الإيرانيون يعملون على إشعال انتفاضة جديدة في الضفة وداخل إسرائيل

افرايم-غانور.jpg
حجم الخط

بقلم: أفرايم غانور

 


فشلت كل المحاولات الإيرانية لتنفيذ عمليات ثأر من إسرائيل في السنة الأخيرة أو صفيت وهي في مهدها.
وفي أزمتهم للقيام بالثأر توجه الإيرانيون إلى القناة الفلسطينية، القريبة من البطن الطري والهش لإسرائيل. وذلك انطلاقا من المعرفة والفهم بأن "حماس" و"الجهاد" على حد سواء غير قادرتين على العمل اليوم من داخل قطاع غزة بسبب منظومة الدفاع الناجعة التي أقامها الجيش الإسرائيلي أمام القطاع، وكذا بسبب الرد الحاد والحاسم الذي سيوقعه على القطاع في كل محاولة كهذه.
من هنا أصبحت الضفة الساحة الإيرانية لتنفيذ أعمال ثأر ضد إسرائيل، وأساسا للاستنزاف وضعضعة الحياة في إسرائيل بوساطة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" للأسباب التالية، الواضحة لكل عين. بداية بسبب القرب والمحاذاة للبلدات، وللمستوطنات، ولقلب الدولة. ثانيا، يصل آلاف الفلسطينيين كل يوم إلى البلدات الإسرائيلية والى مركز الدولة لغرض العمل والتجارة. إضافة إلى ذلك، فإن مخيمي اللاجئين عسكر وبلاطة في نابلس، وتلك التي في جنين، في طولكرم وفي العروب، في الدهيشة، في قلنديا، وفي الفارعة في منطقة طوباس وفي الجلزون هي "دفيئات إرهاب" مشحونة بالفقر والكراهية لإسرائيل. وهذه أرضية مريحة لتجنيد "المخربين" من داخلها.
سبب إضافي هو السلطة الفلسطينية المكروهة والمصابة بالفساد، والتي تعيش منذ زمن بعيد صراعات قوى داخلية، وفقدت مكانتها وقوتها، حيث تترك الميدان لنشطاء "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وهؤلاء يعملون هناك بوساطة ملايين الدولارات التي تضخ من إيران – "حزب الله" لتجنيد "مخربين مأجورين" يتلقون منحا على النجاحات، وللتزود بالوسائل القتالية.
كما يحاول الإيرانيون استغلال الضائقة الاقتصادية التي تعاظمت منذ بداية "كورونا" وانعدام الأمل واليأس لدى عشرات آلاف الشبان الفلسطينيين، إلى جانب الكراهية المتزايدة لإسرائيل التي يزعم أنها تدنس "الأقصى" ـ والكراهية التي "تحقن" دون توقف في أوردة الشبان الفلسطينيين. ويشكل هؤلاء محفزا ممتازا لتجنيد "المخربين"، وجعلوا الضفة عمليا مركزا لـ "الإرهاب" ولتجنيد الشبان لأهداف "الإرهاب" لقاء المال.
خلق كل هذا على مدى الاشهر الأخيرة، بمعونة رؤساء الخلايا ونشطاء التجنيد الذين يتلقون التوجيهات من غزة، شبكة "إرهاب" واسعة آخذة في الانتشار كالنار في الهشيم بمعونة الشبكات الاجتماعية. كل ذلك من تحت أنف جهاز الأمن الإسرائيلي ومن خلال المال الإيراني الذي يضخ إلى الضفة إلى جانب تعليمات "الإرهاب" التي تأتي من غزة.
بالتوازي، يبذل هذا "الإرهاب" الإيراني جهودا جبارة بمعونة المراكز في قطاع غزة لتوسيع هذا النشاط باتجاه إسرائيل ولخلق واقع مشابه لذاك الذي في الضفة في تجمعات "عرب إسرائيل" أيضا – المدن المختلطة، المدن والقرى العربية ومطارح البدو في الجنوب وفي الشمال.
يدور الحديث عن أعمال موجهة أساسا لتلك الجهات الإجرامية ممن يعملون اليوم في الوسط العربي والمزودين بسلاح كثير ويعرفون كيف يعملون حيال حماة القانون داخل دولة إسرائيل.
يدور الحديث عمن يضعضعون كل يوم تقريبا الأمن الشخصي للكثيرين في دولة إسرائيل. غير أنه لقاء حفنة دولارات سيكونون مستعدين وقادرين على أن ينفذوا في أراضي دولة إسرائيل أعمال "إرهاب" قاسية، فتاكة، وغير متوقعة.
لا شك بأنه أمام ناظرينا نشأ هنا واقع جديد ومقلق لم نشهد له مثيلاً منذ الانتفاضة الثانية. من هنا مثلما كان كفاح الجهاز الصحي في ذروة جائحة "كورونا"، هكذا فإن جهاز الأمن بكل مستوياته ملزم بأن يقف بإلحاح وبكامل القوة لمواجهة شكل "الإرهاب" الجديد هذا، الذي حسب كل المؤشرات يأتينا من إيران. وذلك من خلال "تطعيمات ناجعة وفورية" بدايتها يجب أن تكون في قطاع غزة حيث يرتاح بأمان ماسكو الخيوط ممن يحاولون زعما عرض القطاع اليوم كمنطقة نقية من كل شائبة ولا صلة له بما يجري في الضفة.
بالمقابل من الواضح أن الجيش الإسرائيلي سيضطر ليعمل هنا بكامل قوته حيال إهمال السلطة الفلسطينية تجاه تلك الأشكال الجديدة من "الإرهاب"، التي ولدت لنا هنا، مؤخراً، وخير ساعة المبكرة. وذلك كون هذا الشكل من "الإرهاب" ينتشر بشكل سريع. المحاولة الأخيرة لوضع عبوة ناسفة على سكة الحديد في الشمال هي مؤشر واضح على ما ينتظرنا: "إرهاب" من اتجاهات جديدة.

عن "معاريف"