حكومة "التغيير" ضربت رقماً قياسياً في قتل الفلسطينيين!

حجم الخط

بقلم: أسرة التحرير

 

 



أربعة أشخاص، منهم ثلاثة فتيان، قتلوا في نهاية الأسبوع بنار الجيش الإسرائيلي، ويتواصل القتل شبه اليومي في "المناطق" بكل بشدته.
يوم الجمعة قتل الجنود عادل داود، ابن الـ 14، قرب جدار الفصل في منطقة قلقيلية. ادعى الجيش أنه حاول إلقاء زجاجة حارقة نحو الجنود. ساعتان فقط فصلتا بين مقتله وبين مقتل مهدي لدادوة، ابن الـ 17، حيث اطلق الجنود النار على صدره في قرية المزرعة الغربية، شمال غربي رام الله. وحسب الشهادات نشبت المواجهات في ظل محاولة صد المستوطنين الذين هاجموا القرية. أُصيب 50 مواطناً في المواجهات في يوم الجمعة.
قتل الجنود، أول من أمس، شابين آخرين، في مخيم اللاجئين جنين، محمود الصوص ابن 18 وأحمد دراغمة ابن 19. قتل الاثنان في الوقت الذي دخل فيه الجيش الإسرائيلي إلى المخيم بقوات غفيرة كي يعتقل مطلوباً فاصطدم بمقاومة مسلحين.
في الأسبوع الماضي قتل الجيش الإسرائيلي أربعة سكان آخرين أثناء نشاطه في مخيم اللاجئين في جنين.
توجب هذه الأعداد مراجعة وفحصاً مجدداً للأعمال العملياتية للجيش الإسرائيلي في جنين وفي أماكن أخرى، وكذا اليد الرشيقة للجنود على الزناد عندما يدور الحديث عن فلسطينيين حتى وإن كانوا غير مسلحين، وحتى وإن كانوا فتياناً وأطفالاً.
لكن المسؤولية لا تتوقف عند الجيش. فالحكومة تتحمل المسؤولية عن أعمال الجيش الإسرائيلي. من تلقاء ذاته يثور الاشتباه بأنه قبيل الانتخابات يسعى رئيس الوزراء، يئير لابيد، ووزير الدفاع، بيني غانتس، ليثبتا للمقترعين بأنهما في شؤون الأمن ليسا ضعيفين، مثلما يتهمهما اليمين صباح مساء.
المستوطنون هم أيضا يضيفون كعادتهم الزيت على شعلة العنف، سواء بأعمالهم العنيفة ضد السكان أو بإطلاق الشعارات العابثة المهددة عن المخاطر في الطرقات، أو بتحريض الحكومة ضد الفلسطينيين. في أزمنة الانتخابات يوجد للأمور صدى خاص والمستوطنون يعرفون جيدا كيف يستغلون اللحظة المناسبة.
اللحظة المناسبة للمستوطنين هي لحظة الخطر على الدولة. هذا هو اختبار لابيد وغانتس في أن يعرفا كيف يقفان في وجه تهديدات اليمين وتخويفاته وفي الوقت ذاته أن يشددا رقابتهما على الجيش. كما أن هذا سيكون اختبارهما فيما إذا كانت لهما سياسة أخرى لأن يعرضاها غير سياسة القتل التي سيقفان معها أمام الناخبين بالسماح لهما بإقامة حكومة أخرى برئاستهما.
حكومة التغيير "ضربت رقماً قياسياً" في قتل الفلسطينيين. نحو 100 قتيل فلسطيني منذ بداية السنة هو عدد محظور قبوله، وأساسا إذا ما فحصنا ملابسات قتل كل واحد منهم على حدة. يكاد الجيش الإسرائيلي لا يحقق بأي واحدة من الحالات، وبالتأكيد ليس بجدية، وعدم الاكتراث الذي تستقبل بها حجوم القتل في الحكومة، في الجيش وفي الجمهور مهددة وخطيرة جداً.

عن "هآرتس"