تناول الأسماك خلال فترة الحمل من الأمور المسموح بها؛ لما يحويه من عناصر غذائية مفيدة، ولكن هناك شروطاً على الحامل الانتباه إليها وأخذها بعين الاعتبار خوفاً من المضاعفات التي قد تضر بها وبالجنين أيضاً. في هذا التقرير نتعرف إلى فوائد السمك للحامل، وأسباب الحساسية منه، وظواهرها، وأنواع السمك التي يجب تجنبها، والأخرى المسموح بتناولها، وطرق الوقاية من الأضرار.
1-فوائد السمك للحامل والجنين
- محتوى السمك يُزوِّد جسمَ الحامل بالعديد من العناصر الغذائيّة المفيدة؛ فهو يُعدُّ من أغنى الأطعمة بفيتامين «ب12»، وفيتامين «د»، بالإضافة إلى محتواه من البروتين، والحديد المُهمُّ للرُّضَّع، والأطفال، والنساء الحوامل أو اللاتي من المُحتمل حملهنَّ.
- كما يحتوي على بعض المعادن الأخرى؛ كالسيلين يوم، والزنك، واليود، ومن المعروف أن السمك وغيره من المأكولات البحرية من المصادر الرئيسية للحمض الدهني «أوميغا-3».
- والّذي يُعدُّ المكوِّنَ البنائيَّ الأساسيَّ للدماغ، وعنصراً ضرورياً في تكوين العين، ويرتبط استهلاك مُكمِّلات هذا الحمض الدهني في وقتٍ مُبكِّرٍ أو قصير قبل الولادة في احتمالية تعزيز نمو الطفل. ويجب التّنبيه إلى أن فترات ما قبل وبعد الولادة تُعدُّ مُهمَّة لتكوين الأنسجة العصبيَّة.
2- قلق من تناول السمك
- تحتوي معظم الأسماك على سم عصبي، واستهلاك الأسماك المحتوية على مثل هذه السموم تؤدي إلى تراكمها في الجسم؛ ما يسبب مشكلات في الجهاز العصبي، لذلك يجب تجنب الأسماك التي تحتوي على مستويات عالية من الزئبق في أثناء الحمل.
- يمكن أن تظهر حساسية الأسماك عند النساء الحوامل على شكل غثيان وقيء وتفاعلات جلدية وما إلى ذلك.
- مخاطر السمك مصدرها الزئبق، حيث إن تناول الحامل للأسماك الغنية بالزئبق بانتظام. من الممكن أن يجعل الأم والجنين عرضة لمخاطر الزئبق المحتملة.
- والسبب أن مستويات الزئبق تبدأ بالارتفاع في جسم الحامل، وينتقل الزئبق المتراكم إلى الجنين من خلال المشيمة.
- كما أنه من الأضرار المحتملة للحامل من الأسماك الغنية بالزئبق؛ أنه قد يرفع من فرص إصابة الحامل بفشل الجهاز التناسلي، والولادة المبكرة، والإجهاض.
3- أضرار الزئبق على الجنين
يشكل تناول الأسماك الغنية بالزئبق خطورة على الجنين بشكل خاص خلال الشهرين الثالث والرابع من الحمل؛ ففي هذه المرحلة تحديداً يكون جسم الجنين أكثر حساسية تجاه الزئبق.
- ومن هذه الأضرار المحتملة للجنين، حدوث تلف في دماغ وأعصاب الجنين، ولا تتم ملاحظته عند ولادة الطفل، بل يظهر بعد فترة على هيئة أعراض مثل: تأخر الطفل في بلوغ بعض المراحل التنموية.
- مثل المشي واضطرابات النطق أو مشكلات الذاكرة، وكذلك اضطرابات في بعض الحواس مثل: مشكلات العيون، ومشكلات السمع.
- كما تحتوي بعض أنواع الأسماك المعالجة على مستويات مرتفعة من الصوديوم، وتناول هذه الأنواع تحديداً قد يلحق الضرر بالأم وبجنينها؛ إذ قد يؤدي محتواها من الصوديوم لرفع فرص الإصابة بتورم الجسم لدى الحامل، وارتفاع مستويات ضغط الدم، ونشأة هذا النوع من المشكلات الصحية، قد يرفع كذلك من فرص إصابة الجنين ببعض المضاعفات الصحية.
- ولتلافي أضرار السمك للحامل يفضل تجنب الأسماك المعالجة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الصوديوم. كذلك الأسماك الغنية بالزئبق، مثل سمك أبو سيف وسمك القرش وسمك الماكريل الملكي، إضافة الى بعض أنواع الأسماك المدخنة، وأطباق الأسماك النيئة، مثل السوشي.
4-أسماك وأطباق بحرية يُسمح بتناولها
- وهي الأسماك التي يُعد مستوى الزئبق فيها قليلاً، مثل: السلمون والسردين والتونة المعلبة.
- أصابع السمك المجمدة؛ فهذه غالباً تمت صناعتها من أسماك تحتوي على كمية قليلة فقط من الزئبق.
- بعض أنواع الأسماك المدخنة، مثل الأسماك المدخنة المعلبة.
- كما يفضل استهلاك كميات قليلة جداً فقط من هذه الأصناف؛ لتلافي أضرار السمك للحامل.
5- إرشادات مهمة للحامل قبل تناول الأسماك
- ألا تتجاوز كمية الأسماك التي يتم تناولها أسبوعياً 2-3 حصص؛ أي كمية أقصاها 340 غراماً أسبوعياً.
- ضرورة تجميد الأسماك قبل طبخها؛ فالتجميد كفيل بقتل العديد من الملوثات التي قد تُوجد فيها.
- تجنب استخدام ذات الأطباق وأسطح التقطيع في أثناء التعامل مع الأسماك النيئة والمطبوخة؛ فهذا قد يجعل السمك المطبوخ عرضة للتلوث.
- تجنب تناول السوشي النيئ إذا لم يكن قد تعرض لهذه العمليات قبل تقديمه التدخين، والتجميد لمدة 24 ساعة على الأقل.
- إذا تناولت الحامل سمكاً تم اصطياده من بيئة محلية ملوثة، يفضل ألا تتناول أي حصة أخرى من الأسماك بعد ذلك لمدة أسبوع كامل.
- ضرورة طبخ السمك جيداً حتى تصبح درجة حرارته الداخلية 63 درجة حرارة مئوية على الأقل قبل تناوله.