غالبية الأطفال يستجيبون للأوامر والتوجيهات بالكلمات الجميلة والأسلوب الهادئ والتواصل المريح، ولكن يبدو أنه في ظل الانشغالات والهموم التي يواجهها الآباء، نجد بعضهم ينقل حالة التوتّر التي يعيشونها إلى أطفالهم، فيوجّهون لهم التعليمات بشكل أشبه بالأوامر، ومن دون أي قدر من التودّد أو إظهار الحنان.. والأسوأ من ذلك تلك العبارات والجمل التي يستخدمونها لتحفيز أطفالهم على العمل والتميز.. وفي الحقيقة هي عبارات تدمرهم نفسيًا وعقلياً أيضاً، ما يبعد المسافات بين الأهل والأطفال!
عبارات تسيئ لنفسية الأطفال
- هناك بعض العبارات والجمل التي يستعملها الأهل، ولكنها تؤثر سلباً على نفسية الطفل ولها مضاعفات تمتد لسنوات طويلة، ما دفع بالعديد من الدراسات التربوية إلى دعوة الأهل إلى تهذيب مفردات فنون التربية. وفي ما يلي بعض تلك العبارات التي يجب أن يتجنّبها الأهل؛ لأنها من الممكن أن يكون لها تأثير تدميري على نفسية الأطفال.
السب.. الشتم بكل أنواعه
- كأن يتم نعت الطفل بصفات تشبهه بالحيوانات، أو التوجه إليه بعبارات تسخر من شكله أو من قلة قدراته، أو وصفه- مثلاً- بالقبيح أو السمين أو الأعرج، أو الفاشل أو الكسول.
- وكلها من شأنها أن تدمر ثقته بنفسه، بل تجعله يكره نفسه ويحقد على الآخرين، من هنا فإن توجيه الملاحظات للطفل لتصويب سلوكه يجب أن يكون من خلال عبارات إيجابية وبهدوء، من دون صراخ وتعنيف لفظي.
مقارنة الطفل بالآخرين
- كأن تقول: "فلان أكثر ذكاءً منك" أو "فلان أجمل منك" أو "أكثر نشاطاً" أو "لماذا لا تكون مثل فلان"، وخاصة بين الأشقاء أو مع الأقران الذين هم في عمر قريب لعمره.
- هذه المقارنات تنطبع في ذهن الطفل ولا تمحى بسهولة، وتخلق عنده شعوراً بالدونية تجاه ذاته، وبالكره لأهله، والحقد تجاه أشقائه أو أصدقائه، كما أنها تُفقد الطفل الثقة بنفسه وتقديره لذاته.
- اسلوب التهديد ووضع الشروط:
- كأن تقول الأم للطفل مثلاً إنها لن تحبّه إذا قام بهذا التصرف أو ذاك، أو أنها ستحبه أكثر إذا تصرّف كذا أو كذا، وتربوياً لا يصح أن يرتبط حب الوالدين لطفلهما بأي عوامل أخرى.
- بل يجب أن يكون حباً خالصاً بلا شروط، وهذا النوع من التهديد والوعيد يعطي الطفل تعريفاً مغلوطاً عن العاطفة الأسرية، ما يجعله يحب الآخرين بشروط، ويحجب عنهم عواطفه إذا لم يستجيبوا لطلباته.
نشر أسرار الطفل والسخرية منه
- كأن يعلن الوالدان أسرار طفلهما ويفشيان خصوصياته للآخرين؛ مثل: أنه ما زال يتبوّل في السرير، أو أنه قد رسب في اختبار مدرسي ما، أو أنه تصرّف بطريقة معينة من الممكن أن تجعل الآخرين يتندرون به ويسخرون منه.
- إضافة إلى ذلك فإن سخرية الأهل من الطفل في بعض المواقف، من شأنها أيضاً أن تجعله يفقد نظرته وتقديره لنفسه، ويشعر أنه فاشل لا قيمة له، وهذه المشاعر ممكن أن ترافقه طوال العمر.
عبارات أخرى تدمر الصحة العقلية للطفل
- جميع الأمهات والآباء يسعون ليكون أبناؤهم على قدر من الخلق الطيب، والذكاء والمهارة، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي:
- الثناء على نتائج أعمالهم.. بدلاً من انتقادهم على أخطائهم، دعي طفلك يكبر بحسناته وأخطائه، ليكون سعيداً ومتوازناً ومستقلاً.
- والمعروف تربوياً أن كلمة خاطئة واحدة، لا تؤدي إلى إلحاق الضرر بتقدير الذات لدى الطفل فقط، بل يمكن أن تسبب أيضاً أضراراً شديدة لصحته العقلية.
