العلمانيون الجدد " في العالم العربي

حجم الخط

بقلم: د. اياد البرغوثي

 

هذا المقال ليس للانتصار لأي من الدين أو العلمانية ولا للمفاضلة بينهما، كذلك هو ليس للبحث في السياق ‏الذي ظهرت فيه العلمانية بأشكالها المتعددة، ولا في الارتدادات التي تحدث في كثير من الأحيان من أشكال ‏معينة من الإيمان- أو اللا ايمان- بحيث تنعكس سلبا على العلاقات الاجتماعية بين الناس.‏


انه مقال يحاول تشخيص حالة يذهب فيها المثقف "العلماني" (هذه المرة) بعيدا عن جوهر مهمته في الدفاع ‏عن حرية الاختيار الى نوع من الادلجة تحمل ضررا فادحا على الشعب والأمة، حالة يبدو فيها المثقف الذي ‏يفترض فيه الحرص على قضايا شعبه الكبرى رأس حربة في تمييع، وربما ضياع تلك القضايا.‏


تجلت العلمانية لدى روادها في المنطقة العربية تاريخيا بمواقف تجاه قضايا ربما كان التدين، والموقف من ‏الدين اجمالا أقلها حضورا. فالعلمانية أساسا هي موقف من الدولة، او حالة للدولة يصفها كثيرون بالمدنية، ‏بحيث تساوي بين مواطنيها ولا تفرق بينهم خاصة لإعتبارات تتعلق بايمانهم الديني. وهي في هذا المجال ‏موقف مضاد للنظام الذي يلجأ احيانا لاستخدام الدين في تثبيت شرعيته وفرض هيمنته وممارسة استبداده.‏


وهي، أي العلمانية، موقف من الحرية، أو حالة ارتبطت بالحرية خاصة الحرية الدينية وحرية المعتقد. ‏


وهي حالة ارتبطت بحركة التنوير، والموقف المنحاز للعقل والعقلانية والتحرر من الأوهام في العلوم ‏والمواضيع التي تتطلب ذلك. كما ارتبطت بالانفتاح على الثقافات الأخرى.‏


هي ليست ايديولوجيا ولا ينبغي لها أن تكون، تماما كما هو الدين. وبالتالي فهي تجارب وثقافات مختلفة من ‏دولة لأخرى في تلك الدول التي تعتبر علمانية.... خاصة في علاقتها مع ظاهرة التدين.... فعلمانية فرنسا ‏التي تعاملت مع مظاهر التدين بشكل حاد، اختلفت عن التجربة الانجليزية التي يعتبر الملك فيها رأسا ‏للكنيسة الانجليكانية، كما اختلفت عن التجربة اليابانية التي يعتبر فيها الامبراطور الها بشكل او بآخر.‏


العلمانيون الأوائل ‏
منذ نشأة الحركة العلمانية في المنطقة العربية في أواخر القرن التاسع عشر لم تأخذ موقفا محددا من الإيمان ‏الديني، بل كان الموقف الأبرز هو رفض نظام الحكم المتمثل بالاستبداد السياسي، وأدى الى صدام مع ‏حكومات ومؤسسات (بما فيها مؤسسات دينية) ليس على قاعدة قبول الدين أو رفضه إنما على قاعدة سياسية ‏بالأساس.‏


عند النظر الى أهم العلمانيين الأوائل أو حتى من اولئك الذين شكلوا جيلا ثانيا وثالثا من العلمانيين العرب ‏من أمثال علي عبد الرازق، فرح انطون، سلامة موسى، طه حسين، احمد لطفي السيد، قاسم امين، انطون ‏سعادة، محمود امين العالم، والجابري وعبدالله العروي وكثيرين غيرهم نجد اختلافا كبيرا في مواقعهم من ‏الدين، منهم رجل الدين ومنهم غير المتدين، منهم المسلم ومنهم المسيحي، إلا أن ما جمعهم أنهم كانوا اساسا ‏دعاة لنهضة الأمة، وآمنوا بوحدة الأمة وقضاياها، وتبنوا حقوق الإنسان بما فيها حقوق المرأة وحرية الفكر ‏وتبني العقلانية، وشكلوا كل بطريقته حركة تنويرية ترفض الدولة المغلقة، وتدعو للدولة المدنية ولعلاقة " ‏سليمة " بين الدين والسياسة.‏


