصر تاريخياً في صناعة الأقمشة الملونة والخيام، تخصصت الورش به في هذا النوع من التراث الفني العريق. وهذا الشارع موجود منذ عصر الفاطميين، ويتكون من طابقين، وقد كان باب زويلة يغلق ليلاً ويفتح نهاراً.
ويذكر أنه يسمح للتجار بالدخول صباحاً لمباشرة أعمالهم وأماكن الورش التي نتحدث عنه الآن؛ كانت قديماً إسطبلاً للخيول والطابق الذي يعلوه كان أماكن لمبيت التجار الذين يأتون من المغرب والشام، وقد كان لهؤلاء التجار خيام يستخدمونها في سفرهم، وكانوا يعملون على إصلاحها في تلك المنطقة، كما كان يحرص كل منهم أن تختلف خيمته عن الخيام الأخرى ومن هنا بدأت مهنة الخيامية.
يقول عم حسن محمود: "50 عاملاً ورث هذه المهنة عن والده، وهذه المحال عن والده، ووالده عن جده، نبدأ برسم التصميم الذي سيتم تنفيذه على القماش وغالباً ما يستخدم قماش التيل لأنه سميك ثم يقوم بتخريم الرسم وتوضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش".
ويحكي حسن: "هنا نبدأ عملية التطريز؛ إذ يقوم الفنان بقص وحدات القماش وتطريزها مع بعضها بعضاً، وقد نقوم بعمل ما يسمى تفسير، وهو عبارة عن حياكة خيوط فوق القماش".
يضيف: "وذلك لعمل الملامح إذا كان التصميم عبارة عن منظر طبيعي من أجل إضفاء روح على التصميم، وغالباً ما تكون التصميمات إما فرعونية أو إسلامية، بالإضافة إلى مناظر طبيعية".