لا يمكنك فعل أي شيء!
- أنت لا تستطيع فعل أي شيء.. اجلس مكانك! هذه العبارة تجعل طفلك يستسلم حتى قبل المحاولة. .حتى أقرب الناس إليه لا يؤمنون به، وهذا من شأنه أن يحطم أي طفل نفسياً.
لماذا لا تكون طبيعياً مثل الآخرين؟
عفواً.. لا تقارني طفلك بإخوته أو زملائه أو أي شخص آخر، هذا التصرف يمكن أن يجعل الطفل يشك في حب والديه له، علاوة على أنه سيبحث عن كيفية الانتقام من الأطفال الذين وقعت مقارنته بهم.. وسيظل مكانه لن يتقدم خطوة.. فهو محبط ويشعر بالغيرة واليأس.
كيفّ.. أنه أمر سهل للغاية!
- عندما تخبرين طفلك بمدى سهولة فعل ما أو إنجاز ما، أو حتى خياطة زر أو تعلم ركوب الدراجة، أنت بذلك تخبرينه بطريقة غير مباشرة أنك لا تعتبرينه قادراً على القيام بأي أمر حتى لو كان بسيطاً.
- وكان من الأفضل أن تمدحي ابنك أو ابنتك عن كل إنجاز جديد يحققونه، حتى لو كان بسيطاً ولم ينجز بالشكل النهائي المطلوب.. مادام الطفل حاول وبذل جهداً.
من الأفضل أن أفعل ذلك بنفسي
- إن حذر الوالدين المفرط وقيامهم بكل شيء بدلاً من الطفل، قد يكون مضراً بالطفل أكثر من عدم الاهتمام به، ويجب عليك تعليمه أن يكون مستقلاً في سن مبكرة، وإلا سيبدأ في التفكير في أنه غير قادر على فعل أي شيء... توقفي ولا تفعلي أي شيء بدلاً منه.
لقد ارتكبت خطأ مرة أخرى
- لا تكرر هذه الجملة، حتى الآباء الودودون يشعرون أحياناً بالحاجة للإشارة إلى الأخطاء التي يرتكبها أطفالهم، إذا فكرت في الأمر، فستجدين أنه من الرائع أن يخطئ طفلك، حيث تشير أخطاؤه إلى أنه يحاول فعل شيء ما.
9 نصائح ليصبح طفلك أفضل
1 - بالحب الصادق الهادئ المتزن، تستطيعين الوصول بطفلك إلى الأفضل في كافة مجالات حياته؛ الخلقية والسلوكية والدراسية والاجتماعية.
2-امدحي وأشيدي بجميع إنجازات طفلك، حتى لو كانت بسيطة: رسوماته، زهوره التي يعتني بها، وحتى نظام غرفته التي يحافظ عليها.
3- شجعيه على التعبير عن نفسه، واحترمي كل ما يقوله، ما يساعده على توظيف طموحاته ومواهبه بشكل جيد.
4- عبري عن ذلك بالعبارات والجمل الطويلة.. ما يعززه على الإيمان بإمكانياته وقدراته قدر المستطاع: "أنا أصدق كل ما تقول وما تنوي فعله.. نحن نؤمن بك، أنت تستطيع.. بالطبع يمكنك أن تفعل ذلك، يمكنك أن تفعل أي شيء".
5- قومي بتكليفه بمهام محددة صغيرة في البداية وتكبر تدريجياً، ومنها يكتسب ثقته بنفسه ويتعرف على حجم التقدير والثقة التي تحملينها تجاهه.
6- حب الآباء لأبنائهم لا ينبغي ان يكون مشروطاً بصفات إيجابية؛ مثل التميز في مجال ما، أو حتى لمواصفات شكلية يتمتع بها، أو لمجرد أنه يقدم يد المساعدة دائماً. 7- بيئة المنزل، وأسلوب التربية وحب الآباء وعطفهم ورعايتهم، هم البيئة والركيزة الذي يقف عليها الطفل ويعلو.. فإن كان الأساس ثابتاً قوياً صحيحاً، نما الطفل وتطور بدنياً ونفسياً وعلمياً واجتماعياً بشكل سليم.. والعكس صحيح.
8-العبارات والسلوكيات التي يعيشها الطفل في بيئته وتتكرر معه يوماً بعد يوم.. ستتركه طفلاً ضعيفاً جباناً مدمراً نفسياً وعقلياً، لا يثق بنفسه وبقدراته.
9-وأمام هذا الدمار ليس أمام الطفل إلا البكاء أو العصبية أو الانطواء والعزلة.. أو الحزن الدفين.. من دون أن يعرف لذلك سبباً!.