رواد من أمثال الشيخ جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وفي مرحلة لاحقة مفكرون من أمثال ‏الدكتور حسن حنفي، استندوا الى خلفيتهم الدينية في محاولة لإيجاد حركة إصلاح ديني تنحاز للإنسان ‏وترتقي به. وحتى مفكرون وناشطون من أمثال رفعت السعيد وفرج فودة الذين اشتهروا بنقدهم للمؤسسة ‏الدينية وسلوكها السياسي والاجتماعي، وكذلك لبعض حركات الاسلام السياسي ولم يذهبوا للحديث عن ‏إيمان الناس وتدينهم ومقدساتهم ورموزهم الدينية. هؤلاء جميعا تعاملوا مع مواضيع الانسان والنهضة ‏والتقدم والحداثة.

 

 ومع الدولة والحرية والعلم وحتى الدين بأخلاق وباحترام للتعددية وتفهم للتجارب المختلفة ‏للبشر. كما أن مواقف اولئك الذين عاصروا القضية الفلسطينية منهم كانت مع الحق الفلسطيني، وكانوا ضد ‏اسرائيل كدولة صهيونية تشكل رأس حربة للإمبريالية في المنطقة.‏


العلمانيون الجدد
تسمية العلمانيون "الجدد" ليس لها علاقة بجيل معين من العلمانيين في الفضاء العربي، بقدر ما هي محاكاة ‏لتسمية "المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة الأمريكية اساسا، لها مدلول فكري ايديولوجي اكثر من ‏علاقة بزمن معين، وهي تتحدث عن فئة من العلمانيين انفصلت عن النهج التقليدي لرواد العلمانية في ‏المنطقة، ومثلت "اصولية" علمانية في مقابل اصولية دينية، حيث ساهم الطرفان معا في ضرب العقلانية ‏والوطنية بشكل او بآخر.‏


من المهم التوضيح أن كثيرا من العلمانيين الآن ما زالوا على نهج اسلافهم الأوائل ديمقراطيون وطنيون ‏‏"مسؤولون". قلة من العلمانيين الآن هي من ذهبت باتجاه العلمانية "الجديدة " التي تخلت عن الصفات ‏السابقة للعلمانيين الأوائل وذهبت نحو "ليبرالية" وضعتها في مكان آخر مختلف.‏


قبل الحديث عن مآخذنا على بعض افكار هؤلاء العلمانيين الجدد لا بد من الاقرار أن لدى الكثيرين منهم ‏انتاج فكري يستحق الاهتمام واحيانا التقدير، الا أن بعض الطروحات والأفكار والمواقف اللافتة، جعلتهم ‏يختلفون عن العلمانيين التقليديين الذين حملوا مشروع نهضة الأمة، ليكونوا "ادوات" في مشاريع مضادة، ‏ارادوا ذلك ام لم يريدوا.‏


على عكس العلمانيين "التقليديين" الأوائل الذين لم يتطرقوا الى الدين في ذاته، ولم يعتبروا العلمانية ‏ايديولوجيا مطلوب من المجتمع أن يتبناها ويؤمن بها، ذهب العلمانيون الجدد الى أدلجة العلمانية، وإلى ‏دعوة الأفراد لتبنيها بدل أن تكون دعوة لعلمنة الدولة. هذا قسم العالم من وجهة نظرهم الى مؤمنين وغير ‏مؤمنين، متدينين وغير متدينين، وبذلك أسست لصراع أبدي بين البشر، تماما كما فعلت التطبيقات ‏الاصولية للأديان، بدل أن يكون التقسيم الطبيعي للبشر هو ظالمين ومظلومين، مضطهدين ومضطهدين، ‏مستغلين ومستغلين.‏


