يديعوت : هكذا يخدم "حل الدولتين" مصالح إسرائيل

حجم الخط

بقلم: شبتاي شافيت


في محيط سياسي يحظى فيه كل من يذكر شعار «حل الدولتين» على الفور بكل تعابير التنديد التي يحتويها القاموس العبري، ابتداء من وصف «خائن» وانتهاء بـ «نازي»، فإن الكلمة البليغة لرئيس الوزراء لابيد في الأمم المتحدة ليست أقل من استفزاز ضد حملة الإرهاب الجارية في الدولة ضد كل من يتجرأ على الإعراب عن تأييده لهذا الحل، ومحاولة إعادة موضوع النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى مركز البحث الجماهيري. بفعله هذا أبدى لابيد زعامة حقيقية متحررة من أي اعتبار سياسي. إذا كان لا بد من وصف خلاصة النزاع، فإن الكلمات الثلاث التالية تفعل ذلك: أرض، إنسان، دم. الأرض هي موضوع النزاع.
يدور الحديث عن قطعة أرض كانت لنا ومنها طردنا، بخراب البيت الثاني.
نجا الشعب اليهودي منذئذ وحتى قيام دولة إسرائيل في 1948 حتى بدون أرض إقليمية، ما يدل على أنه في حالتنا فإن الأرض ليست شرطا ضروريا لوجودنا كشعب. وبالنسبة لحدود الوعد الإلهي، في «العهد بين المفاصل» قيل: «في اليوم ذاته عقد ربنا لإبراهيم عهدا يقول لنسلك أعطيت هذه البلاد، من نهر مصر وحتى النهر الكبير نهر الفرات».
لا أتذكر بأن أي مندوب من شعب إسرائيل، علمانيا كان أو دينيا، عرض في مرة على محفل دولي مطلب الاعتراف بسيادة يهودية على قطعة الأرض التي بين نهر الفرات الذي في العراق ونهر النيل الذي في مصر، بدعوى أن هذا هو الوعد الإلهي الذي تلقاه شعب إسرائيل. الاستنتاج: ترسيم الحدود لدولة اليهود مفتوح للبحث.
الآن، إنسان ودم. لأسفنا الإنسان هو مواطنو إسرائيل اليهود، والدم هو دم يهودي سفك منذ 1860 – بداية الصهيونية العملية، وحتى كتابة هذه السطور – وذاك الذي سيسفك طالما بقي النزاع.
يزعجني أن بين فرسان «بلاد إسرائيل الكاملة» يوجد كثيرون جداً لم يفوا ولا يفون بواجباتهم المدنية الأساس لأمن الدولة وقوتها. وبصفتي إنسانا عقلانيا، احتاج لدليل تطبيقي للعلة التي بموجبها تعلم التوراة هو الذي يحمل وجود شعب إسرائيل.
وطالما لا توجد علة كهذه فاني ادعي أن صيغة الكلفة – المنفعة لأموال الضرائب التي أدفعها لا تبرر كلفة الجالسين على مقاعد بيوت الدراسة. وعندما أفكر بكل أدوات خريجي المدارس الدينية عند خروجهم إلى العالم الحقيقي، لا يمكنني إلا أن ابكي على نصيبي في تمويل تعليمهم.
في معادلة الإنسان والدم، لا يمكن التملص من السؤال الواجب: من هو ذو القيمة الأعلى الإنسان أم الأرض؟ لما كان الثمن أحادي القيمة للتمسك بـ «كلها لي» هو الدم، فالجواب واضح من تلقاء ذاته: قيمة الإنسان أعلى من قيمة الإرض. ولا يدور الحديث عن لعبة محصلتها الصفر: في صيغة حل الدولتين، يدور النزاع الحقيقي على نسب قليلة فقط من الأرض. إضافة إلى ذلك الناتج المحلي الخام الإسرائيلي اليوم يقترب من 50 ألف شيكل. ويقول الخبراء لي إن اقتصاد إسرائيل مع اتفاق دولتين سيقفز إلى ناتج محلي خام من 75 – 80 ألف شيكل وربما أكثر.
حذارِ أن نقتنع ممن يروي لنا صباح مساء أن إسرائيل هي القوة العظمى الأقوى في الشرق الأوسط، وفي الوقت ذاته يلقي علينا الرعب من «حماس»، «الجهاد الإسلامي»، والسلطة الفلسطينية، والدولة الفلسطينية.

عن «يديعوت»