اتفاق الجزائر يجب ان يتحول الى فعل لا أن يبقى مجرد اتفاق كغيره !!

s20Ls.png
حجم الخط

بقلم: ابراهيم دعيبس

 

 

الانقسام الفلسطيني وهذه الشرذمة بالقيادات والمواقف والافعال من أسوأ ما يواجهه شعبنا وقضيتنا الوطنية، والانقسام الحالي ليس الاول من نوعه ولقد عانينا كثيرا وعلى مر تاريخ قضيتنا  من امثال هذا الانقسام.
على أية حال فلقد تم الاتفاق على انهاء هذا الانقسام المخجل، في الجزائر بلد المليون شهيد وبرعاية رئيسها ومبادرة منه، وتم التوقيع  عليه وسادت الاجواء روح ايجابية وتفاؤل حذر.
ولقد عاد ممثلو كل فريق الى قواعده سواء في غزة، او الضفة، وبات الشعب كله ينتظر ماذا سيحدث وهل ينتهي الانقسام فعلا وان يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ام انه سيتحول الى مجرد اتفاق كغيره من الاتفاقات التي تم توقيعها سابقا سواء في مصر او غيرها.
ويعتقد كثيرون ان الطريق الوحيد لتنفيذ اتفاق المصالحة  هذا يكون باجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الضفة وغزة وانتخاب القيادات التي تمثل الشعب ويتحد بها وخلفها، وبدون ذلك فإن الركض وراء المصالح الفئوية والشخصية سيظل المسيطر ويظل اتفاق الجزائر كغيره من الاتفاقات مجرد مرحلة قصيرة ، تمر بدون  اية نتائج. ومن المؤسف والمخجل ان الطرفين وبعد توقيع هذا الاتفاق ومن خلال وسائل اعلامهم وتصريحاتهم ، نراهم يتبادلون الاتهامات والاشارة الى اعتقالات من هنا او هناك وكأن شيئا لم يحدث.
الايام القليلة القادمة سيكون فيها  الدليل عما اذا كان  اتفاق الجزائر خطوة  حقيقية، يلتزم بها الطرفان ام هي مجرد حبر على ورق كما هي العادة، ولن يطول الوقت حتى تتضح المواقف وتظهر الحقيقة  التي يحاولون اخفاءها بالاتفاق والكلام..
دماء شبابنا ليست رخيصة ولهم نصيحة ارجو ان يسمعوها
يتميز شبابنا بصورة عامة، بالتعلم وحمل الشهادات المختلفة وهم في تقديري،  يشكلون نموذجا يحتذى به للكثيرين من امثالهم في كل المواقع والمناطق والدول.
وهذا القول ليس تعصبا او انحيازا او مجرد مجاملة، وانما هو تعبير عن شعوري وتقديري  تجاههم ولما أراه من مظاهر وتصرفات يقومون بها، وهذا لا يعني ابدا عدم وجود تصرفات غير مقبولة ولا معقولة منهم احيانا.
ولا استطيع ان اصف شعوري وانا ارى جماعات من الشباب يواجهون بالحجارة والصدور العارية ، التجمعات العسكرية للاحتلال وجنوده الذين يحملون الرشاشات ولا يراعون اية مفاهيم او تصرفات غير اطلاق الرصاص واصابة اكبر عدد من الشبان او قتلهم.
ان دماء شبابنا ليست رخيصة وفي الوقت نفسه فإن الدفاع عن الوطن والحقوق والعمل ضد تصرفات الاحتلال هي قضية اولى وتستحق التضحية، وهي بالدرجة الاولى مسؤولية وطنية لا مثيل لها، ولكن علينا وعلى شبابنا ان نوازن التصرفات وكيفية مواجهة هذا الاحتلال.
منذ عشرات السنين ونحن نقدم التضحيات والاستشهاد دفاعا عن هذه الحقوق وهذا الوطن الغالي، ولقد قام شعبنا والشباب بالمقدمة بانتفاضات متكررة ومواجهات لا تتوقف، وهذه مواقف معروفة ولها كل الاحترام والتقدير ليس من شعبنا فقط ولكن من كل الشرفاء في العالم ايضا..
ولقد ترددت كثيرا قبل ان اكتب ما افكر به في هذا المجال وحسبت كل الاحتمالات وبالمقدمة اساءة فهم ما اريد ان اقوله: ان الدفاع عن الوطن والحقوق قضية غير قابلة للنقاش ولكن السؤال الاساسي والأولى هو كيف نقوم بذلك؟
ان المسؤولية الاولى والاساسية تقع على عاتق القيادات وهي التي يجب ان تتحمل كل التداعيات وتقوم بالدفاع عن الوطن والقضية وان يكون المجتمع كله والشباب بالمقدمة وليس الشباب وحدهم، من يتحمل هذه القضية وواجباتها المختلفة. وليس من المقبول ان يقوم الشباب وحدهم  بالنضال وتقديم التضحيات الغالية، والقيادات تتناسى مسؤولياتها وواجباتها وتكتفي بالتصريحات والبيانات ومناشدة العالم الغارق في المصالح والركض وراء الاقوياء وتجاهل اية حقوق انسانية او دولية قانونية مشروعة.
اكرر القول ان دماء شبابنا هي من اغلى ما نملك، والحفاظ عليها قضية ومسؤولية لا مثيل لها، وكذلك فإن الدفاع عن الوطن هو قضية لا يمكن تقليل اهميتها وواجب القيام بها لأننا بدون وطن نصبح مجرد مجموعات بشرية او مشاريع لاجئين.
يا شبابنا البواسل، حافظوا على انفسكم وبالوقت نفسه دافعوا عن وطنكم وحقوقكم..