كما فعلت بعض المؤسسات الدينية أو اتباعها التي "احتفلت" كلما اشهرت اسلامها "شغالة" في السعودية، ‏يبتهج العلمانيون "الجدد" إذا تخلى متدين عن دينه. هم يتابعون بشغف ازدياد نسبة الملحدين في البلاد ‏العربية، ويقلقون إذا ما تناقصت هذه النسبة، تماما كما يفعل الجانب المقابل عندما يزداد المتدينون أو ‏ينقصون ... هما وجهان لعملة واحدة. هذه المسألة، ازدياد أو نقصان المؤمنين أو غير المؤمنين، ليست هي ‏ما يشغل بال العلماني الحقيقي الذي هاجسه منسوب الحرية أكثر من منسوب التدين أو عدمه.‏


من أبرز مظاهر الذهاب بالأصولية الدينية الى مداها الأقصى في الحالة الاسلامية هو ما ذهبت اليه بعض ‏الانتلجنسيا الدينية في ما يتعلق بما سمي "اسلمة العلوم"، وهو محاولة تطبيق قواعد الفكر الديني ومعطياته ‏على مناهج البحث العلمي، وهذا يصل بصاحبه الى الاستنتاج أن كل ما هو مكتشف أو سوف يكتشف علميا ‏موجود في الدين سلفا. في مقابل ذلك، أي في مقابل ذهاب تلك الانتلجنسيا الدينية الى أن قوانين العلم يجب ‏أن تكون خاضعة للدين، انشغل العلمانيون الجدد بمحاولة البرهان العقلي على "لا عقلانية" الايمان. لقد ‏حاول الاصوليون العلمانيون، تماما كما حاول الاصوليون المتدينون تجيير كل مساحة حياة الانسان المادية ‏والروحية لاعتباراته دون أن يحاول أن يفصل بين آليات عمل العقل والعلم والجانب الروحي من الانسان.‏


حاول العلمانيون الجدد، بل وضعوا معظم جهدهم لأثبات "لا عقلانية" الإيمان واعتبروا ذلك انجازا عظيما، ‏فذهبوا الى تفاصيل التفاصيل في مسائل الاسطورة والمعجزات وناقشوا عدم معقوليتها في ضوء "المنطق" ‏العلمي... ناقشوا الإسراء والمعراج في ضوء قوانين الجاذبية وسرعة الضوء، وناقشوا عذرية السيدة مريم ‏بقوانين طب النساء. ربما من الضرورة بمكان أن نعود لابن رشد لمعرفة مدى ضرورة وضع العلم والإيمان ‏كل في سياقه.‏


إن الدراسات التي تتعلق بالظاهرة الدينية وبالفكر الديني وفلسفة الدين وسوسيولوجيا الدين التي يقوم بها ‏مختصون متدينون أو غير متدينين هي دراسات في غاية الأهمية نظرا لما للدين من تأثير هائل على اعداد ‏واسعة من الجماهير.

 

 لكن بعض العلمانيين "الجدد" يذهبون لدراسة بعض الأمور التي من الصعب فهم ‏جدواها الا من باب "المماحكات" الفكرية... فماذا يعني ان تدرس إن كان الخمر قد حرم في الإسلام أم لم ‏يحرم؟، وماذا تفيد دراسة علاقة النبي بزوجاته على سبيل المثال.‏


