الأمم المتحدة تُحذر: العالم يُواجه خطر خوض عام آخر من وصول الجوع لمعدلات قياسية

مجاعة
حجم الخط

القدس المحتلة - وكالة خبر

حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أنّ العالم يواجه خطر خوض عام آخر من وصول الجوع لمعدلات قياسية، حيث تستمر أزمة الغذاء العالمية في دفع المزيد من الناس إلى مستويات متدهورة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

جاء هذا في دعوته التي وجهها إلى العالم لاتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة التي نعيشها اليوم قبيل يوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر/تشرين الأول.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: "إننا نواجه أزمة غذاء عالمية غير مسبوقة، وكل المؤشرات تظهر أننا لم نشهد الأسوأ بعد. وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، تكرر وصول معدلات الجوع إلى ذروات جديدة. واسمحوا لي أن أتحدث بوضوح: يمكن للأمور أن تزداد سوءًا وستزداد بالفعل سوءًا ما لم يكن هناك جهد واسع النطاق ومنسق لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة. لا يمكننا أن نشهد عامًا آخر من وصول الجوع لمستويات قياسية."

وأزمة الغذاء العالمية هي نتاج مجموعة من الأزمات المتزامنة- الناجمة عن الصدمات المناخية والصراعات والضغوط الاقتصادية - التي استمرت في زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في فلسطين حيث يعاني 1.78 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.

وقد تأثرت معظم المناطق الفلسطينية بارتفاع الأسعار وتعطّل سلاسل التوريد. حيث تظهر الدراسات الميدانية لبرنامج الأغذية العالمي بأن حوالي 1.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد ويعيش معظمهم - ما يقارب 90 % - في غزة.

ويقدم البرنامج المساعدات الغذائية بانتظام للفئات الأضعف من الفلسطينيين. وتظهر النتائج استمرار ازدياد الاحتياجات الأساسية للأسر الفلسطينية التي أصبحت غير قادرة على الوصول إلى الحد الأدنى من الأمن الغذائي.

ويقدّم برنامج الأغذية العالمي الدعم في الضفة الغربية وقطاع غزة شهرياً إلى 350.000 من الفلسطينيين الأشد ضعفاً من خلال المساعدات الغذائية التي تستهدف من هم في أمس الحاجة إليها.

وتتنوع طبيعة هذه المساعدة لتشمل المساعدات الغذائية العينية والنقدية ومشاريع دعم القدرة على الصمود التي تقوم على التدريب الموجّه للوصول إلى نهج لكسب الرزق، ودعم فرص العمل المبني على المهارات مع التركيز على تمكين النساء والأفراد من ذوي الإعاقة والشباب.

كما يدفع البرنامج باتجاه تحسين الأمن الغذائي والاحتياجات التغذوية للأُسر الفلسطينية بطرق غير تقليدية، مثل توفير الأصول الزراعية والحيوانية المنزلية لبعض العائلات المستهدفة. بالإضافة إلى ذلك، يتعاون برنامج الأغذية العالمي مع الشركاء والمانحين والمؤسسات المحلية لتوفير الدعم التقني لتعزيز قدرة الشركاء الوطنيين والنظم الوطنية للحماية الاجتماعية.

ودعا برنامج الأغذية العالمي، لمناسبة يوم الأغذية العالمي لهذا العام الذي حمل شعار "عدم ترك أي أحد خلف الركب"، إلى بذل جهود منسقة على مستوى الحكومات والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والشركاء للتخفيف من حدة أزمة الغذاء الأكثر حدة في عام 2023. وهذا يشمل تعزيز الاقتصادات الوطنية وأنظمة الحماية الاجتماعية والنظم الغذائية الإقليمية والمحلية - بسرعة وعلى نطاق واسع.

وقال المدير القطري وممثل برنامج الأغذية العالمي في فلسطين سامر عبد الجابر: "في ظل أزمة الغذاء العالمية غير المسبوقة، نبذل في برنامج الأغذية العالمي أقصى جهد ممكن للتخفيف عن الأفراد الأشد ضعفاً"، وأضاف "وفي فلسطين نتعاون من خلال شراكاتنا المحلية مع الوزارات والمؤسسات المختلفة لضمان وصول أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين إلى احتياجهم من الغذاء ولخلق شبكة أمان تحميهم من الغرق في الفقر وانعدام الأمن الغذائي في حالات الطوارئ والصدمات."

وفي حين أن هذه الجهود توفر العون لبعض الفئات الأشد ضعفاً، إلا أنها تواجه تحديات عالمية كبيرة حيث يستمر عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الحاد في الازدياد، ما يتطلب تضافر الجهود العالمية من أجل إحلال السلام والاستقرار الاقتصادي ومواصلة الدعم الإنساني لضمان تحقيق الأمن الغذائي حول العالم.

يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هو أكبر منظمة إنسانية في العالم تقوم بإنقاذ الناس في حالات الطوارئ وتستخدم المساعدة الغذائية لتمهيد السبيل إلى السلام والاستقرار والازدهار، من أجل الأشخاص الذين يتعافون من النزاعات والكوارث وآثار تغيّر المناخ.