الأمن الإسرائيلي يعتقد أن "موجة العنف" ستخبو من تلقاء ذاتها

-شوفال-e1637423521657.jpg
حجم الخط

بقلم: ليلاخ شوفال

 



مع أنه في غضون أقل من اربعة أيام قتل جنديان من الجيش الإسرائيلي في عمليات إطلاق نار، يبلّغ جهاز الأمن بالذات عن انخفاض في عدد العمليات في الأسبوع الأخير. ويعزو الجيش الإسرائيلي هذا إلى أعمال الإحباط الواسعة التي تنفذها القوات في عمق الأراضي الفلسطينية، بل أحيانا في وضح النهار. أما الحقيقة فهي أن إسرائيل في ذروة موجة «إرهاب»، نهايتها لا تبدو في هذه اللحظة في الأفق.
في جهاز الأمن، يواسون أنفسهم في هذه المرحلة بحقيقة أن «الإرهاب» لا يوجد في كل الضفة الغربية، بل يتركز أساسا في جنين وفي شمال «السامرة»، حيث فقدت السلطة الفلسطينية سيطرتها تماما، ويدخل إلى الفراغ جهاز الأمن الإسرائيلي الذي يعمل هناك كل ليلة. بؤرة «إرهاب» أخرى هي نابلس ومحيطها، هناك بالذات تظهر فاعلية اكبر للسلطة الفلسطينية بعد أن مارست الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة ضغطا على أبو مازن. في جنوب الضفة، حاليا على الأقل، عدد أحداث العنف متدن جدا، وذلك ضمن أمور أخرى لأن السلطة تسيطر على الميدان بفعالية نسبية.
المشكلة هي أنه منذ بداية السنة، قتل اكثر من مئة فلسطيني في أحداث مع قوات الجيش الإسرائيلي، وهو العدد الأكبر منذ 2015. يغذي عدد القتلى العالي العنف، ويبعث على الرغبة بالانتقام. كل عملية «ناجحة» تجر وراءها عمليات إضافية بإلهامها، وفي هذه الأثناء، كما يخيل، لا احد ينجح في كسر الدائرة الناشئة.
في جهاز الأمن، يتحدثون عن بضعة طرق عمل محتملة للتصدي للوضع. الأول، الذي يستبعد بشدة من الجهات المختصة، هو الخروج إلى حملة «سور واقٍ 2»، استمرارا لدعوة المغردين الإلكترونيين. لكن من يطالب بهذا يبدو أنه لا يتذكر انه قبل حملة «السور الواقي» لم يكن الجيش الإسرائيلي دخل منذ بضع سنوات المدن الفلسطينية، أما، اليوم، فهو يفعل هذا كل ليلة. حملة أوسع في واقع اليوم، قد يكون بوسعها أن تتركز على جمع السلاح أو اعتقال المشبوهين، لكن لا احد لا يريد للجيش الإسرائيلي أن يبقى لفترة طويلة في داخل المناطق «أ».
طريق عمل محتمل آخر، يستبعد في هذه اللحظة أيضا في قيادة جهاز الأمن، هو تشديد الإجراءات ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في «المناطق» من خلال الإغلاقات والأطواق، وسحب تراخيص العمل وغيرها، بهدف أن يفهم السكان ثمن الخسائر التي يلحقها بهم «الإرهاب» فيعملون على القضاء عليه، ما يدخل مزيدا من الفلسطينيين إلى دائرة العنف.
ثمة إمكانية أخرى يؤيدها أساسا من يتموضعون في يسار الخريطة السياسية، هي الدفع قدما بالمسيرة السياسية، لكن هذا الخيار هو الآخر يبدو غير منطقي أو واقعي في واقع أيامنا.
عشية الانتخابات، الطريق الذي تتخذه إسرائيل هو إغراق الميدان بالقوات. اعتقال المنفذين المحتملين للعمليات على أساس معلومات استخبارية، واستخدام الضغط أيضا على السلطة الفلسطينية للعمل. في قيادة جهاز الأمن، يأملون في أن ييأس منفذو العمليات في هذه المرحلة أو تلك، فتخبو موجة «الإرهاب» من تلقاء ذاتها مثلما كان في حالات مشابهة في الماضي.
لكن في هذه الأثناء، حتى لو كان هذا هو طريق العمل الذي تم اختياره بحكم الواقع، فإن الجيش الإسرائيلي ملزم بأن يستخلص الدروس من الحادثتين، هذا الأسبوع، وكلما كان مبكرا كان افضل. فقصور عمل الجنود في حاجز شعفاط، الذين لم يردوا كما كان متوقعا منهم مع اصابة مقاتلة الشرطة العسكرية، الراحلة العريف نوعا لازار، مثلما هي حقيقة أن جنود دورية «غفعاتي» لم يطلقوا النار، أول من امس، نحو سيارة «المخربين»، وليس واضحا إذا كانوا واقفين في الموقع المحمي وفقا للتعليمات – يتعين فحص هذه الأمور والتحقيق فيها حتى النهاية. تحقيق يلقي بالمسؤولية على صغار المقاتلين سيخطئ الحقيقة، ولن يمنع الحدث الفتاك التالي.

عن «إسرائيل اليوم»