لكن مثل هذه الاهتمامات التي يغلب عليها الطابع الطفولي في الكثير من الأحيان، ليست هي الأخطر في ‏الفكر والممارسة لدى العلمانيين الجدد. بل بالإمكان ملاحظة بعض "الخطايا" التي يتبناها وينظر لها بعض ‏رموز العلمانية الجديدة ومنها
‏- غياب المسؤولية الثقافية لدى كثير من هؤلاء... فعلى المثقف الاهتمام ليس فقط بصدق أو حقيقة ما يقول، ‏بل ايضا بما يترتب على ما يقول وتأثير ذلك القول. ضمن ذلك يتناول العلمانيون الجدد -يوسف زيدان ‏مثلا- مواضيع تشكل رموزا للأمة وينفي صحتها أو يعمل على الإساءة لها والتقليل من هيبتها مثل قوله ان ‏مدينة القدس ليست مقدسة، أو أن المسجد الأقصى ليس هو الذي في القدس، أو أن صلاح الدين الأيوبي ‏وأحمد عرابي شخصان سيئان. ان التشكيك بهذه الرموز والعبث بها في العقل والوجدان الشعبي سوف ‏يزعزع عوامل تماسك الأمة ويخدم اعداءها.‏


من حق كل شخص أن يعتقد ما يريد، لكن من واجب ذلك الشخص إدراك اهمية وربما مخاطر قد تترتب ‏على الترويج لذلك الإعتقاد، لذلك وجب الاهتمام ليس فقط بما يقال، بل كيف يقال ومتى يقال ولمن يقال...‏


إن العلماني الجديد عندما يشكك برموز وحدة الامة، سواء كانت هذه الرموز واقعية أم أسطورية، حقيقية أم ‏متصورة (كثير من عوامل وحدة الأمم حتى المتقدمة منها هي ليست اكثر من اساطير)، فهو يقوم بدور ‏الكومبرادور الثقافي الذي يعبث بوحدة أمته ويخدم اعداءها سواء ادرك ذلك أو لم يدرك.‏


كما يعادي العلماني الجديد الاسلام السياسي (و غير السياسي )من حيث المبدأ، وهذا قد يكون متفهما، لكن ‏من غير المتفهم هو وضع كل حركات الاسلام السياسي في سلة واحدة فتصبح داعش والنصرة وحماس ‏وحزب الله وحركة النهضة وغيرها على نفس الدرجة من "السوء"، كذلك فإن هذا الموقف الرافض لكل ‏مبادئ وسلوك ورواية كافة حركات الاسلام السياسي يذهب بهذا العلماني الى الترويج للرواية الصهيونية. ‏لقد ذهب أحدهم لحد المطالبة بتقسيم الأقصى بين المسلمين واليهود والملحدين على اعتبار أن الرواية ‏الاسلامية ليست "علمية".‏


ليس غريبا أن بعض رموز التطبيع مع إسرائيل من المثقفين هم من العلمانيين الجدد. لقد نقل هؤلاء تطبيع ‏‏"الضرورة" الذي نظر له مثقفو السلطة أيام كامب ديفيد واوسلو الى تطبيع الإعجاب.. تطبيع الإمارات ‏والبحرين.. على اعتبار أن الصهيونية هي الحداثة وهي الغرب الذي يريدون أن يكونوه. لقد طالب أحد ‏رموز هؤلاء (سيد قمني) بعودة الاستعمار "ليرحمنا من الاسلاميين" كما قال، ولم يأخذ بعين الاعتبار أن ‏الاستعمار الذي يدعو للعودة اليه هو الذي صنع داعش والوهابية وكثير من الاستبداد الديني وغير الديني ‏في المنطقة.‏


في أمور التطبيع، المثقفون العلمانيون الجدد أكثر "جرأة" و "وقاحة" من السياسيين المطبعين... ففي حين ‏يحاول السياسي الاختباء وراء بعض المصالح والظروف نجد مثقفا كيوسف زيدان يقول، ومنذ فترة، من ‏‏"لا يؤيد التطبيع فهو جاهل".‏


يختلف موقف العلمانيين الجدد عن العلمانيين التقليديين في الموقف من السلطة.

