بداية هل يمكن تصور اي دولة ذات سيادة او نصفها او ربعها في ظل انهيار ما تبقى من الجغرافيا الفلسطينية بانقسام حاد افقي وعمودي وانتقال مفهوم الصراع من صراع وجودي بين الشعب الفلسطيني والكيان الاسرائيلي . الذي اعترف بمنظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد مقابل اعتراف قانوني ودولي بوجود دولة اسرائيل على غالبية الارض الفلسطينية وارشفة قرار التقسيم باقل تعديل الذي منح للفلسطينيين 46% من اراضي فلسطين وظهور توافقيات سياسية ادت لما هو ادنى من ذلك لدولة في الضفة وغزة ! في حين ان اتفاق اوسلو (1) واوسلو (2) لم ينصا على قيام دولة فلسطينية واستغلال الوقت واستهلاكه لمرحلة انتقالية انتهت بدون جدوى وبدون التوصل لاي حلول لقضايا الحل النهائي ..والاسرائيليين يمينهم بيسارهم رفصوا اوسلو بكنادرهم وما زال خطاب السلطة ومنظمة التحرير يتعلق بما حصلوا عليه من اوسلو التي وصفها قادتها بأنها وسيط مالي وامني للاحتلال .
هل يمكن اقامة دولة فلسطينية في ظل اختلاف البرامج بين حماس وفتح التي تجسد تباعد الشمال عن الجنوب وفي ظل خطابين مختلفين واجهزة سيادية لكل منهما ... هل يمكن اقامة دولة ونجاح اسرائيل في تحويل مطالب الشعب الفلسطيني الى قضايا انسانية في غزة والضفة ..؟! وتعاون امني مع اسرائيل في الشمال ووعود اقتصادية مباشرة وحصار غزة في الجنوب ووعود اقتصادية وانفتاح من خلال وسطاء ..؟! واخيرا هل يمكن اقامة دولة في ظل استيطان وتجاوز سيطرة اسرائيل ليس فقط على منطقة cالى منطقة ab وهل يمكن تحقيق انسحاب اسرائيل من ارض يعتبرونها يهودا والسامرة بدون جعل الاحتلال مكلفا له وظهور مقاومة منظمة بدلا من ملاحقتها من اجهزة السلطة ..؟!.
اسئلة وتساؤلات طرحتها ووفود 14 فصيل يذهبون الى الجزائر وامام فصائل المعارضة خطاب عباس في الامم المتحدة والتزاماته وسلوك اجهزة السلطة في الضفة التي لا تكف عن الاعتقالات والاستنكار للعمليات التي تستهدف الاحتلال ... هل يمكن ان تقبل فصائل المعارضة بشروط السلطة التزامها بالاتفاقيات المبرمة بين اسرائيل والسلطة او برنامجها السياسي .؟ وهل تستطيع السلطة وفتح الرسمية تنفيذ قرارات المركزي والخروج من العباءة الاسرائيلية والامريكية ..؟! وهل يمكن ان نتجاهل فقرة في خطاب عباس في الجمعية العامة بان الانقسام وانهاء الانقسام عليه خطوط حمراء من اسرائيل وامريكا .؟
دولة غزة والخيارات الممكنة.
- الحل المرحلي والعودة لقرارات المجلس الوطني في عام 74 و75م والنقاط العشر ... فاعتقد غزة جاهزة ان تناضل من اجل اقامة دولة وطنية غير حزبية الانتخابات قاعدتها لاقامة الدولة من خلال دخول حماس والجهاد منظمة التحرير وتراجع السلطة عن التزاماتها مع الاحتلال وفتح الضفة للمقاومة المدروسة والفاعلة وتفعيل البلديات للقيام بدورها ومؤسسات المجتمع المدني في خدمة الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال .
- الفدرالية او الكونفدرالية باعلان الدولة بين الضفة وغزة وخطورة هذا الطرح تعني ان الضفة بدون مقاومة واحتفاظها بمؤسساتها التنسيقية مع الاحتلال تعني ان الضفة خرجت من تصور وحدة الجغرافيا والبئية الوطنية المتكاملة للطبوغرافيا البشرية وهذا يحقق الحلم الاسرائيلي والبرامج الاسرائيلة لعملية ضم الضمة كليا لما يسمى اسرائيل وربما عملية ترانسفير للفلسطينيين في 48.
