نشأت ملحم يؤسس لنمط جديد من العمليات في إسرائيل

20161001202803
حجم الخط

 عندما تصمت طبول الاحتفال بتصفية نشأت ملحم، سيبقى الجمهور الاسرائيلي مع سلسلة من الأسئلة المفتوحة حول أداء المخابرات والشرطة، سواء بالنسبة للعملية ام بالنسبة للمطاردة التي لم تنته إلا بعد اسبوع. زُج بملحم في الماضي في السجن الاسرائيلي، وكان يفترض أن يكون هدفاً للمخابرات. فقد سبق أن نفذ عملية – حتى لو كانت محاولته اختطاف سلاح من جندي وصفت بأنها «عمل جنائي»، وكان يعيش في بيت احتفظ فيه بسلاح مرخص. لقد نجح ملحم في تنفيذ عملية في قلب تل أبيب، والتملص من كل الحواجز، ببساطة لأنه لم تجر اقامتها في الوقت المناسب، وتنفيذ عملية قتل اخرى، هي ايضا في تل ابيب، على مسافة بضعة كيلومترات فقط من هناك. بعد ذلك اتخذ بسهولة سيارة ومعه سلاحه مخبأ في حقيبة، وعاد الى عرعرة. عندما يترسب غبار عملية مقاتلي وحدة «يمام» الخاصة والوحدة التنفيذية للمخابرات في عرعرة، والتي بالمناسبة نفذت في «المناطق» أعمالا أكثر تعقيدا بكثير، ستكون هناك حاجة لفهم ما هو حجم المساعدة التي تلقاها ملحم. فمنذ يوم العملية كان يتواجد في حيه السكني. ويحتمل أن تكون المخابرات قد علمت بذلك بيقين بعد 48 ساعة فقط، ولكن من الواضح في كل الاحوال أن هذا وقت كاف للحصول على مؤشرات من الميدان على مكانه. للمخابرات قدرة معروفة للوصول الى هواتف خلوية ومتابعة تاريخها. يمكن أن نعرف بسهولة أين كان كل جهاز في لحظة معينة. وإذا كان احد ما ساعد «المخرب» في الهروب من تل أبيب الى عرعرة فمن المعقول الافتراض بانه كان يحمل خلويا. والعقل يقول ان البحث عن ذاك الجهاز الذي «سافر» يوم الجمعة في هذا المسار كان كفيلا بان يدفع التحقيق الى الامام. عرعرة ووادي عارة هما المكان الاول الذي كان ينبغي التفتيش فيه. فقدر كبير من الاشخاص كانوا يعرفون عن مكانه، ساعدوه، حرصوا على توفير الطعام والشراب والاختباء له. ولكن تبين ان الغطاء الاستخباري للمخابرات في المنطقة أقل جودة مما هو في الضفة، حيث توجد للجهاز سيطرة استخبارية ممتازة – تكنولوجية وشخصية أيضا. فهل في هذه الفترة الزمنية استدعت المخابرات للتحقيقات الاشخاص المناسبين؟ اين كان عملاء الجهاز داخل الوسط العربي؟ فملحم ليس «المخرب» الكلاسيكي. والمقارنة البائسة التي أجراها، أول من أمس، وزير الامن الداخلي جلعاد اردان مع تصفية الاميركيين لبن لادن لم تكن في مكانها. تشير المحافل المهنية العليا الى نمط جديد من عمليات الالهام التي يتعين على اسرائيل أن تتصدى لها. فملحم سيكون لهذه العمليات رمز النجاح: بدون شبكة، بدون توجيه، بدون مرسلين، ومثلما تصف المخابرات ذلك مع خلفية دينية قومية فقط. وهؤلاء «مخربون» يتصرفون كذوي سوابق فارين. هذا النمط يستدعي تكييف الشرطة والمخابرات نفسهما مع التهديد الجديد. المفتش العام للشرطة، روني ألشيخ، يعطي انطباع التعيين الناجح الذي يجلب معه أساليب عمل وادارة من المخابرات. غير أن هذه بحاجة الى تكييف، ولاسيما في السلوك امام الجمهور وفي اطلاعه على آخر الاحداث، إذ ليس كل ما كان صحيحا في المخابرات، جيدا للشرطة. من المسموح له أن يحرم الصحافيين من المعلومات، لكن من المحظور عليه أن يستخف بالمواطنين. عن «يديعوت» -