 

 ففي حين يعتبر العلمانيون ‏التقليديون معارضون لنظام الحكم بشكل او بآخر بسبب الاستبداد والتخلي عن القضايا الوطنية واستخدام ‏الدين ضد المعارضة والتمييز بين المواطنين على أسس عقائدية، نجد أن العلمانيين الجدد يتحالفون مع ‏السلطة و مع "الاستبداد" على اعتبار أن المعارضة من الاسلاميين. أكثر شيء لفت انتباه سيد قمني في ‏السياسات التي انتهجها الرئيس السيسي هو دعوته لإصلاح الخطاب الديني ولم يهتم بكافة السياسات ‏الأخرى للرئيس.‏


وبخلاف العلمانيين التقليديين الذين يحرصون على البحث عن طرق لإنقاذ امتهم وشعوبهم من التبعية ‏والاستبداد والتخلف، يعتبر العلمانيون الجدد أن التخلف شيء مرتبط بالأمة لا يمكن التخلص منه. احمد ‏عصيد مثلا يعتبر أن طريق تقدم المغرب هو خلاصه من كل ارتباطات شرقية وتوجهه نحو الغرب حيث ‏قال "على المغرب أن ينفصل عن الشرق إذا أراد أن يخرج من التخلف". كما دافع عصيد عن التطبيع مع ‏إسرائيل بذريعة العلاقة مع اليهود المغاربة الذين "أخرجوا من ارضهم بتحريض كبير من حزب سياسي".‏


لقد تأثر العلمانيون التقليديون بالغرب، بالحرية والعدالة والمساواة التي تحدثت عنها الثورة الفرنسية، ‏وبالتقدم الاقتصادي والاجتماعي والعلمي الذي نتج عن الثورة الصناعية، لكنهم لم يتغاضوا عن الوجه ‏الآخر الاستعماري للغرب، وسعيه الدائم للسيطرة على المنطقة العربية وبقية العالم النامي. أما العلمانيون ‏الجدد فهم مغرمون بالغرب بكل تفاصيله وبدون تحفظ. الاستعمار من وجهة نظرهم هو شيء إيجابي ولولاه ‏لما تقدمت الشعوب التي استعمرت. قال سيد قمني في إحدى مقابلاته "لو ان الاوروبيين ما راحوش امريكا كان ‏الهنود الحمر بولعوا بالنار".‏


هذا الإعجاب الشديد بالغرب تزامن مع احتقار شديد للشرق (للذات) يذكر برد فعل بن غوريون عندما نزل ‏من الباخرة التي اقلته الى ميناء يافا حيث أعرب عن اشمئزازه من الوضع هناك. يبدو أن العلمانيين الجدد ‏اتخذوا الموقف السلبي من الاسلام ليس بصفته دينا (فهم لم يتخذوا مثل هذا الموقف تجاه اليهودية ‏والمسيحية) بل لارتباطه بالشرق كدين وكثقافة وقيم.‏

 

وفي نفس السياق، سخف بعض العلمانيين الجدد النضال الفلسطيني، فالفلسطينيون "باعوا اراضيهم ‏والجماعة اشتروا" كما قال سيد قمني. وقال أيضا ان الفلسطينيين ما تصارعوا من أجل أرض وإنما من ‏أجل جامع. كما وصف سيد قمني "الربيع العربي" بنفس الطريقة عندما قال "كل يدافع عن جامعه".‏


العلمانيون الجدد هم الصورة المقابلة للأصولية الدينية... هم شموليون مستبدون بحجة رفض التخلف، وهم ‏غير وطنيين بذريعة "تخلف" الوطنيين. قدموا بعلم أو بغير علم خدمات مجانية للرواية الصهيونية ووقفوا ‏بكل "فخر" الى جانب التطبيع مع إسرائيل. ‏

*أكاديمي فلسطيني مقيم في رام الله