أصدرت مجموعة السلام العربي، اليوم السبت، البيان الختامي الذي صدر عقب المؤتمر التأسسيسي الأول للمجموعة، عُقد في مقر جامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة.
وأوضحت المجموعة في بيانها الختامي، ضرورة تحمل المسؤولية القومية لمواجهة تحديات العصر ولمهددات الأمن العربي من احتلال استيطاني إحلالي الذي طال استفحاله لفلسطين والأراضي العربية الأخرى، ومن عنف وإرهاب وهدر للموارد وكوارث مناخية قادمة، ومواجهة الارث الاستعماري المقيت الذي زرع بذور الفتنة وإشعال النزاعات الطائفية البغيضة.
وأكّدت على دعمها لكافة الجهود الرامية لنشر ثقافة السلام العربي– العربي، وإنهاء الخلافات والنزاعات العربية، وتغليب الحلول الدبلوماسية والحوار، لاحتواء هذه الصراعات والنزاعات المسلحة.
وقالت: "إنها تأمل من القمة العربية المرتقبة في الجزائر، بأنّ تحقق طموحات الأمة في إعادة العمل العربي المشترك، وتعزيز التضامن العربي وتجنب الخلافات ووقف النزاعات وفتح الأبواب أمام الحوار والمصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسامات وتجنيد الطاقات والإمكانيات العربية، لإعادة الأمل في بناء السلام المستدام، وتفعيل جاد ومسؤول لمجلس السلم والأمن العربي كآلية للوقاية من النزاعات وتسويتها، وإعداد استراتيجية للحفاظ على السلم والأمن".
ودعت الأمة العربية، شعوبًا وحكومات، وقوى حية من رجال ونساء وأجيال شابة، لبذل الجهود المخلصة والفعالة والمسؤولة لتأكيد أولوية بناء السلم العربي– العربي وتعزيزه، باعتباره الضامن الحقيقي لسائر حقوق الإنسان، وللأمن القومي العربي المشترك، ولحفظ المصالح العربية العليا، وتوفير فضاءات أرحب للتعاون والتضامن والتكامل، وشق الطريق نحو تنمية عادلة ومتوازنة ومستدامة، وسلم مجتمعي إيجابي، وصولا إلى التجدد الحضاري المشترك.
وأكّدت على ضرورة تضافر جهود جميع النخب العربية، خاصةً في قطاعات المرأة والشباب من أجل إشاعة ثقافة السلم العربي، والتصالح والوفاق والعيش المشترك، ووقف دائرة العنف والاحتراب وصراعات الهويّات الطوائفية والمذهبية والإثنية، بما يعزّز السلم المجتمعي ويكرّس مبادئ العدل والمواطنة المتكافئة والحكم الرشيد.
وتابعت: "تتطلع في رؤيتها وأهدافها وبرامجها، أن تكون من بناة السلام العربي– العربي، والمحافظة عليه، والعمل على بذل المساعي الحميدة والاستباق الوقائي للأزمات قبل حدوثها، وإقامة الشراكات مع المنظمات والجامعات والمراكز والهيئات المعنية بتسوية النزاعات والدبلوماسية الوقائية باعتبار أن السلام كل لا يتجزأ، وأي إخلال به تنعكس آثاره على الإقليم والعالم".
وعبّرت المجموعة عن قلقها الشديد إزاء استمرار النزاعات العربية، وتزايد معاناة المدنيين، وبخاصةً النساء والأطفال من دمار وتهجير وفقر وتشرّد وانتهاك صارخ لكرامة الإنسان، وحرمان من التمتّع بحقوقه الأساسية، وبالأمان والرخاء الاقتصادي.
وصادقت على نظامها الأساسي ونظامها الداخلي، وأنتخب الرئيس علي ناصر محمد رئيسا للمجلس التنفيذي "رئيس اليمن الأسبق" وثلاثة نواب له وأمينا للسر وبقية أعضاء المجلس التنفيذي.
ومثل دولة فلسطين في اجتماعات مجموعة السلام العربية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية عباس زكي، وعضو المجلس الوطني أكرم عبد اللطيف، ورئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في داخل أراضي العام 48 محمد بركة، والكاتب عمر الغول، والأكاديمية رندة سنيورة.
وقال زكي: "إنّ المؤتمر يأتي في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها وطننا العربي حيث النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية التي تؤثر على الدول والشعوب العربية".
وأضاف: "المسؤولية الوطنية والقومية والأخلاقية والإنسانية تحتم على كل عربي حر أن يعي خطورة ما يجري في الوطن العربي من أحداث ونزاعات أدت إلى زعزعة التضامن العربي، وأثرت سلبا على الأمن القومي العربي".
وشدّد زكي على ضرورة تحرك الغيورين من أبناء أمتنا العربية بنشاط عربي شعبي يكمل الجهود العربية الرسمية التي تعمل استنادًا لمبادئ ميثاق الجامعة العربية، والحفاظ على التضامن العربي من المحيط إلى الخليج، والمشاركة في حل وتسوية النزاعات والخلافات بالحوار والطرق السلمية، واحترام حقوق الإنسان العربي في وطنه، واعتمادا على روح الأخوة والقيم العربية الأصيلة.