بعد "تسريبات" إعلامية مختلفة حول فتح باب دمشق مجددا الى "بعض" حماس، أو ما أسمته الصحافة السورية بـ "التيار غير الأخوانجي"، أصبح الأمر واقعيا بالكشف عن استقبال الرئيس الأسد "وفدا فلسطينيا" يضم أحد عناصر ذلك "التيار الحمساوي"، مع ممثلين لفصائل أو تيارات، في رسالة جديدة بأن الباب السوري لم يعد مغلقا.
وقبل الذهاب للحديث عن سوريا والشرط المهين لحركة حماس، وقبولها به، لضرورات أباحت محظور لم يقبله يوما فصيل فلسطيني غيرها، فالأمر الملفت هو غياب حركة فتح، الفصيل المركزي في العمل الوطني الفلسطيني، رغم وجود أحد أعضائها ولكن بصفته سفيرا لفلسطين، وتلك إشارة ليست سلبية.
من حيث المبدأ، وقفت منظمة التحرير وكذا حركة فتح بكل ثقلهما مع الشقيقة سوريا ضد المؤامرة الأمريكية والرجعية العربية، ومعهما دولة الكيان، التي هدفت، فيما هدفت، الى تدمير الشقيقة وتقسيمها، وكسر ظهرها لتصبح أداة طيعة لخدمة المشروع المعادي.
وتحدت منظمة التحرير وحركة فتح كل الظروف التي حاولت دول وأطراف لتغيير موقفها من دعم مطلق وحضور مستمر، الى "حياد" وصمت وسحب السفير وتعطيل عمل مكتب منظمة التحرير، ولكنها رفضت وجاهرت بأنها مع سوريا، أي كانت الظروف والثمن الذي يمكن أن تدفعه.
مقابل ذلك سارعت حماس، والتي استخدمت أرض الشقيقة من عام 1997 وحتى2012، لطعن الثورة والمنظمة والكيانية الفلسطينية بالخروج من دمشق، والاصطفاف الى جانب "معسكر قوى المؤامرة" على سوريا، والثمن كان معلوما تماما.
الإشارة هنا، لتنشيط "الذاكرة السياسية" حول بعض ما حدث، ليكون هناك دروسا مستفادة كي لا يبقى "الغدر السياسي" سمة سائدة في العمل العام، خاصة وأن بعض الأطراف التي دفعت باتجاه فتح الباب الدمشقي لما أسموه "تيار حماس غير الإخوانجي"، جاء في معاكسة مع المحاولة الجزائرية، واللقاء الوطني العام.
أن يعود البعض "الفلسطيني" الى سوريا وفق شروطها، فتلك مسألة تدرك أبعادها وقيمتها الشقيقة أكثر من غيرها، ولكن ربما كان من الضرورة الوطنية أن يتم استباق ذلك بدعوة الرئيس محمود عباس أو وفد من منظمة التحرير وحركة فتح للقاء في دمشق، كونها لم تخذلها، ولم تنقل "بندقيتها من كتف عروبي الى كتف إمبريالي مستعمر".
مثل هذا الموقف، كان له ان يحمل رسائل سياسية متعددة ولكل الأطراف، ان سوريا تعترف فقط بمنظمة التحرير ودولة فلسطين، وغيرها فصائل ضمن علاقة خاصة، وان سوريا لن تسمح لطرف ما باستخدام أرضها لصناعة "بديل مواز"، وان دمشق لن تنسى من وقف معها ومن غدرها، ولكنها ترى المستقبل بصورة تعزز مكانتها، بعدما بدأت "المؤامرة" تنهار، وبدأ بعض الغادرين الترجي لقبول عفو سوري عنهم.
ورغم ذلك، يمكن أن تعلن سوريا رسميا، خلال اللقاء بأنها ستدعو الرئيس عباس ووفد من المنظمة وفتح، تأكيدا على موقفها الثابت مع التمثيل الشرعي والوحيد، وتقديرا لموقف لم يرتعش رغم كل ما كان ضغطا أمريكيا وبعض عربيا، فذلك سيكون "أضعف الإيمان السياسي"، كي لا يفتح باب الشك والريبة التي اختفت مع رياح "المؤامرة الأمريكية"، بأمل ألا تسمح الشقيقة سوريا لأطراف أخرى تبحث تشكيلا غير وطني وغير عروبي.
ما حدث من دعوة كما نشرتها أطراف فلسطينية تقيم في سوريا، تتطلب تصويبا سياسيا سريعا، فلسنا بوارد الاستماع لمن يبحث زرع فتنة خاصة بينها وبين فلسطين الدولة والمنظمة وحركة فتح من باب "عادت ريما لعادتها القديمة".
ملاحظة: تغريم شركة فرنسية بمئات ملايين الدولارات لتمويلها "تنظيمات إرهابية" للعمل ضد سوريا، مش كاف أبدا..لو في شوية أخلاق لازم وضعها في القائمة السوداء العالمية..مع هيك مفروض من الجامعة العربية تعميم اسمها لمقاطعتها...بدها حركة يا شباب.
تنويه خاص: الحكاية الماليزية عن قصة الشاب الغزي "عمر البلبيسي"، وتحريره بطريقة سينمائية من قبضة "الموساد" واعتقال كبشة منهم، فيها كثير من نقاط الشك ومش مقنعة..وبدها كشف شو صار خلال ساعات الخطف..ادعاء البطولة منيح بس "الأمنح" معرفة اللي صار.