للإسرائيليين: رغم ارتفاع الأسعار.. اشكروا من كان سبباً في تقدمكم على أوروبا

حجم الخط

بقلم: سارة هعتسني كوهن

في هذا الخريف، على مواطني إسرائيل أن يقولوا آسف وشكراً لشخصين: وزير الطاقة الأسبق يوفال شتاينتس، ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو. فقد أجازا مخطط الغاز، وبفضلهما نتمتع بأمن طاقة وأسعار معقولة، بينما أوروبا عاصفة.
من الصعب قول شكراً على شيء ما منع، لكن يكفي إلقاء نظرة إلى أوروبا، حيث أسعار غاز مرتفعة، وتضخم مالي يناطح السماء، كي نفهم كم نحن مدينون لهما على إصرارهما، على فهمهما الاستراتيجي، على صمودهما في وجه الضغوط وعلى التصميم. فبدون إصرار شتاينتس ونتنياهو، لبقي الغاز في قلب البحر.
أتذكرون حملة “سطو الغاز”؟ دارت ضدهما حملة شخصية، بشعة ومشهرة، في ظل استخدام كماشة ضغوط هائلة، بينما كانت الرسالة الرئيسة أنهما تعاونا مع أرباب الغاز ضد الجمهور. الحملة، التي قادتها منظمات مدنية، ونشطاء سياسيون ونواب، كانت إحدى الحملات السامة. بعض من قادتها حلوا بعد ذلك نزلاء في بلفور، في مظاهرات فقط لا بيبي.
النواب السابقون: ميكي روزنتال، تسيبي لفني، زهافا غلئون، هتفوا ضد مخطط الغاز، وبالغت النائبة السابقة شيلي يحيموفيتش حين أعلنت أنه “من الأفضل للغاز في لافيتان أن يبقى في الأرض، هناك ما يكفي في تمار”. حركة جودة الحكم، وهي منظمة سياسية تحت غطاء العدالة، وصفت شتاينتس “يوفال المبلبل” واتهمته بأنه يضلل الجمهور ويقف إلى جانب شركات الغاز، وصدحت بين الرسائل رسالة تقول إن المخطط هو الذي يمس بأمن إسرائيل الطاقوي. كلهم معاً التمسوا إلى العليا، لكن نتنياهو وقف بشكل شاذ كي يدافع عن المخطط. العليا من جانبها شطبت أحد البنود، لكن المخطط انطلق.
بعد أن أجازت الكنيست المخطط، قال نتنياهو: “عندما أريد تحقيق شيء أحققه، سيكون لإسرائيل غاز. أريد هذا لمواطني إسرائيل لتخفيض غلاء المعيشة، لضخ مال هائل لصندوق الدولة، لأمن الطاقة”. أما شتاينتس فأضاف: “نحن، دولة إسرائيل، الإداريين النظاميين، بدلاً من أن نطلق مخططاً كهذا قبل بضع سنوات وننطلق على الدرب، انشغلنا بالنزاعات وبالجدالات”.
والآن انظروا إلى أوروبا. صحيح أن السعر في إسرائيل يبلغ 5 دولارات لوحدة الحرارة حتى آب 2022، والولايات المتحدة 9 دولارات، لكن في أوروبا يتراوح بين 63 و92 دولاراً. قبل الشتاء القادم، أعلنت مكتبات عامة ومتاحف في بريطانيا بأنها ستفتح أبوابها للسكان ممن لا يتمكنون من السماح لأنفسهم بتدفئة بيوتهم. توقفت مصانع الإنتاج في ألمانيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز، وبدأت بريطانيا تغلق أعمالاً تجارية، إذ لا تملك ما تدفعه لحساب الكهرباء في الشتاء. أما نحن في إسرائيل، وإن كنا نعاني من ارتفاع في الأسعار عالمياً، وارتفاع في أسعار الغذاء والكهرباء، ولكن عندما ننظر إلى أوروبا نفهم عظمة المعجزة البشرية التي تمت هنا.
تحظى إسرائيل بأمن طاقة، وهذا ليس أمراً مفهوماً من تلقاء ذاته، وخصوصاً حين نتذكر الضغوط التي شنت على المخطط. ليس هناك ما ننتظره من رواد حملة “سطو الغاز”. أما مواطنو إسرائيل فينبغي أن يتذكروا التسونامي الذي لم يأتِ، ويقولوا شكراً.

إسرائيل اليوم