كل الرجال بلا استثناء يميلون أكثر للمرأة اللينة المطيعة غير العنيدة، أما الزوجة العنيدة فغالب ا ما تعيش في خلافات حادة يكون سببها في الأصل مواضيع تافهة بين الزوجين، لكن العناد يكبرها ويزكي نارها لدرجة أنك تسمع الزوج الشاكي يقول: “زوجتي لا تح تمي ولا تطيعي وتتدداي وتعاندي بكل كبيرة وصغيرة”.
وانتبهي عزيزتي لأنه غالبا ما يبدث مثل هؤلاء الأزواج المشتكين عن امرأة مطيعة لينة في تعاملها وبسيطة ومن هنا تنشأ الزواجات المتعددة أو العلاقات المحرمة.
وأنا أرى كمتخصص أن الأمر ليس صعبا عليك أيتها الزوجة في أن تتخلي عن تلك الصفة وهي العناد والإصرار على تنفيذ رأيك، فالمواضيع لا تستدعي كل هذا الشدن والاصرار ودعك من أمثال خالتي) بمبا( القديمة والتي تقول) جوزك على ما تعوديه وابنك على ما تربيه( ولتتأكدي من صدق نصيدتي لك بالدليل استمعي لتعليق هذا الزوج.
يقول الزوج: طلبت من زوجتي عشرات المرات أن تقلل من كميات الأرز والخبز لابننا الصغير الذي زاد وزنه بشكل ملفت، ولكن زوجتي كانت ترى أنه لا حرج من اطعامه وعدم حرمانه مما يحب، مع العلم أن الطبيب حذرنا من السمنة المفرطة التي يتعرض لها ابننا ولكن لا حياة لمن تنادي.
أضف لذلك أني زوجها ويجب أن تطيعيي فيما أطلبه ما دمت لا آمرها بمنكر ولا معصية، لكن زوجتي ترى نفسها الأفهم والأعلم فلا تهتم لتوجيهاتي ولا تنفذها وتقلل من شأي دوما بذاك العناد أمام الأولاد وكأنها هي الرجل بالبيت. مما ولد شعورا نحوها من جهتي وهو أني ما عدت أراها إلا رجلا أمامي قويا عنيدا بل قبيلة رجال مجتمعين وليست أنثى مما دفعي – وأخبرتها بذلك- أن أهددها بالزواج بزوجة مطيعة وليست عنيدة فأنا أريد أنثى تسمع كلامي وتحتمي لأبادلها نفس الاحتام.
وبعد جلوسنا مع الزوجة تبين أنها بالحقيقة لديها كل ما يتمناه الرجل في المرأة كما جاء بالحديث الشريف من دين ونسب وعلم وجمال ومال، ولكن عيبها الوحيد هو العناد والاصرار على رأيها وتنفيذه حتى لو غضب زوجها، ومع الاسف تلك الصفة المذمومة جعلت الزوج لا يرى بقية المزايا الكثيرة التي عندها أتدرون لماذا؟
لأن عناد المرأة سلاح مدمر لإحساس الرجل باحتام زوجته له، تخيل عندما يقول لها مثلا : من فضلك قللي الميك آب عند خروجنا سويا فتد الزوجة أمام الأبناء بالرفض لطلبه والعناد والاصرار على ما تريد وتصر فتدرجه أمام الأبناء وتكسر رجولته وتشعره بأن رأيه هو والعدم سواء. مع هكذا طباع كيف سيكون حنونا عليها؟ وكيف سينمو ويكبر الحب بينهما؟كيف سيدتمها وهي لا تحتمه؟
إن العناد أيتها الزوجة الكريمة سرطان يصيب التقدير والاحتام بين الزوجين وبتكراره يقل الحب و يزيد الجفاء مما قد يوصل للطلاق رغم أن الأسباب قد تكون تافهة جدا وكما قال أجدادنا وما أروع نصائدهم:
(كبرها تكبر صغرها تصغر) فنحن بأيدينا أن نكبر المشكلة ولو كانت صغيرة وبأيدينا أن نصغر المشكلة ولو كانت كبيرة .ولا تقولي هو أيضا عنيد وأنا مثله، فالحياة لو بقيت بهذا الشكل دون تنازل من أحدنا فلن تدوم طويلا والعناد ليس حلا وتركه لا يعي التقليل من شأنك بل ترك العناد هو قمة قوتك وتملكك لقلب زوجك .