شارك المئات من المواطنين، مساء اليوم الجمعة، في حفل تأبين شهداء مدينة جنين الأربعة، الذين ارتقوا خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، الأربعاء الماضي.
وتخلل الحفل، عرض عسكري شارك فيه مقاتلون من كتائب القسام وفصائل المقاومة، حيث جابوا شوارع المدينة، وصولًا إلى بيت عزاء الشهداء، بحضور فتحي خازم، والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن خازم.
وتوعدت كتيبة جنين بكافة أذرعها في كلمة لها، قوات الاحتلال، مضيفةً أنّها أعدت للاحتلال العدة حال اقتحامه المخيم.
وقالت: "سنزرع الرعب في قلوبكم وأنتم متحصنون وإن تلمس أرجلكم الأرض سنمطركم بالرصاص"، مؤكّدةً أنّ "حربنا معكم حرب دين وعقيدة وستخرجون منها اذلة وسنجعلك من جماجمكم سلما نصعد به إلى الجنة".
من جهته، دعا المطارد فتحي خازم، إلى الوحدة ورص الصفوف للوقوف صفًا واحدًا في وجه الاحتلال، معتبرًا مقاومته واجب شرعي وديني.
وأكد خازم، أهمية القتال تحت راية " لا إله إلا الله "، ونبذ الفرقة والخلافات، مستعرضًا العديد من الدروس و العبر المستوحاة من الدين و التاريخ الإسلامي وسيرة الرسول عليه السلام، في الشهادة والشهداء، الذين عاهد بالمضي على خطاهم حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وزوال الاحتلال.
وحيّا المشاركين في الوقفة الجماهيرية وعوائل الشهداء، داعيًا المواطنين في كل مكان لفتح منازلهم، وتحويلها لحاضنة للمقاومين.
بدوره، دعا عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، أبناء شعبنا للوحدة على خيار المقاومة وخلف المقاومين والمجاهدين وحماية ظهورهم، مطالبا شباب فلسطين أن يثوروا ثورة رجل واحد في وجه المحتل.
وقال الحية في كلمة له خلال الحفل: "نبرق لكم بالتحية من عرين أسد المقاومة في غزة، ونشد على أياديكم، ونقول لكم نحن معكم وخلفكم وأمامكم وبجانبكم، صوتنا صوتكم وسلاحنا سلاحكم وهدفنا واحد وعدونا واحد".
وأضاف: "اليوم ونحن نؤبن شهداء جنين ومن قبلها كوكبة قضت في سبيل الله من قلب غزة المحاصرة وغزة القسام التقت صواريخنا مع زغاريد رصاصنا في ضفة العياش".
وبعث بالتحية العاطرة إلى مخيم جنين ومقاوميها، قائلاً: "من كتائبنا المظفرة ومن مقاومينا الأشاوس وغرفة العمليات المشتركة التي جمعت قادة المقاومة وفصائلها في غزة".
وتابع: "نزف الشهداء ونسعد بالمجاهدين ونفخر بعوائلنا الكرام والقامات الوطنية التي يمثلها أبو رعد خازم الذي يعيد صورة القائد الفلسطيني الذي يجود بفلذات أكباده نحو القدس، رخيصة في سبيل الله".
وأكد أن فلسطين تستحق منا كل دم وكل صبر وكل غال ونفيس، وأن شعبنا الفلسطيني يتوق للحرية، مؤكدا أننا أصحاب قضية عادلة سندافع عنها ونقاتل من أجلها، ولن يثنينا عن ذلك جسامة التضحيات ولا عظم النكبات ولا كثرة المؤامرات.
وختم الحية بقوله: "نعاهد الله ثم نعاهدكم وشهداءنا أن نبقى ممتشقين للسلاح، مقاومين للعدو، نضربه في كل مكان حتى نحرر أرضنا".