الخيار الثالث : -
ربما يكون التداخل السكاني قد يفرض مفاهيمه علي عملية التفكير ومستقبل الصراع مع الاحتلال وما يقارب 800 الف مستوطن في الضفة الغربية وتعنت الحكومات الاسرائيلية يمينها ويسارها في التجاوب مع اي مضامين سياسية تتجاوب مع الطرح الاقليمي والدولي لحل القضية الفلسطينية او تنسجم مع برنامج منظمة التحرير التنازلي التي استفادت منه اسرائيل في اقرار وجودها في المجاميع العربية والدولية واعتراف رسمي من قبل ما يسمي النظام السياسي الفلسطيني المعترف به دوليا قد يكون التفكير يقود الي طرح الدولة الواحدة العلمانية او الكونفدرالية او حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني علي ارضه وهذا يتطلب ايضا وحدة الصف الفلسطيني والبرنامج الفلسطيني والتخلي عن الالتزامات السابقة مع الاحتلال .
اقرا كثيرا واسمع كثيرا المعترضين علي حكم حماس في غزة التي دخلت بوابه الانتخابات تحت مظلة اوسلو وكما تقول دخلت الانتخابات لكي توقف عملية التنازلات وبهذا المفهوم تورطت في ادارة غزة ولم يكن امامها اي خيارات غير ذلك وزاد الامر واقعا بانسحاب اسرائيلي او اعادة انتشار لمفهوم القانون الدولي والطرح الاسرائيلي فتبقي غزة محاصرة 2 مليون فلسطيني مطلوب توفير مستلزمات الحياة اليومية والحفاظ علي ما تبقي من ارض الوطن بدون ( وجود كندرة اي اسرائيلي فيها ) ولكي لا يكون السلوك الاسرائيلي كما هو في الضفة الذين يشنون الهجمات علي حماس التي مطلوب منها ان توافق علي كل التزامات السلطة باتفاقية اوسلو او التجويع او بقاء الانقسام هل مطلوب هذا من حماس فعلا تنفيذه وهل مطلوب ان تنتقل حماس من موقف الوسيط بينها وبين الاحتلال الي التعاون المباشر لفك ازمات غزة هذا ضرب من ضروب التيئيس ووقوع غزة في الفخ الاسرائيلي بشكل مباشر هل يمكن لاي جهة ان تفك الحصار عن غزة دون الرجوع للادارة الاسرائيلية !!؟؟
اذن ماذا لو كنتم بديل لحماس فكان امامكم الاستسلام او الصمود وكان امامكم كما هو في الضفة المحاذير الامنية علي اي عمل وطني والتعمق في التنسيق مقابل هبات من الرباعية و اسرائيل اذن المشكلة معقدة جدا في اتخاذ قرار مصيري يؤثر علي مستقبل الشعب الفلسطيني بالكامل والقضية الفلسطينية , هل منكم احد يمكن ان يقود غزة دون ان توضع امامه مفترقات الطرق تلك ؟! بتأكيد ان الشعب الفلسطيني في غزة يعاني وهنا لا اقر بالسلبيات الادارية والتصرفات الحزبية لحماس التي كان يجب ان تنتقل منذ زمن من الحكم والسلطة الحزبية الي السلطة الوطنية .
لقد طرحت عدة خيارات في هذا المقال للتفكير بشكل معمق في خيارات متعددة بعد فشل حل الدولتين وفشل اعادة الوحدة الوطنية بين شقي الوطن في الشمال والجنوب ولعل الورقة الجزائرية قد تطرح ما قمت في كتابته في هذا المقال ولعل المجتمعين في الجزائر يتخطو ويتجاوزوا المواقف الكلاسيكية الجامدة والخيارات السابقة في كل اطروحاتهم في العواصم العربية السابقة لانهاء الانقسام وتوحيد الشعب الفلسطيني اقصد الفصائل المسيطرة واذا لم يوفق الجميع فاننا ذاهبون الي دولة غزة رغم انف اهلها وبفرضيات اقليمية ودولية وضم زمني متزامن للضفة الغربية