قرار جديد أصدره الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الاثنين، بإسناد رئاسة المنطقة المركزية الأزهرية بمحافظة الجيزة، إلى فاطمة الأحمر، لتكون أول سيدة في مصر تشغل وظيفة رفيعة بأكبر مؤسسة دينية إسلامية في العالم، منذ نشأتها قبل أكثر من ألف عام.
وشغلت فاطمة الأحمر، وظيفة مدير الإدارة العامة لرياض الأطفال بقطاع المعاهد الأزهرية، قبل تكليفها بالمنصب الجديد، خلفًا للشيخ سمير أبو الخير، رئيس منطقة الجيزة الأزهرية سابقًا.
حدث تاريخي
قالت الدكتورة فاطمة الأحمر، رئيسة المنطقة الأزهرية بمحافظة الجيزة، إنها خاضت العديد من الخبرات التربوية في مجال التدريس في بداية رحلة علمها، ثم اتجهت للعمل الإداري بالجودة والتدريب، وصولاً إلى العمل في قطاع رياض الأطفال، وأخيراً تم تعيينها كأول سيدة تترأس الإدارة المركزية في تاريخ مؤسسة الأزهر.
وأضافت الأحمر في حديث خاص لموقع "سكاي نيوز عربية": "قضيت 35 عاماً في العمل بقطاع رياض الأطفال، فور تخرجي في كلية الدراسات الإسلامية قسم لغة عربية عام 1986، واستطعت الوصول إلى هذا المنصب نتاج الخبرة الكبيرة التي حصلت عليها بسبب التدريبات والمراحل العملية المختلفة".
وتابعت: "هذه الوظيفة تحديداً تعتبر من ضمن الوظائف الذكورية فقط، وكان لدي جرأة كبيرة في اتخاذ قرار التقديم في الترشيح للوظيفة، حتى فوجئت بقبولي لرئاسة الإدارة المركزية بمحافظة الجيزة، وذلك يُعد أكبر دليل على التطور الكبير الذي تشهده مؤسسة الأزهر من حيث الاهتمام بالمرأة ودورها في المجتمع".
وعبرت الأحمر عن ذهولها الشديد باتخاذ ذلك القرار الجرئ بشأن تعيينها في المنصب الأزهري الجديد، وسعادتها الكبيرة برد فعل المواطنين تجاه القرار، وتقديمهم كافة أشكال الدعم المعنوي لها على مدار الساعات الماضية.
مسؤولية كبيرة
تحدثت رئيسة المنطقة الأزهرية بمحافظة الجيزة، عن طبيعة عملها الجديد: "عملية إدارية بحتة، أقود فيها محافظة كاملة بكل ما يخص العملية التعليمية بداخلها، والتي تشمل:
معاهد أزهرية ودور وعظ
مؤسسات رعاية الطلاب، وشؤون القرآن
تلاميذ من كافة المراحل (رياض الأطفال – ابتدائي – إعدادي – ثانوي)
امتحانات وغرف الكنترول والمطابع الورقية
واستكملت: "لأول مرة منذ أكثر من 1000 عام تشغل سيدة مثل هذا المنصب الرفيع بالأزهر؛ لأن هذه المكانة تعتبر مخصصة للعلماء الكبار، الذين يلجأ إليهم المواطنين في الأمور الدينية والعلمية، ولكن منذ تفعيل دور إدارة الوعظ داخل الأزهر، استطاعت أن تحل في هذا المكان، وأصبح ثمة موضع قدم للمرأة في المناصب الإدارية".
وعن وصولها إلى هذا المنصب، أوضحت أنّ ذلك بسبب ثقة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ووكيل الأزهر الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، آملة أن تكون قدر المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقها حاليًا، وتبذل قصارى جهدها في تطوير العملية التعليمية داخل المحافظة، لتشهد نجاح التجربة في نهاية المطاف.
دور المرأة
الأحمر أشارت إلى أنّ: "الاهتمام بالمرأة أصبح واضحًا للغاية في الآونة الأخيرة، وبالأخص داخل مؤسسة الأزهر، والعاملات في قطاعات الأزهر المختلفة، فقد أصبحت المرأة مؤهلة للعمل مثلها مثل الرجل، وبعد التطورات الأخيرة داخل المؤسسة، تم تعيين عدد كبير من السيدات داخل الكليات".
وأوضحت: "في الفترة الأخيرة حدثت انتفاضة في دخول أعداد كبيرة لمؤسسة الأزهر، وذلك يحتاج منا جميعًا تضافر الجهود، وعدم إحداث فارق بين الرجل والمرأة، الكل يعمل على تحقيق هدف واحد وهو النهوض بالمؤسسة التعليمية الأزهرية؛ لأن ما حدث معي يعتبر بادرة للتوسع في عملية التطوير الشامل، وفتح الفرص المختلفة أمام السيدات لترأس المناصب الأزهرية".
وفي ختام حديثها مع موقع "سكاي نيوز عربية"، وجهت الشكر إلى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لثقته الكبيرة في اتخاذ قرار تعيين امرأة في هذا المنصب، والرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطلق مبادرة الاهتمام بدور المرأة في مصر، وجعل كافة المؤسسات تتجه نحو هذا الشأن، فالمرأة حصلت على كافة حقوقها في عهد حكمه للبلاد.