الجيش الإسرائيلي يرتجف خوفاً من نصر الله!

حجم الخط

بقلم: إسرائيل هرئيل



في الأيام الأخيرة انضم إلى النقاش العام "المهني"، على خلفية التنازل عن مساحات بحرية توجد فيها خزانات غاز، رجال أمن كبار متقاعدون. القاسم المشترك بينهم هو كونهم المصممين والمهيمنين على السياسة الأمنية لإسرائيل في عشرات السنين الأخيرة. سُجل اثنان من النجاحات المثيرة للانطباع على اسمهم. 1- قيادة الاقتلاع من "غوش قطيف"، الذي قامت في أعقابه في قطاع غزة دولة "حماس"، التي أطلقت منذ ذلك الحين نحو 150 ألف صاروخ، زرعت القتل والدمار، وشلت بين حين وآخر الدولة. 2- عدم منع تزود "حزب الله" بنحو 200 ألف صاروخ، من بينها 3 آلاف من الصواريخ الدقيقة التي يمكنها المسّ بأهداف مدنية ومطار بن غوريون والموانئ وديمونا وكل قواعد سلاح الجو.
تبرر هذه الإستراتيجية الناجحة، حسب رأيهم، مشاركتهم في مسيرة الحماقة الحالية، التي أغلقوا فيها الاتفاق مع حسن نصر الله (ألم يشاهدوا أن حكومة لبنان هي الرسول الذي ينقل المسودات بين حسن نصر الله ويائير لابيد؟).
في تموز حذر حسن نصر الله إسرائيل من ألا تسارع إلى استخراج الغاز من حقل كاريش قبل التوصل إلى اتفاق مع لبنان (هو أيضاً سيكون الذي يجمع عُشر أو عُشرين منه سيمول بها آلة حربه ضد إسرائيل). "جميع حقول الغاز والنفط الإسرائيلية توجد تحت تهديد حزب الله"، هدد. "لا يوجد هدف في البحر أو في اليابسة لا يوجد في نطاق الصواريخ الدقيقة لحزب الله".
في الحكومة وفي جوقة الضباط المتقاعدين قالوا: إنه يتبجح، وإنه يبحث عن النصر. وكدليل على جديته قام حسن نصر الله بإطلاق طائرات مسيّرة نحو طوافة كاريش. هذه الطائرات في الحقيقة تم إسقاطها، لكن استنتاج حسن نصر الله كان قاطعاً: "الطائرات دون طيار قامت بالمهمة. وقد تم إرسال الرسالة المطلوبة إلى إسرائيل". الرسالة تم نقلها وكانت حاسمة. يمكن الاستماع إلى مشاهدي رئيس "حزب الله" بعد أن خضعت إسرائيل لإملاءاته.
لكن إنكار المتقاعدين السابقين يبهت إزاء رأي الجيش الإسرائيلي (الذي تسرب إلى غاي بيلغ في القناة "12")، حيث تم وضعه، أول من أمس، على طاولة الكابينيت. يكشف هذا الرأي الوعي الذي يسود في الجيش. من يعتقد أن مقولة: إن الجيش الإسرائيلي قد خاف من "حزب الله" هي نتيجة ذعر كاتب مقالات "يميني"، مطلوب منه قراءة مقطع رئيس في رأي الجيش الإسرائيلي الذي يحث فيه الكابينيت بهذه الصيغة: "هناك ضرورة أمنية وسياسية ملحة للتوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ودون تأخير لمنع تصعيد أمني متوقع باحتمالية كبيرة".
منذ متى يقرر الجيش الإسرائيلي للحكومة ما هي "الضرورة الأمنية"؟ أيضاً إذا كان حسن نصر الله فقط "يتبجح" فمن أين تنبع الضرورة لـ "منع تصعيد أمني متوقع وباحتمالية عالية"؟ مع من يتوقع حدوث "تصعيد أمني باحتمالية عالية"، مع الجيش اللبناني؟
هل أُصبتم بالقشعريرة، أيها الأصدقاء. حسن نصر الله وإيران وبشكل عام أي عدو (وأي صديق أيضاً) له عقل في رأسه يعرف جيداً الدافع لتغيير الموقف المتسرع والمتطرف للحكومة الانتقالية التي تحظى، إلى جانب الشرعية من الجيش الإسرائيلي، بشرعية النظام القانوني المنحرف.
الوثيقة، التي توصي الحكومة فيها بتبني إملاءات نصر الله "من أجل منع تصعيد أمني باحتمالية عالية"، تمت صياغتها بناء على رأي أفيف كوخافي وهرتسي هليفي وأهارون حليوة وأصدقائهم في هيئة الأركان. الويل لنا أننا وصلنا إلى هذا الحد.

عن "هآرتس"